مازن معضم: صابر الرباعي فنّان حسّاس ومحترم

نشر في 08-02-2013 | 00:02
آخر تحديث 08-02-2013 | 00:02
No Image Caption
شارك الممثل اللبناني مازن معضم في تصوير كليب أغنية الفنان صابر الرباعي «لا انت حارس للنجوم» بدور درامي رومنسي، وهو بدأ راهناً تصوير مسلسل لبناني جديد فضلا عن قراءته نصوصاً عربية وخليجية.
معضّم الذي يحرص على اختيار أدوار صعبة ومركبة، تحدث لـ «الجريدة» عن تعاونه مع الرباعي وأعماله المتنوعة.
كيف حصل التعاون مع الفنان صابر الرباعي في كليب «لا انت حارس للنجوم»؟

اتصل بي المخرج يعقوب المهنا وعرض عليّ المشاركة في الكليب، وعندما اطلعت على القصة أعجبت بها لأنها شبيهة بفيلم قصير، وبالتالي لا يقتصر دوري على «موديل»، إنما هو دور تمثيلي بامتياز. فضلا عن ذلك، تربطني علاقة صداقة بوسام المولى، نجل علي المولى مدير أعمال الفنان صابر الرباعي، ما مهّد أكثر لهذا التعاون.

كيف تقيّم هذه التجربة؟

جميلة جداً، وتحمست لها لأنني أفتش عن أدوار صعبة ومركبة تحتاج إلى جهد في الأداء والتعبير. ثم صابر إنسان حسّاس ولائق ومحترم، وأنا معجب به كفنان أيضاً. من هنا، أتوقع لهذه الأغنية نجاحاً باهراً لأنها رائعة.

لماذا تم اختيارك برأيك؟

علمت أن المخرج مطلع على أعمالي السابقة فأحب مشاركتي في هذا الكليب.

ما الصعوبات التي رافقت تصوير الكليب؟

أعتقد بأن المنتج والمخرج كفيلان أكثر منّي بالتحدث في هذا الموضوع. ما أستطيع قوله إننا واجهنا برداً قارساً في منطقتي ميروبا في أعالي كسروان  وتعنايل في محافظة البقاع، خصوصاً أثناء الليل، فضلا عن صعوبة بعض المشاهد.

هل ستخدم هذه المشاركة صورتك في العالم العربي؟

أتمنى أن تساهم في انتشاري أكثر في مصر والمغرب العربي والخليج.

هل فُتح الباب أمام الممثلين اللبنانيين نحو العالم العربي؟

نسعى إلى أن يكون للمسلسل اللبناني مشاهدون في العالم العربي، خصوصاً إذا عُرض عبر شاشة عربية واسعة الانتشار. أمّا الممثلون اللبنانيون فيدخلون من الباب الضيّق وثمة تركيز على بعض منهم دون الآخرين. على الصعيد الشخصي، تلقيت أخيراً اتصالا من مصر للمشاركة في برنامج مع «سميّة الخشاب» وهذا دليل على اطلاع المصريين على أعمالي الدرامية.

ماذا عن العروض العربية على صعيد التمثيل؟

ثمة عرض عربي مهم لمسيرتي الفنية، قرأت النص وأعجبني، إنما لن أبوح بتفاصيله قبل توقيع العقد. كذلك تلقيت عرضاً من الخليج، النص الدرامي قيد التحضير وأنا أتواصل مع الكاتب الذي طلب مشاركتي في هذا العمل.

أخبرنا عن «وداعاً».

المسلسل لبناني من كتابة طوني بيضون وإخراج يوسف شرف الدين وإنتاج إيلي معلوف، يتمحور حول سقوط الطائرة الاثيوبية في لبنان ومأساتها التي عشناها مع أهل الضحايا ولا نزال نتذكرهم. إنه عمل إنساني أتشرف بالمشاركة فيه كضيف شرف وسأجسّد شخصيّة الضحية أسعد فغالي.

و{قيامة البنادق».

أحد أضخم المسلسلات الدرامية اللبنانية، إخراج عمّار رضوان، كتابة محمد نابلسي، إنتاج مركز بيروت الدولي للإنتاج الفني والتوزيع. أشارك في بطولته مع نخبة من الممثلين وأؤدي فيه دور حامد، شاب جنوبي أحد أبطال الثورة وينبض بالعنفوان والقوّة في وجه الاحتلال العثماني. إنه عمل وطني جامع بامتياز لا يعبّر عن طائفة أو فئة أو حزب، بل يعكس نضال شعب بأسره ضد الاحتلال، لذا أتمنى عرضه على المحطات المحلية كافة ليتمكن الجميع من مشاهدته.

كيف تقيّم دورك فيه؟

شخصية حامد التي أجسدها جديدة بالنسبة اليّ وأحببتها كونها مختلفة عما قدمته سابقاً.

طُبعت في مرحلة معينة بصورة الشاب الوسيم، لكننا نراك راهناً في دور المناضل والثوري، فما سبب هذا التغيير؟

الشخصيات التي ساهمت في انطلاق نجوميتي ودفعي نحو المراتب الأولى هي: شاب شرير خبيث وشرس في «قصة سلمى»، متسلط وجشع في «ورود ممزقة»، سياسي مناضل ووطني في «بلا ذاكرة»، شاب رومنسي في «لونا»، أب منكسر الجناح في تراجيديا «الطائر المكسور». في هذه الأدوار، لم أكن الشاب الوسيم، لذا أرفض وضعي في خانة «الجغل»، خصوصاً أنني أكثر ممثل شاب نوّع في أدواره الدرامية.

هل تميل إلى شخصية شاب مناضل وثوري، لا سيما أنك جسدتها أكثر من مرة؟

أحب الأدوار الهادفة والمسلسلات التي تحمل رسائل معينة، وهي لا تتعلق بالشخصيات المناضلة والثورية فحسب، فدوري في مسلسل «مدام كارمن» هادف أيضاً.

ما أولوياتك كممثل؟

البحث عن شخصية جديدة وصعبة ومركبة ومعقدة.

هل أنت حر في خياراتك الدرامية أم تفرض الظروف الإنتاجية عليك أحياناً قبول عمل لا يرضيك للاستمرار؟

لم أظهر منذ مدّة في أي مسلسل جديد، لأنني رفضت عروضاً كثيرة تلقيتها،  وستقتصر مشاركتي في «وداعاً» على إطلالة واحدة، فأنا لا أحتكم إلى الظروف ولا أقبل أي دور يعرض علي.

يعمل الممثلون في غالبيتهم مع منتج معيّن، بينما تتعاون أنت مع الجميع، كيف تحافظ على هذه الاستقلالية؟

يتطلب مبدأ الاحتكار أو العمل مع منتج واحد شروطاً إذا توافرت بشكل يضمن لي حرية الاختيار بين الأدوار المعروضة عليّ والتقدم في مسيرتي الفنية، عندها يمكن توقيع مثل هذا العقد أسوة بما يحصل في دول أجنبية. أمّا إذا لم تتأمن هذه الشروط فأنا حرّ في خياري، خصوصاً إذا كان النص جيداً، «الكاست» مناسباً تحت إدارة مخرج جيّد، التمويل مؤمناً، وثمة احترام متبادل بيني وبين الطرف الإنتاجي، ما يحقق إضافة نوعية إلى مسيرتي، عندها لا يمكن أن أرفض العرض.

في ظل هذا التنوع الذي حققته، أي دور تنتظره بعد؟

أنتظر عملا فيه «أكشن» وقصة حب جميلة وموضوع إنساني، على أن يكون هادفاً وليس مجرد عمل ترفيهي. شاهدت أعمالا مصرية وأجنبية مماثلة وهي عالقة في ذهني لذا أحب المشاركة في أعمال مشابهة لها.

جسّدت شخصيات من كتابة شكري أنيس فاخوري وكلوديا مرشليان وطوني شمعون وفراس جبران، أي منهم أقرب إليك في أسلوبه الكتابي؟

أحببت كثيراً «بلا ذاكرة» لفاخوري و{كازانوفا» و{مدام كارمن» لمارشليان و{شيء من القوة» و{ورود ممزقة» لشمعون و{الحب القديم» لجبران كما أحببت «الطائر المكسور» وشاعريته للكاتبة مهى بيرقدار. كلها أدوار عشت صميمها فطبعت ذاكرتي وذاكرة الجمهور.

إلى أي مدى يساهم النص المحبوك جيداً بتعزيز قدرات الممثل؟

عندما تكون القصة محبوكة جيداً تبرز أكثر، خصوصاً أنها تعزز قدرات المخرج أولا. أما بالنسبة إلى الممثل فيغوص في ماهية الشخصية ومدى أهميتها في العمل وأهمية الحوار الذي تؤديه، فضلا عن ذلك من المهم أن يكون الممثل منسجماً مع المخرج ومتفاهماً معه في التفاصيل، مثلما حصل في مسلسل «كازانوفا» إذ تبادلنا المخرج فيليب أسمر وأنا الرؤية نفسها تجاه الشخصية، ما أدى إلى عمل متكامل.

هل من عودة إلى تقديم البرامج؟

أتمنى ذلك، ثمة فكرة قيد الدرس في هذا الإطار ولكنني لم أطرحها بعد، إنما أسعى إلى شيء مميز وجديد وراقٍ بمضمون عميق، وليس برنامجاً سخيفاً أو تهريجياً.

بعيداً عن التمثيل، هل من طموح آخر؟

أتجه إلى تصميم الأحذية وتطوير عملي لأحقق توقيعي الخاص على التصاميم أسوة بدور الأزياء العالمية. هذه التجارة هي تجسيد لشغف شخصي من جهة، ووسيلة لتأمين مدخول مادي من جهة أخرى، ما يفسح في المجال أمام حرية أكبر على صعيد اختيار أدواري التمثيلية، من دون الخضوع إلى مبدأ قبول أي عرض.

كيف تقرأ حركة الدراما والسينما في لبنان؟

الدراما حياتي وشغفي وحلمي وفلذة كبدي، مهما قدمنا لها نبقى مقصرين في حقها. لذلك لا أستطيع القول إننا على السكة الصحيحة، إنما نحتاج إلى مزيد من الجهد والابتكار والتعب للتقدم والتطور، وهذا الأمر يتطلب رونقاً معيناً لتبدو الدراما بأبهى صورة.

إلام تحتاج برأيك؟

تحتاج إلى تسويقها بمساعدة الدولة اللبنانية. لدينا شاشات محلية حاضرة بقوة في العالم العربي يمكنها بيع الأعمال كما شرائها، ومثلما نستقدم مسلسلات عربية وتركية، نستطيع بيع أعمالنا في الخارج. ثم يجب أن يكون المُنتَج المعروض للبيع غالياً ومهماً ليوازي الأعمال العربية، وما بثّ بعض أعمالنا المحلية عبر الفضائيات العربية سوى دليل على أنها مهمة، لذا يجب تشجيع هذا المستوى والحفاظ على منتجنا ومنحه أهمية أكبر بهدف تسويقه وبيعه في الخارج. راهناً وبصراحة تامة، نحن غير حاضرين سوى عبر الشاشات المحلية  في شهر رمضان، وهذا غير كاف، إذ يجب أن ننافس الأعمال الأخرى ونخرج إلى العالم العربي عبر مسلسل أو اثنين وأنا واثق من أننا قادرون على تحقيق ذلك.

أساءت معجبة إليك وسوّقت صورة سيئة عنك، كيف تتعاطى مع هكذا تجارب؟

يتعرّض أي فنان ناجح لمثل هذه الإساءات والإشاعات، ولا أدري إلى أي مدى يجب توافر رقابة في هذا الإطار أو وضع حدّ لها، لكننا لا نستطيع الحؤول دون التعرض لها. صحيح أنني أنزعج، إنما يعرفني المقربون مني جيداً، ولا يمكنني القول إلا أن من يسيء إلى الفنان بهذا الأسلوب، هو شخص مريض. من جهة أخرى، أحترم محبة الناس لأنها نعمة من رب العالمين. أتمنى التواصل معهم واللقاء بهم جميعهم في آن، وأدعوهم إلى متابعتي عبر موقع «تويتر» وعبر صفحة المعجبين الخاصة بي على «فايسبوك» لنبقى على تواصل دائماً.

back to top