شركات الإنتاج... بين الازدهار والانحدار

نشر في 02-07-2013 | 00:01
آخر تحديث 02-07-2013 | 00:01
هل انتهت سطوة شركات الإنتاج، بعدما تحرر منها نجوم الصف الأول واقتصرت سيطرتها على نجوم الصف الثاني الذين يعجزون عن التحليق بمفردهم في سماء الفن؟ سؤال يطرح نفسه بعدما تفاقمت الأزمة التي تواجهها شركات الإنتاج في ظل الأوضاع السياسية المتوترة في العالم العربي. في المقابل، تطفو إلى السطح شركات إنتاج جديدة تراهن على الأصوات الشابة وتتبناها.
لم يعد تحت عباءة «روتانا»، بإدارة سالم الهندي، سوى بعض نجوم الصف الأول من أمثال: كاظم الساهر، أحلام، عاصي الحلاني حسين الجسمي... في وقت أسس فنانون كثر شركتهم الخاصة على غرار راغب علامة الذي يملك شركة Bague statge، ميريام فارس التي تملك شركة {ميريام ميوزيك} وتتولى أنتاج أعمالها وإدارتها بنفسها.

إلا أن صورة المشهد الفني لم تتوقف عند هذا الحد، بل طرحت {نجوم ريكوردز} (شركة إنتاج مصرية حديثة) نفسها كحاضن للفنانين المصريين الذين اعتبروا أن {روتانا} لم تكن عادلة بحقهم، من بينهم: شيرين عبد الوهاب التي انتهى عقدها مع {روتانا} ولم تجدده، وقبلها إيهاب توفيق الذي شن حملة شعواء على {روتانا} متهماً إياها بتشويه الفن المصري...

لا شك في أن اعتزال محسن جابر، صاحب {شركة عالم الفن}، الإنتاج والاعتكاف بعد مسيرة طويلة استمرت أكثر من ثلاثين عاماً أطلق خلالها مطربين كثراً من بينهم عمرو دياب وسميرة سعيد... وشعور الفنان المصري بأنه أصبح من دون شركة تدعم خطاه الفنية... كلها عوامل دفعت {نجوم ريكوردز} إلى دعم نجوم الصف الأول، لا سيما أن لهم شعبية في الوطن العربي ويستطيعون، في وقت قصير، إدخال مبالغ طائلة إلى الشركة.

أرابيكا

منذ أقل من عامين ظهرت شركة {أرابيكا}، فتوسم الفنانون من أنحاء العالم العربي فيها خيراً، لكن ما لبثت خطاها أن تعثرت بعد اندلاع الثورة المصرية، لأن ثمة من يقول إن نبيل خلف كان واجهة للشركة، في وقت كان فيه وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي الممول الرئيس لها.

يذكر أن الشركة أنتجت أدعية دينية لكبار النجوم في الوطن العربي، تعرض خلال شهر رمضان بأصوات: عاصي الحلاني، حسين الجسمي، محمد منير، وائل جسار الذي يعتبر ابن المدلل لـ {أرابيكا} التي تنتج أعماله الغنائية في وقت توقفت عن الإنتاج لفنانين آخرين، وتحولت إلى محطة غنائية... فما كان من {نجوم ريكوردز} إلا أن اغتنمت الفرصة وطرحت نفسها كمنتج للأعمال الغنائية الخاصة بالفنانين المصريين.

بلاتينيوم ريكوردز

عند الحديث عن شركات الإنتاج لا يمكن تجاهل شركة {بلاتينيوم ريكوردز} (من ضمن مجموعة {أم بي سي})، في البداية اعتمدت على التوزيع، أما اليوم، وبعدما تبنت كارمن سليمان (الرابحة في برنامج {أراب أيدول}) وأنتجت لها أغنية منفردة، تقرر الإنتاج لمحمد عساف الذي حصد لقب {أراب آيدول} لهذا العام. ويبدو أن الشركة تتجنب الوقوع في فخ الانحياز إلى المطربين الخليجيين وتنتج لأصحاب الأصوات الجميلة من أنحاء الوطن العربي.

وتري

ظهرت على الساحة أخيراً شركة {وتري}، وذلك من خلال الإنتاج لمطربين شباب، وهي اشترت أرشيف شركة {ميوزيك ماستر} الذي يضم نخبة من الفنانين أمثال: ماجدة الرومي، كاظم الساهر، أصالة، إليسا، ملحم زين، ميريام فارس.

أنتجت {وتري} لغاية الآن: {بنت من الشارع} و{إذا فكرك} للفنانة الصاعدة جنى التي احتلت المرتبة الأولى في الاذاعات المحلية، وألبوم {يا صمت} لناصيف زيتون الذي حصل أخيراً على جائزة {موركس دور} لأفضل مطرب صاعد.

ويبدو أن الشركة ستدخل مجال إدارة الأعمال الرقمية وتسويق الأغنيات على شبكة الانترنت، بعد ذلك ستخوض مجال إنتاج أعمال غنائية لكبار الفنانين في العالم العربي.

تريث وحذر

يقول ايلي بيطار، أحد أبرز المنتجين الفنيين في لبنان، إن غالبية شركات الإنتاج تتريث في تقديم أي عمل غنائي جديد، خصوصاً للوجوه الصاعدة، بسبب الأوضاع السائدة في الوطن العربي. وإذا كانت {بلاتينيوم ريكوردز } أنتجت لكارمن سليمان ولمحمد عساف، فلأنها تعتمد على القاعدة الشعبية التي حصدها الفنانان الصاعدان في برنامج {أراب أيدول}، كما هي الحال مع شركة {وتري} التي قررت الإنتاج لناصيف زيتون معتمدة على الشعبية الجارفة التي حصدها في برنامج {ستار أكاديمي} والأغنيات المنفردة التي قدمها عقب فوزه باللقب.

يضيف: {بالنسبة إلى الشركات الأخرى فيواجه كثير منها أزمة حقيقية بسبب الأوضاع الراهنة، ما دفع محسن جابر إلى الاعتزال كي لا يتحمل المزيد من الخسائر. أما {روتانا} فلا تسجل في هذه الفترة أرباحاً مادية تذكر، ما دفع نجومها إما إلى مغادرتها أو الإنتاج على نفقتهم الخاصة، وترك موضوع التوزيع لها}.

يوضح أن الفنان، عندما يصبح في موقع متقدم، لا يستسلم لوطأة الظروف القاهرة، بل يفضل أن يقدم عمله الفني، مهما كان الوضع صعباً، لإثبات أنه ما زال محبوباً، وهنا يحصل خلاف في وجهات النظر بين الفنان والشركة، فإما يقع الطلاق وإما ترضخ الشركة لرغبة الفنان.

كذلك يشير بيطار إلى أن الفنان بطبعه يتوق إلى الحرية، وعندما يشعر أنه أصبح قادراً على الإنتاج لنفسه من دون الحاجة إلى الوقوع تحت سيطرة الشركة المنتجة، فلن يتردد لحظة في الإقدام على هذه الخطوة، من دون الأخذ برأي الشركة التي تبنته في أولى خطواته نحو الشهرة... وغالبية الشركات ترضى بهذا التصرف ما دام شعارها ما زال موجوداً في أعمال الفنان الخاصة.

back to top