حقيقة معاقبة المنسحبين ضاعت بين «المسابقات» و«الانضباط»

نشر في 12-10-2013 | 00:01
آخر تحديث 12-10-2013 | 00:01
في الوقت الذي أكدت أطراف في لجنة المسابقات باتحاد كرة القدم لـ"الجريدة" إرسال تقرير إلى لجنة الانضباط في وقت سابق، تطالب فيه بتوقيع عقوبة وفقا للمادة 52 من لجنة المسابقات على نادي الصليبيخات، بعد انسحابه "أو اعتذاره" عن عدم المشاركة في بطولة الدوري العام "الرديف"، نفى مصدر مسؤول في لجنة الانضباط لـ"الجريدة" أن تكون اللجنة قد تسلمت اي تقرير في هذا الشأن، مشددا على أن اللجنة لا تتعامل إلا من خلال كتب رسمية، متضمنة تقارير بخصوص أي واقعة، كي تحقق فيها أولا، ومن ثم إصدار العقوبات وفقاً للوائح.

وما بين تأكيد مسؤولي لجنة المسابقات ونفي لجنة الانضباط، ضاعت حقيقة المخاطبات والكتب، أما الحقيقة الثابتة بما لا يدع مجالا للشك فهي أن اللجنتين مسيرتان في مثل هذه القضايا، باعتبار أن التكتل يحكم والرئيس يبحث عن رضاه حتى لو على حساب المصلحة العامة، ولا بأس من تطبيق المثل الصيني القائل: "لا أرى لا أسمع لا أتكلم" مع الأندية الموالية ما لم تصل التعليمات من مجلس إدارة الاتحاد بتوقيع عقوبات واهية لحفظ ماء الوجه ليس إلا! في المقابل، فإن العقوبات توقع بحرية تامة على الأندية المناهضة للاتحاد.

الغريب ان مجلس إدارة نادي اليرموك وجه الأربعاء الماضي كتابا بالانسحاب من المسابقة ذاتها، وقام مسؤولو الاتحاد بإرسال كتب إلى الأندية مساء أمس الأول، لإخطارها بانسحاب اليرموك.

وأكد مسؤولو "المسابقات" مجددا ارسال تقرير إلى "الانضباط"، يتضمن العقوبات وفقاً للمادة 52 أيضاً من لائحة المسابقات، وأشار عضو في "الانضباط" أن الواقعة سيتم التحقيق فيها وفقاً للتقرير الذي سيرد من لجنة المسابقات في حال أرسل!

فهل سيتمسك الاتحاد مجدداً بعدم توقيع عقوبات على اليرموك، مثلما لم يوقع عقوبات على الصليبيخات كونهما من أندية التكتل؟!

والمؤسف حقا أن الأندية أصبحت تخشى الانتقائية التي يمارسها الاتحاد، والدليل أن أحد الأندية التي تختلف مع سياسة اتحاد الكرة فكر مسؤولوه في الانسحاب من البطولة، لكنهم تراجعوا خوفا من توقيع عقوبات مغلظة، وهذا لم يأت من فراغ بل من خلال تهديدات مباشرة تلقاها مسؤول في النادي فور جسه نبض احد مسؤولي الاتحاد خلال جلسة ودية جمعته معه في احدى المناسبات، وذلك وفقا لتأكيد مسؤول النادي لـ"الجريدة" في وقت سابق، إلا أنه رفض نشر الواقعة تجنبا لتوقيع عقوبات على ناديه.

وأخيرا، فإن لا أحد له الحق في معارضة انسحاب الصليبيخات واليرموك من البطولة فهذا حق أصيل لهما، خصوصا أن البطولة أثبتت في مراحلها الأولى فشلها بشكل لافت، فهي بدلا من أن تعد اللاعبين الذين لم يشاركوا مع انديتهم في الفريق الأول فنياً وبدنياً، صدرت للاعبين الإرهاق والإجهاد، وأرهقت خزائن الأندية المرهقة من الأساس.

لكن استمرار سياسة الاتحاد في التعامل مع الأندية بمكيالين لم ولن يسمح للكرة في الكويت بأن تتقدم وتتطور، وما لم يتم تطبيق اللوائح على الجميع دون استثناء، والتعامل مع جميع الأندية بسواسية، فإن الكرة ستستمر في التراجع إلى الخلف بسرعات هائلة.

back to top