كلنا جرة قلم

نشر في 21-09-2013
آخر تحديث 21-09-2013 | 00:01
 د. نادية القناعي لا يوجد شيء يصيبنا بالخذلان غير ذلك الانتظار المميت لإنهاء أي إجراء سواء للترقية أو التوظيف، أو أي معاملة قانونية، لكن نضطر أن نطيل التفكير بذلك السؤال الذي يشغلنا: متى سينتهي إجراء معاملاتنا ونحصل على حقوقنا؟ فنبقى بانتظار جرة قلم، وكأن على رؤوسنا الطير لا نستطيع التحرك.

لقد أصبح مصيرنا مرتبطاً بتلك الجرة، التي باتت تجرنا نحو التعب والالتفاف بأكثر من مبنى، وكل في جهة بعيدة عن الأخرى من أجل جرة قلم.

أصبحنا نكدح تحت أشعة الشمس من أجل جرة قلم، أصبحنا نصارع في زحام المرور من أجل جرة قلم.

أصبحنا دائمي الشرود من أجل جرة قلم. أحياناً ينتابنا شعور بأننا لا نريد الاستمرار بالركض خلف حقوقنا، لأن جرة القلم أوصلتنا إلى حالة من الإرهاق فلا نستطيع أن نتكبد مزيداً من القلق من أجل جرة قلم.

أصبحت أحلامنا التي اجتهدنا من أجلها تحت رحمة جرة القلم، فأصبح "ليس لكل مجتهد نصيب" كما يفترض، لأن النصيب أصبح لمن يحصل على جرة القلم.

أنا مع جرة القلم، لأن فيها يكون النظام ونتلافى فيها جانباً من الفوضى، وتكون فيها الحقوق محفوظة.

لكن ما أعنيه هنا هو أن يكون من حقك الحصول على ذلك التوقيع، لكن هناك تلكؤاً في العمل وتبلداً في الإجراء، وإرهاق الأشخاص بالذهاب والإياب، وهناك إمكانية كبرى في التيسير عليهم.

خلاصة القول: يسرِوا على الناس مادام لهم حق خالص محض.

back to top