مدبغة فاس التاريخية... تراث في مهب الريح
رغم مرور 12 قرنا من عبق التاريخ الذي تحمله مدبغة الجلد التقليدية في مدينة فاس المغربية (وسط)، وجذبها الدائم للسياح، لكن أنشطتها اليوم صارت محدودة، بسبب أزمة السياحة ومنافسة المصانع الحديثة، حسبما قال العمال الذين يعيشون من مردودها.وتقع المدبغة التقليدية وسط مدينة فاس العتيقة، التي صنفتها "اليونيسكو" تراثا إنسانيا عالميا، حيث تمتد "الشوارة"، كما يسميها أهل فاس، على مساحة 4 هكتارات وسط مئات المنازل المتداعية المجهزة بصحون لاقطة.
والمدبغة أو "الشوارة" عبارة عن 1200 حوض، مقسمة الى أربع مناطق، تعالج داخلها الجلود بطرق تقليدية، وتعتبر رغم صعوبات إدارتها وصيانتها، "فخر" مدينة فاس، العاصمة الروحية للمغرب، التي أسستها سلالة الأدارسة، والتي تضم أقدم جامعة إسلامية في العالمين الإسلامي والعربي. وتساهم هذه المدبغة، بما يرافقها من تاريخ عريق وروائح جلد منبعثة منها، الى حد كبير في جذب السياح للمدينة. وقال عبدالسلام (45 سنة)، ورجلاه غارقتان في أحد الأحواض وسط العشرات من جلود الأغنام، "ما من سائح يأتي لزيارة فاس دون ان يتضمن برنامج زيارته جولة في مدبغتها".لكن عبدالحليم، كبير الدباغين، يقطع حديث عبدالسلام بالقول إن "تاريخ هذه المدبغة القديمة غني، لكن مشاكلها خطيرة ومستعصية، بسبب عناد السلطات"، موجها دعوة إلى رئيس الحكومة، عبدالإله ابن كيران، لإنقاذ هذا النشاط الموروث.(فاس - أ ف ب)