المالكي: الخطر على العراق يأتي من التحديات الطائفية

نشر في 02-05-2013 | 00:01
آخر تحديث 02-05-2013 | 00:01
No Image Caption
• مقتل 15 شخصاً وإصابة 25 في هجمات متفرقة  • الصدر: هناك من يحشد الشيعة ضد السنة

في أعقاب موجة أعمال العنف التي وقعت في العراق في الأسبوع الأخير من شهر أبريل، ولاتزال تلقي بظلالها من خلال مزيد من القتلى والجرحى، حذر رئيس الوزراء نوري المالكي من دخول البلاد في أتون حرب طائفية لا نهاية لها.

جدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تحذيراته من أن نجاح محاولات «تمزيق العراق» سيؤدي الى «حرب لا نهاية لها»، معتبرا أن الخطر على البلاد اليوم يأتي من المنطقة «وتحدياتها الطائفية»، في حين قتل 15 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 27 بجروح في تفجيرات متفرقة في العراق، وأكد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أن هناك من يعمل اليوم على حشد الجيوش الشيعية لقمع المناطق السنية.

المالكي يحذر

وقال المالكي في مؤتمر عشائري عقد في بغداد أمس، «لو حصل تمزيق للعراق، على ما نسمع من طرح، والله لا يكسبون شيئا، لا هم يكسبون ولا العرب ولا الأكراد، ولا السنة ولا الشيعة، والله ندخل حربا لا نهاية لها»، مضيفا أن «تمزيق العراق لن يكون على أساس أقاليم كما يطالبون، إنما تمزيق على أساس كانتونات صغيرة وعشائر وقبائل وقوميات ومذاهب».

وذكر أنه في السابق «كنا نقول النظام الحاكم، لم نقل السنة ولم نقل الشيعة هذا كلام غريب عن ذوق العراقيين وتاريخهم، إذاً من هؤلاء؟ ومن الذي جاء بهم؟ ومن يمثلون؟ وأي بوابة من خلالها دخلوا بها إلينا؟».

وجدد المالكي ربط ما يحدث في العراق وتصاعد التوتر الطائفي فيه مؤخرا بعد نزاع دام بين السنة والشيعة بين عامي 2006 و2008، بالتطورات في المنطقة، في إشارة على ما يبدو الى الأحداث في سورية المجاورة.

وانتقد المالكي البرلمان العراقي قائلا: «السلطة التشريعية في العراق وقعت في فشل هائل وأصبح البرلمان يمثل عقبة في طريق الحكومة»، متهما البرلمان بأنه «أصبح مسجى ومعطلا لعمل الحكومة».

وأضاف أن «ما يرعب الدولة هو أن تكون الخيانة نابعة من مواقع متقدمة فيها وعار على مسؤول في الدولة أن يتكلم بلغة طائفية»، معربا عن أسفه بالقول «نحن من أقحمنا الطائفية في العملية السياسية، ومفهوم المحاصصة الذي اتجهنا إليه هو ما يجمد عمل الحكومة ويعطل البرلمان».

وشدد على أنه «لا حل للعملية السياسية في العراق إلا باللجوء الى الأغلبية السياسية الوطنية، وما لم تتغير الأمور في الدورة المقبلة فإن أي تقدم يصبح عسيرا».

قتلى وجرحى

في غضون ذلك وفي محافظة الأنبار غرب العراق قال قائد في شرطة الفلوجة اسمه خالد ياسر الجميلي أمس، إن «خمسة أشخاص هم ضابط في الشرطة برتبة مقدم وأربعة من عناصر الصحوة قتلوا وأصيب 15 بجروح بينهم أربعة من الشرطة في هجوم انتحاري بحزام ناسف».

وفي هجوم آخر، قتل ثلاثة من عناصر الشرطة بينهم ضابط برتبة ملازم أول في انفجار سيارة مفخخة شمال مدينة الرمادي كبرى مدن المحافظة.

وفي حي الحسينية شرقي بغداد قتل «ثلاثة أشخاص وأصيب عشرة بجروح في انفجار سيارة مفخخة على الطريق الرئيسي في الحسينية.

وفي محافظة صلاح الدين قتل أربعة من قوات الأمن في انفجار قنبلة مزروعة على جانب الطريق في مدينة بيجي.

الصدر

في السياق، أكد مقتدى الصدر أمس، أن «هناك من يعمل اليوم على حشد الجيوش الشيعية لقمع المناطق السنية».

وقال الصدر في كلمة له خلال حضوره مؤتمر فاطمة الزهراء الدولي الذي أقيم في جامعة الكوفة في النجف، إن «صدام حسين جاء وكان يقول إنه يمثل التسنن، وفي الحقيقة هو كان يمثل الإرهاب ويحشد الجيوش بعنوان الجيوش السنية لقتال وقمع مناطق الشيعة».

وأضاف أنه «بعد تغيير النظام السابق لا زلنا نتقاتل ونجعل الأعداء يشمتون بنا»، مطالبا الجميع بـ»التوحد والبحث عن المشتركات وليس الاختلافات، لنكون قدوة للآخرين».

ودعا الصدر المسلمين إلى «عدم الاعتداء على المسيحيين، إلا إذا أعلنوا العداء لنا مثل الاحتلال»، معتبرا أن «ما يحدث في البلدان الإسلامية لا يرضي الله ورسوله وأهل البيت ولو كانوا فينا اليوم لتبرأوا منا، لأن السني أصبح عدو الشيعي والشيعي أصبح عدو السني».

إلى ذلك، قال رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي في بيان أمس، إن «استهداف عدة مساجد في بغداد خلال الأيام القليلة الماضية وسقوط قتلى وجرح من المصلين يشكل بداية مرحلة جديدة للاقتتال الطائفي في البلاد، وبادرة من بوادر الحرب الأهلية التي نسعى لتفاديها بكل ما اوتينا من طرق ووسائل»، مطالبا «الحكومة باتخاذ إجراءات جادة ومسؤولة في البحث عن الجناة الحقيقيين ومحاسبتهم قضائيا بالشكل الذي يتناسب مع حجم هذه الجرائم النكراء وخطورة تداعياتها على أمن البلاد واستقرارها».

(بغداد ـــــــ أ ف ب، يو بي آي)

back to top