كنيسة الـ «سيستين» تقفل أبوابها لانتخاب سيد للفاتيكان

نشر في 13-03-2013 | 00:01
آخر تحديث 13-03-2013 | 00:01
No Image Caption
• عميد الكرادلة يدعو إلى الوحدة مع بداية عملية الانتخاب • توقع امتداد المجمع ليومين أو 4 كحد أقصى

بينما تعصف المشاكل والأزمات الكبرى بجسم الكنيسة الكاثوليكية، انحبس القيّمون عليها خلف أبواب كنيسة السيستين الشهيرة لانتخاب بابا جديد، يعلّق عليه أكثر من 1.2 مليار كاثوليكي في العالم، آمالاً عريضة لقيادة سفينة الكنيسة إلى بر الأمان.
بدأ الكرادلة الـ115 الناخبون أمس، مجمعهم التاريخي في الفاتيكان، في حدث يتابعه ملايين المؤمنين في العالم لمعرفة من سيخلف بنديكتوس السادس عشر، أول بابا يقدم استقالته منذ سبعة قرون.

وانتقل الكرادلة منذ ساعات الصباح الأولى إلى بيت القديسة مرتا، حيث سيقيمون إلى حين انتخاب رئيس جديد للكنيسة الكاثوليكية التي تضم 1,2 مليار مؤمن.

دعوة إلى الوحدة

وبدأت الصلوات مع قداس خاص أحياه الكاردينال أنغيلو سودانو عميد الكرادلة في كاتدرائية القديس بطرس.

ودعا الكاردينال سودانو في عظته إلى الوحدة داخل الكنيسة الكاثوليكية، قائلاً: «علمنا القديس بولس أنه يجب على كل منا التعاون لبناء وحدة الكنيسة».

وشارك الكرادلة المؤهلين لانتخاب بابا جديد في القداس، كما سُمح بحضور للكرادلة غير المؤهلين للمشاركة في عملية انتخاب بابا الفاتيكان، وهم من تجاوزوا الثمانين عاماً.

وتوجه الكرادلة عقب القداس، إلى نزل ضيافة عصري داخل الفاتيكان قبل أن يشاركوا في عملية انتخاب البابا التي تجري في اجتماع سري مغلق بكنيسة «سيستين التي تشتهر بلوحات جدارية لميكاييل انجيلو».

وبعد ذلك، أدى كل منهم اليمين على الإنجيل وأقسموا «على إبقاء كل ما يتعلق مباشرة أو غير مباشرة بالأصوات وعمليات الاقتراع لانتخاب الحبر الأعظم، ضمن السرية المطلقة».

وبحسب تقليد متوارث عن القرون الوسطى أوصدت الأبواب بالمفاتيح.

ويمكن أن يقوم الكرادلة المنقطعون تماماً عن العالم بعملية تصويت أولى فورية. ويُرتقب حصول أربع عمليات اقتراع يومياً، اثنتان صباحاً واثنتان مساءً.

وتُحرق كل بطاقات الاقتراع في نهاية النهار لمحو أي اثر للتصويت السري الذي لا يمكن للكرادلة الحديث عنه حتى بعد فترة طويلة من انعقاد المجمع. وإذا تصاعد الدخان الأسود هذا يعني انه لم يتم انتخاب بابا جديد، أما في حال تصاعد الدخان الأبيض فهذا يشير إلى انه بات للكنيسة الكاثوليكية حبر أعظم جديد.

وبحسب الخبراء في شؤون الفاتيكان وفي حال عدم حصول مفاجآت، فإنه يُرتقب أن تكون مدة المجمع قصيرة، تتراوح بين يومين وأربعة أيام كحد أقصى.

الكرادلة المرشحون

ومن بين الكرادلة الناخبين البالغ عددهم 115 كاردينالاً وكلهم عُينوا خلال حبرية البابا الراحل يوحنا بولس الثاني أو المستقيل بنديكتوس السادس عشر، هناك حوالي عشرة أسماء تم تداولها في الأيام الماضية كمرشحين لترؤس الكنيسة الكاثوليكية.

وتناقلت وسائل الإعلام أسماء الايطالي أنجيلو سكولا والكندي مارك ويليه والبرازيلي أوديلو شيرر والنمساوي يوزف شونبورين والمجري بيتر أردو والأميركيين تيموثي دولان وشون أومالي، وجميعهم لديهم نقاط مشتركة كثيرة مع يوحنا بولس الثاني أو بنديكتوس السادس عشر.

وهم محافظون جميعاً، وحريصون على منع ذوبان الدين أكثر من الإصلاحات التي ينتظرها كثيرون لاسيما في الغرب.

ويُنتخب البابا بأكثرية الثلثين من أصوات الكرادلة. وحتى قبل خروج الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستين وانطلاق العنان لأجراس كاتدرائية القديس بطرس، سيكون الكاردينال الايطالي جيوفاني باتيستا ري، أول الكرادلة الأساقفة، قد طرح على البابا المنتخب السؤال الآتي :»هل تقبل انتخابك القانوني حبراً أعظم؟» وسيجيب بنعم ويختار اسمه الجديد الذي قد يكون بولس، أو يوحنا، أو يوحنا بولس أو بيوس أو بنديكتوس ...

وبعد ثمان وأربعين دقيقة، وهي الفترة التي يقسم خلالها الكرادلة يمين الولاء ويرتدي الحبر الجديد ثيابه الجديدة، سيحصل الكاردينال الفرنسي جان-لوي توران على شرف الإعلان باللغة اللاتينية أمام الجموع المحتشدة في ساحة القديس بطرس: «هابيموس بابام» (لدينا بابا) ويكشف عن اسمه. ثم يكشف البابا الجديد الذي يضع نجمة حمراء على كتفيه، وجهه للعالم أجمع. عندئذٍ تبدأ مرحلة جديدة من تاريخ المسيحية الذي بدأ قبل ألفي سنة.

وسيكون يوزف راتسينغر أول بابا على قيد الحياة يشهد انتخاب خلف له. وسيراقب هذه العملية عن بعد من مقر «كاستيل غاندوفلو» على بعد 30 كلم من الفاتيكان حيث أصبح مقر إقامته.

(الفاتيكان - أ ف ب،

 رويترز، يو بي آي)

back to top