المفكر الإسلامي عبدالله النجار:

نشر في 29-07-2013 | 00:02
آخر تحديث 29-07-2013 | 00:02
No Image Caption
استغلال الدين في حصد مكاسب سياسية «تطرف حقير»

حذَّر المفكر الإسلامي وعضو مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر د. عبدالله النجَّار من استغلال الدين في حصد مكاسب سياسية واصفاً ذلك بـ{التطرف}، وأضاف في حواره مع {الجريدة} أن إرغام المخالفين في الدين على دخول الإسلام {جهل} لأنه عمل لم يرتضه الله لنفسه وهو الخالق. وأبدى النجّار تخوفه من تأثر وسطية الأزهر الشريف بالتيارات التي تحاول اختطافه، على حد وصفه.
 كيف ترى المشهد في العالم الإسلامي في هذه المرحلة؟

لا شك في أن الغالب الآن هو التطرف على المستويين الاجتماعي والديني، ولا أقصد هنا المؤسسات الدينية أو العلمية ذات التاريخ العريق مثل الأزهر الشريف، بل الجماعات الدينية التي تستبيح لنفسها حق الفتوى في الدين، وتنافس الأجهزة العليا العريقة في العلم الإسلامي في رسالتها.

برأيك ما أنواع التطرف وكيف يمكن تصنيفها؟

من الناس من يتطرف في قوله فيطلق فتاوى عجيبة وغريبة فيحلّ ما حرَّمه الله، ومنهم من يأتي بأفعال غريبة لا تستند إلى دليل، كمَنْ يقتل الناس ويظن أنه يتقرّب بقتلهم إلى الله، ظناً منه أنه يقتل كفاراً أو يجاهد في سبيل الله، لكن العادة أن التطرف يبدأ باللسان ثم يصل إلى الفعل، والفعل أقوى من القول، لأن الفعل ينفذ القول ويدخله إلى حيز التطبيق. قد يكون التطرف بالقول والفعل أو بالإلزام بالفعل للقول، كالذي يدعو الناس إلى الإسلام ويحملهم حملاً على الإسلام، رغم أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) نفسه لم يعطه الله هذا الحق، لأن الله تعالى قال: {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ» (الكهف: 29)، وقال تعالى «فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ» (الغاشية: 21،22)، وكذلك قال تعالى: «إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاغُ» (الشورى: 48)، والمتطرفون لا يريدون البلاغ، إنما إرغام الناس وحملهم على دخول الدين بالقوة.

هل استخدام الدين في الصراعات السياسية هو نوع من التطرف؟

يعتبر {تطرفاً حقيراً} لأن الله تعالى قال {وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} (البقرة: 41). يجب أن يظل الدين بعيداً عن الاستغلال السياسي للحصول على منصب أو كرسي، لأن الدين يُبتغى به الجنة وسعادة الآخرة، لا يمنع ذلك من أن يكون حاكماً للسياسة، ومعنى لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة، أنه لا يجوز أن يستغلّ الدين لحصد مكاسب سياسية، وفي المقابل يجب أن يحكم الدين تصرفات المسؤولين.

الفتنة الكبرى

هل التطرف وليد العصر الحديث أم ظهر مع بداية الدولة الإسلامية؟

مرحلة {الفتنة الكبرى} هي البيئة الأساسية والملائمة لظهور الأفكار المتطرفة، عموماً يبدو التطرف كبذرة موجودة في طبع البشر، كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يحذر من الغلو في الدين ويقول {يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا}، وهذا حديث يهذب في النفس فطرة التشدد.

هل تعتبر التخويف من بعض الدعاة عبر المنابر أو الفضائيات تطرفاً؟

نعم، إذا تجاوز القول حدّ الاعتدال، وقد يكون من التطرف تهوين أمور جليلة كمن يهون الأعراض والدماء والأموال، هذه مسألة خطيرة، قد يمارسها الداعية على المنبر وهو لا يشعر أنه يمارس عملاً لا يصح ولا يجوز.

في هذا الصدد كيف ترى ظاهرة كثرة الدعاة على الفضائيات؟

أسميهم {رُكاب الفضائيات} وليس الدعاة، تجد كل واحد منهم في فضائية ويتكلّم طوال النهار والليل، وهم من فرضوا أنفسهم على الناس، وقد يكون التطرف في أسلوب الدعوة، من حيث شكل المتطرف الذي يبدو كلامه مقبولاً، ظاهرياً، كأن تجد دعاة لهم صيت وسمعة، ولا يعلم أحد أنهم متطرفون يقيمون خصومة بين الدين والدنيا، ويتطرقون إلى أمور المقابر والعذاب وحسب.

كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يستعيذ بالله من كل قول لا يصدقه العمل، ومعظم الدعاة يتكلمون ببلاغة شديدة، لكن في مجال المعاملات يحصلون على صفر، والله تعالى يقول لهم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ» (الصف: 2،3).

إلى أي مدى أثر ذلك على تقدم المسلمين؟

جعلت هذه الطريقة المسلمين يفتقرون إلى الحافز، ولم يعد لديهم من أسباب المنافسة في الحياة أي شيء، بسبب هذه الدعوات التي تدعو الناس إلى الزهد في الدنيا، فظلوا يزاهدون الناس في الدنيا حتى فاز أعداء المسلمين بمفاتيح الحياة، وأصبحوا الآن يتحكمون فينا ويلعبون بنا بأصابعهم كمن يلعب الشطرنج، نتاج أنهم لم يدعوا الناس الدعوة الصحيحة التي تقيم صلحاً بين الدين والدنيا.

هؤلاء المتطرفون أقاموا عداءً جعل الناس يتركون أسباب الحياة، وإذا ما قارنت المسلمين بغيرهم تجدهم في عجز بمقارنة أدوات الإنتاج والعلم والدفاع والطب، بسبب إقامة هذه الجدران بين الدين والدنيا.

ما أبرز نماذج طرق الدعوة التي تقيم خصاماً بين الدنيا والآخرة؟

من الدعاة من يدعو الناس إلى الآخرة، وفي كثير مما نتأمله من الكتابات أو السمعيات الموجودة، نجد الداعية يتكلم عن عذاب القبر، ويتخيل نفسه داخل القبر مع الميت ويأتي بالأحاديث ويفسرها، على رغم أن ما بعد الموت سمعيات الكلام عنها {علم لا ينفع وجهل لا يضر} كما قال الفقهاء، فيما يكتب أحدهم عن مشاهد الآخرة وأحداث النهاية، وهم لا يعرفون كيف يدعون ولا يحسنون اختيار الموضوعات، على رغم فصاحتهم وبراعتهم في الخطابة وذيوع صيتهم.

 كذلك تجد دعاة يسافرون إلى أوروبا ويكلمون غير المسلمين عن القتل والحدود وقطع يد السارق، ولا يعرفون كيف يقيمون مواءمة بين المكان وبين ما يقولون في المكان، ما يجعل صورتنا في الغرب أننا دمويون، وهذا كلام فيه نوع من السذاجة لأن الداعية يحفظ كلمتين لا يجيد غيرهما، نحن في مأساة كبيرة فالتطرف أكبر خطر على الإسلام.

تبرير العنف

العنف أحد أنواع التطرف ويستند البعض في تبريره إلى حديث الرسول {من رأى منكم منكراً فليغيره بيده} فهل يعد ذلك تفسيراً صحيحاً؟

من أراد أن يغير المنكر فليفعل، لكن من أخطر المنكرات أن تترك الدنيا في يد أعداء المسلمين، بالتركيز على القشور وترك اللب، الذي يتعلق بحياة المسلمين ومستقبلهم، وهذا المنكر الأولى بالتغيير، يجب أن ننصرف إلى الانتاج ونصل إلى الكفاية في إنتاج السلاح والدواء والتعليم، ولنتأمل قول الرسول (صلى الله عليه وسلم) أيضاً {اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول}.

 كيف ترى تصدي الأفراد إلى تغيير المنكر في ظل استقرار مفهوم الدولة؟

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بحسب الأصل، سلطة إدارة تمنح للمختصين والمؤهلين، في فهم المنكر في مواطن وجوده، وبحسب التطور التاريخي تم توزيع هذه السلطة على عدد من الأجهزة، كل حسب اختصاصه، فمثلاً الرقابة على الأغذية والمخالفات التموينية تتصدى لها الرقابة الصحية على الأغذية وشرطة التموين، والصناعة هناك أجهزة لمراقبة الجودة، والأمور المتعلقة بالآداب العامة، تتصدى لها شرطة الآداب، وتغيير المنكر أصبح بحاجة إلى علم المتخصصين في كل المجالات التي يحتاج إليها العلم، ومن يتقدمون الآن لتغيير المنكر دون علم يقومون بالهرج و{يحنطون} الإسلام في الزمن الماضي وقت كانت المنكرات واضحة وبسيطة ويستطيع أي شخص أن يعرفها.

الأمور الآن تعقدت وأصبح تغيير المنكر بحاجة إلى العلم، بالإضافة إلى وجود ولاية إما من الله عز وجل أو من السلطان، وما لم تكن للقائم بالأمر بالمعروف ولاية يصبح غير ذي صفة، ويتدخل في حريات الناس، ويعتبر نوعاً من التعدي، وللإنسان الذي يتعرض له من يسمون أنفسهم بـ{جماعات الأمر بالمعروف} أن يدافع عن نفسه وليس لهذا الآمر بالمعروف دية لأنه متعدٍّ.

ماذا عن استخدام العنف لدعوة المخالفين في العقيدة للدخول في الإسلام؟

يعتمد هؤلاء المتطرفون على قوله تعالي {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ} (آل عمران: 19) والصحيح أن هذه الآية خبر بمعنى الطلب، وهو من قبيل خطاب العين {الفرد}، أما خطاب الكفاية فيُخاطب به المجتمع وينفذه ولي الأمر، مثل الولايات العامة كالرئاسة التي يتقدم لها من يصلح، فإذا نفذه سقط الفرض عن البقية، وإذا لم يقم به البعض أثم الجميع، وفرض العين يخصّ الأفراد مثل إقامة الصلاة بمعنى الطلب، والكل مخاطب في هذه الحالة، ويحكم هذا الخطاب قوله تعالى {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ} (الكهف: 29)، وكأن الله عز وجل يقول لنا: أنا أريد منكم أن تدخلوا في الإيمان ولكن باختياركم وحريتكم، وعلى ذلك فإن إرغام المخالفين على الدخول في الإسلام جهل وعمل لم يرتضه الله لنفسه، لأنه لو شاء لأمن من في الأرض جميعاً، لأن الملك العزيز ذا الخلق الأكبر لا يطلب من خلقه أن يؤمنوا اضطراراً ولكن اختياراً، وهؤلاء المتطرفون يعطون لأنفسهم ما لم يعطه الله لنفسه.

آراء فقهية

لكن بعض المتطرفين يستند إلى آراء فقهية يعتبرها ثابتة لدعم مواقفه؟

هؤلاء يختارون من الآراء ما يدعم موقفهم، مثلاً ثمة من يقول بأنه من {الراجح} ألا تتولى المرأة القضاء، على رغم وجود آراء أخرى تقبل توليها، والخلاف لا يفسد للود قضية لو أن المتحدث أوضح وجود رأيين ما عليه أمام الله من سبيل، ولنتفكر سيرة الإمام أبو حنيفة النعمان عندما حضر إلى مصر، وكان لا يرى في مذهبه بأداء صلاة {القنوط} في العشاء، لكنه قنط في مصر، وعندما سأله الناس قال: {خشيت أن أقول برأي لم يعتده الناس فيقولون إن الدين خطأ}، وأتذكر أننا عندما ذهبنا مع بعض العلماء إلى إيران صلينا صلاتهم وكانوا يصلون الظهر والعصر جمعاً وقصراً وجهراً بشكل مستمر كل يوم، لكننا كنا نصلي في الفندق بعد العودة.

هل ثمة مرحلة يمكن تسميتها باللاعودة في مسار المتطرف؟

نعم... إذا لم يكن هناك من يعالج المتطرف ويناقشه ويراجعه، على سبيل المثال مراجعات الجهاديين في المعتقلات لم تكن لتتم إلا بعد مناقشاتهم مع كبار الشيوخ والعلماء.

هل يُسهم التطرف في تشويه صورة المسلمين في الغرب؟

لا شك في ذلك، وقد شاهدت بنفسي، أثناء وجودي في الولايات المتحدة الأميركية، أحد المسلمين يخطب في أقرانه ويقول عن أميركا إنها {ديار كفر} ويدعو بأن {هذه بلاد حرب مالها حلال وعرضها حلال ونساؤها حلال}، على رغم حصوله على تأشيرة دخول حكومية حتى يتمكن من الوصول إلى أميركا، وكان هذا الموقف مواكباً لأحداث 11 سبتمبر 2001، وعندما استنكرت قالوا إنه يتمتع بحقه في حرية التعبير، فرددت بأنها {إساءة تعبير}، وهذا هو ما يُفسر {جزءًا} من حالة التوجس والخوف الغربي من المسلمين.

هل يسهم المتطرفون في تراجع انتشار الإسلام؟

يقيناً، لأن الإساءة إلى الدين سببها هذه الصورة القاتمة التي يقدمونها، والإسلام {بضاعة جيدة} تحتاج التاجر الجيد الذي يروجها، والمتطرفون لا يجيدون التسويق له.

دور الأزهر

كيف ترى دور الأزهر الشريف في مواجهة التطرف؟

 

الأزهر بذاته ووسطيته واعتداله أحد دروع ردّ التطرف عن الأمة الإسلامية.

هل ثمة مخاوف على وسطية مصر والأزهر خلال الفترة المقبلة؟

نعم أنا خائف على وسطية مصر والأزهر، تحديداً من الانجراف باتجاه تيار معين، طوال عمري تربيت على الأزهر وسطياً متجرداً لوجه الله وليس لخدمة حزب أو اتجاه، ولو اختطف الأزهر إلى خدمة اتجاه أو جماعة أو حزب ليبرالي أو إخواني سينتهي، لأن الجماعات والأحزاب إلى زوال، والأزهر صاحب رسالة خالدة، وأنا خائف حقيقة لأن البعض يتمسحون الآن في ملابس الأزهريين ويظهرون في وسائل الإعلام وبدأوا التحرش بعلماء الأزهر.

إلى أي مدى يساهم الفقر في صنع التطرف؟

الفقر هو السبب الرئيس لفشل الدعوة الإسلامية وضياع الإسلام، وعمر بن الخطاب يقول {إن الإنسان ليس أميناً على نفسه إذا أهنته أو أجعته أو ضربته}، فكيف تنتظر أن يكون الجائع أو المتسوّل صاحب رأي سليم وسديد، المحتاج صاحب حاجة وبالتالي سيوجه غضبه ضد المجتمع الذي لا يوفر له حاجته ويتطرف ضده، وهذا أهم أسباب التطرف، باختصار الفقر يُضيع الدين.

هل المجتمع مسؤول عن نمو التطرف؟

التطرف هو إفراز مجتمع، عندما يكون هناك حكام لا يهتمون بالمحكومين، وتجد الحقوق مُضيعة، يتجه الأفراد كل إلى وجهته التي يريد، ويكون من بينها مسار التطرف.

كيف يمكن تعزيز روح التسامح في المجتمع؟

لا بد من أن تقيم العدل أولاً، عندما يشعر كل شخص أنه لا يظلم سيستريح، وبالتالي يتسامح مع غيره، لأن الصدور إذا ضاقت لا تحتمل غيرها وليس هناك ما يضيق الصدور أكثر من الظلم، وعندما يشعر أحد بالظلم لأن وظيفة ما ضاعت منه بسبب الواسطة فلا تضمن رد فعله، لذلك المظلوم لا تثريب عليه إن هو قتل.

وكيف يحدث ذلك على مستوى الأسرة؟

أيضاً بالعدل، لأن الأسر عندما تشعر بالعدالة تنشر المودة في ما بينها، وعندما يتعرض الأب للظلم الاجتماعي فإنه ينقل اضطهاده لأولاده وزوجته، وعليه العدل هو المدخل لصلاح الدنيا، والله عز وجل ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة، ويهزم الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة.

تعزيز التطرف

ماذا عن المناهج التعليمية؟

مناهجنا التعليمية تعزز روح التطرف، لأنها تحمل تزكية وإشعالا للخلاف الديني، وثمة مناهج تبث أفكاراً هدامة تدعو إلى الانغلاق وتجعل الدارس يضيق ذرعاً بالرأي الآخر.

وهل يحدث ذلك في الأزهر؟

نعم يحدث، لولا اجتهادات الأساتذة وقدرتهم على جعل الطلبة متجردين وموضوعيين غير متحيزين، لوجدنا حالة غير موضوعية من التفكير. تحتاج المناهج إلى تنقيح لتكون أكثر إعمالاً للعقل وليس للحفظ، ويكون الأستاذ قدوة للطالب في قبول الرأي الآخر، ولا يحقّر صاحب الرأي حتى ولو أخطأ، فليقوّمه ويساعده حتى يستطيع أن يغير سلوكه، ويصبح هدف التعليم بناء شخصية متكاملة قادرة على التفكير.

يعتبر البعض أن الشهادة مجرد ورقة للتعيين والتعليق على الحوائط، على رغم أن الهدف الرئيس منها أن يكون نموذجاً وقدوة للتعامل مع الفقير والغني من دون كِبر أو تطرف، باختصار الثقافة العربية والشرقية بحاجة إلى إعادة صياغة بشأن التعليم وبناء الشخصية.

هل نحتاج إلى دراسة الآراء المخالفة للسائد ضمن المناهج التعليمية؟

لا بد من خلق العقل القادر على التمييز في البداية، حتى يرتقي إلى مرتبة التحليل والنقد والتفريق بين الجيد والرديء، وأتذكر أنه أثناء أزمة نشر أول كتابات للدكتور نصر حامد أبو زيد حول سلطة النص التي أثارت عضب البعض، كان ثمة مشايخ أزهريون يهتمون بالبحث في كتاباته عما يكفّره فقط، والآن أجد بعض طلابي يصدمون كأنني صفعتهم عندما أخبرهم ببعض الآراء المخالفة للسائد، ولا أجد سوى القول لهم إن الله عز وجل حاور الشيطان وصبر عليه، وأوصيهم بضرورة النقاش والحوار.

في سطور:

- أستاذ الشريعة والقانون في جامعة الأزهر الشريف، عضو مجمع البحوث الإسلامية وعضو مجمع الفقه الدولي في جدة، ألف أكثر من 150 كتاباً في الفقه المقارن والشريعة والقانون، وأشرف على أكثر من 500 رسالة ماجستير ودكتوراه وناقشها في الجامعات المختلفة، كذلك شارك في أكثر من مئة مؤتمر عربي ودولي في السعودية والكويت وأميركا وتونس... اليوم يشغل منصب أمين لجنة ترقية الأساتذة في جامعة الأزهر.

- تمتد مسيرة النجار العلمية أكثر من 44 عاماً، فقد تخرج في كلية الشريعة والقانون عام 1969، وحاز الإجازة في الشريعة حاصداً المركز الأول على دفعته، نال الماجستير عام 1979، والدكتوراه عام 1984، وهو من مواليد محافظة الغربية في أكتوبر 1948.

back to top