وثيقة لها تاريخ: مقابر «الصريف» موجودة في شرق بريدة وتضم قبور ضحايا الحرب

نشر في 15-02-2013
آخر تحديث 15-02-2013 | 00:02
لم تكن حرب "الصريف" التي وقعت بين جيش الشيخ مبارك الصباح وجيش الأمير عبدالعزيز بن رشيد في 25 ذي القعدة 1318هـ الموافق 17 مارس 1901 حرباً عادية، بل كانت حرباً كبيرة راح ضحيتها أرواح عديدة، ونقطة فاصلة في تاريخ الصراع بين الأمراء والشيوخ في جزيرة العرب في تلك الفترة.  وقعت الحرب قرب مدينة بريدة في إقليم القصيم في نجد، وأتيحت لي الفرصة أن أزور المنطقة قبل عدة أسابيع.

وبهذه المناسبة، ننشر لقرائنا الكرام وثائق تاريخية جديدة عن المعركة، وبها بعض المعلومات التي لم تذكر في المصادر التاريخية السابقة، ونرجو أن تكون ذات فائدة وقيمة للباحثين والمهتمين بتاريخ هذه المعركة.

وثيقة اليوم يعود تاريخها إلى 11 ذي الحجة 1318هـ وهي من رسائل الوكيل الإخباري لبريطانيا في الكويت علي بن غلوم رضا، وليست منشورة ضمن الرسائل التي نشرها مركز البحوث والدراسات الكويتية في عام 2007 في كتابه القيم بعنوان "أخبار الكويت رسائل علي غلوم رضا".   

وإليكم النص الحرفي للرسالة:

"من الكويت إلى البحرين في 11 ذي الحجة 1318هـ

حضرة جناب الأجل الأحشم العالي جاه مستر كاسكن اسستنت (مساعد) بولتكل ايجنت الدولة البهية القيصرية في البحرين المحترم،،

أما بعد،، لا يخفى على سعادتكم الشريفة سابقا تقدم منا لكم كتابين عن أخبار عبدالعزيز بن رشيد والشيخ مبارك إن شاء الله وصلكم وحالا نعرفكم بالواقع بان في 25 ذي القعدة يوم الثلاثاء عبدالعزيز بن رشيد والشيخ مبارك بين الحايل والبريدة تلاقوا بعضهم بعض وتقابلو في الحرب، ماضي من النهار خمس ساعات، تحاربو بعضهم بعض الى باقي من الغروب نصف ساعة يتحاربون، لكن في أثناء  الحرب بعض العشاير من العرب خانوا الشيخ مبارك وساعدوا بن رشيد، وكذلك... خانوا عليه ما بقى عنده إلا أهل ابلاده وبعض العشاير. واشتدت الحرب بينهم وصار قتال شديد بين الطرفين إلى أن دخل الليل على شدة الحرب، الكل ما يعلم بصاحبه، كلمن تفرق في مكان إلى أن أصبح الصباح. الشيخ مبارك بقا وحده ولا احد عنده من جماعته الا أربعة أنفار، ولا يعلم بجماعته أين تفرقوا، لمن شاف هذا الحال فر من مكانه قاصد الكويت خوفا على نفسهِ. في  10 ذي الحجة الشيخ مبارك مع أربعة من رجاجيله دخل بلد الكويت مكسور الخاطر، ولا يعلم عن جماعته مقتولين ام سالمين، وجميع أهل الكويت مغتمين حال هذا الأمر العجيب، مثل الشيخ حمود الصباح، والشيخ خليفة بن عبدالله الصباح، وصباح ولد حمود الصباح، وجابر ولد الشيخ فاضل، ومحمد ولد سالم الجراح، وسلمان ولد حمود السلمان، هذا كله من الشيوخ وأولاد الشيوخ الذي الى حال التاريخ ما جانا منهم علم سالمين ام مقتولين. من عسكر بن رشيد من مشايخهم عبدالعزيز بن رشيد بنفسه مقتول، وأولاد عمه أربعة، وأولاد سبهان اثنين، هذا الذي سمعنا من أفواه الناس، لكن من طرف شيوخنا موجب ما عرفناكم الى حال التاريخ ما جانا منهم علم سالمين ام مقتولين، ليصير عندكم معلوم، ان شاء الله فيما بعد نعرفكم الواقع عندنا لازم، وانت سالم والسلام. صحيح علي بن غلوم رضا".

back to top