هواجس النجوم... خوف من المرض وقلق على العائلة والمستقبل
يخطئ من يعتقد أن الفنان يعيش في برج عاجي يحميه من عثرات الزمان وخبايا الأيام التي ربما تحمل أموراً غير متوقعة، قد تفرح إلى أقصى حد وقد تحزن إلى أقصى حد. فالنجم وإن أضفت عليه الشهرة والنجومية هالة من البريق، فيخال الجمهور العادي أن تدفق الأموال عليه والمعجبين يجعلانه في سعادة دائمة، إلا أنه يعاني في مكان ما في قلبه وروحه لا تطاوله أضواء الشهرة، من الخوف والقلق من أمور كثيرة، قد تكون من الغير الذي يتربص به، أو قلق على عائلته، أو ترقب لمستقبله الفني.
ما الذي يثير مخاوف النجوم وقلقهم؟ سؤال طرحته {الجريدة} على نجوم في العالم العربي وسجلت الأجوبة التالية.
ما الذي يثير مخاوف النجوم وقلقهم؟ سؤال طرحته {الجريدة} على نجوم في العالم العربي وسجلت الأجوبة التالية.
مجاملات وأخطاء صغيرة
أحمد عبدالمحسنخالد العجيرب «الشهرة والنجومية تزيدان من استقرار الفنان بسبب ارتباطه الكبير مع جمهوره، ولا أعتقد أنها تثير أي مخاوف إلا في حالات خاصة»، يقول الفنان خالد العجيرب، مضيفاً: «ربما الشيء الوحيد الذي يثير رعب الفنان، بسبب شهرته ونجوميته داخل الوسط الفني، أن أقواله وأفعاله كافة تحسب عليه، باعتباره محط أنظار كثيرين».يوضح أن أعداء النجاح يُريدون استغلال أي نقطة ضعف يقع فيها الفنان لإثارة الشارع الفني ضده، «حدث ذلك مع كثيرين وأغلب الفنانين يخافون هذا الأمر، وبعضهم يدرس خطواته بدقة حتى لا يقع بالخطأ».يؤكد العجيرب أنه لا يعاني من أي مخاوف خارج الوسط الفني، ولا يدري ما الظروف التي ستجبره على الخوف في المستقبل، ويقول: «لا شيء يُقلق راحتي خارج الوسط الفني، ربما ارتباطي لوقت طويل بتصوير الأعمال يبعدني قليلاً عن أصدقائي وعن عائلتي، لكني أجتهد في ألا أبتعد عنهم كثيراً، الأمر الوحيد الذي يخافه الإنسان حالياً أن يرزح تحت عبء دين ضخم، عدا ذلك لا شيء مهمًا في الوقت الراهن. ليلى عبدالله «ليس ثمة ما يثير مخاوفي في الوسط الفني أو خارجه، ويعرف الجميع ظروف الفنان»، تقول الفنانة ليلى عبدالله مشيرة إلى أن الوقوع في الخطأ وارد ولا يثير مخاوف الفنانين.تضيف: «يحفل الوسط الفني بسلبيات وإيجابيات، ولا شيء مرعباً فيه ولا حتى خارجه، على الإنسان الاستفادة من دروسه الخاصة والابتعاد عن الأمور المقلقة التي من شأنها إثارة مخاوفه في المستقبل».تلفت إلى أن حياة الفنان ربما تختلف عن الإنسان العادي، لأن أي حركة خاطئة يقع فيها ستثير علامات استفهام وتساؤلات، «لا أعتقد أن هذا الأمر يصل إلى مرحلة الخوف، بل هو عادي وعلى الفنان التعامل معه بطرق سليمة وعدم إثارة مثل هذه الأمور».وتشير إلى أن ابتعادها عن صديقاتها من خارج الوسط الفني قد يجعل الأجواء مشحونة في علاقتها بهن، وتوضح: «لا أعلم الظروف التي قد تحدث في المستقبل لذلك أستمتع بالحاضر، وأتطلع إلى الأمور بشكل إيجابي وأبتعد عن السلبية قدر المستطاع. تتفهّم أسرتي الأمر وتعرف ظروف الفن، لذلك لا مشاكل من هذه الناحية». عبدالله الزيد «النجومية جميلة لكنها تثير مواقف سلبية عندما تقابل أشخاصاً لا يحبونك، ومن الرائع أن يعرفك الناس في كل مكان، حينها تجعل أمورك أكثر سلاسة، خصوصاًً عندما تكون في وزارة حكومية ويساعدك أحد المعجبين حباً لك»، يوضح الفنان عبدالله الزيد، ويضيف: «أحياناً قد يُراود شعور سلبي الفنان ويتمنى أن يكون إنساناً عادياً لأن مشاكل الشهرة كثيرة وكل كلمة تخرج منه محسوبة عليه، من هنا يمكن القول إن للشهرة والنجومية سلبيات وإيجابيات».لا مخاوف لعبدالله الزيد خارج الوسط الفني، ويجتهد في محو أي عقبة في طريقه، ويقول: «لا أخاف إلا من رب العالمين، وأبتعد عن المواقف التي تخيفني وتقلقني، والتوفيق من الله عز وجل، وأتمنى ألا أقع في المشاكل مستقبلاً». إبراهيم بوطيبان«أكثر شيء يخيفني هو ابراهيم بوطيبان نفسه، كذلك مزاجيتي ومجاملتي للآخرين» يقول المخرج والفنان الشاب إبراهيم بوطيبان، مشيراً إلى أن التعامل مع الأشخاص يجب أن يكون حازماً، خصوصاً داخل الوسط الفني، فثمة أمور حساسة لا تعتمد على المجاملات. يضيف: «أتمنى أن أغير من نفسي كي لا أقع في مواقف حرجة في المستقبل. حان الوقت للتخلي عن المجاملات والرسميات حتى خارج الوسط الفني، لأن المجاملة قد تؤدي إلى أمور سلبية، أبرزها هضم حقك من الآخرين، فإلى متى أجامل على حساب نفسي؟ هذه أمور ترعبني وإذا لم أتداركها، فلا حق لي قد يُحفظ في المستقبل».محبة الناس والاستقراربيروت - ربيع عوادنوال الزغبي{رغم جمال النجومية فإنها حرمتني عيش مراحل عمري كما يجب، إذ أصبحت نجمة في السابعة عشرة من عمري}، تقول نوال الزغبي مشددة على أن الأهم، بالنسبة إليها راحة البال والاستقرار، ومشيرة في حديث لها إلى خشيتها من مرض سرطان الثدي ومن إجراء فحوص طبية وترجئ الموعد على الدوام.تضيف: {أشعر بفوبيا تجاه هذا المرض خصوصاً أنه يصيب رمزاً أنثوياً حميماً عند المرأة، لذا أتحمّس للتوعية منه. على المرأة التي تصاب به أن تكون قوية وواعية وتنتصر عليه فلا يدخلها في سباق مع مراحله وكأنها تركض وراءه فيما ينهي حياتها يوماً بعد يوم}.أمل بو شوشة“يعيش النجم الأضواء ومحبة الناس، وفي المقابل يعاني قلقاً دائماً}، تقول أمل بوشوشة التي تعتبر أن محبة الناس أساس عند أي نجم، لأنها تؤمن له الاستمرارية وترفع اسمه عالياً، موضحة أن الشهرة جميلة لكن لا يعني ذلك أن من تسلّط الأضواء عليه يعيش في النعيم ولا يصادف مشاكل. تضيف: {على غرار أي إنسان، يعاني النجم مخاوف وهواجس، فالأوضاع غير المستقرة في بلادنا العربية ومشاهد الدمار والقتل والدماء وتشرد الأطفال والنساء... كلها تشغل بالي وتتعب نفسيتي، وترسم لدي علامة استفهام حول المستقبل}. تخشى أمل بوشوشة المرض وتدعو الله أن يبعده عنها وعن أهلها وأصدقائها والناس جميعاً، وأن يساعد كل شخص متألم، وتتمنى اكتشاف أدوية للأمراض المستعصية التي تتفشّى بشكل أكبر يوماً بعد يوم في مجتمعاتنا.فيفيان مراد“القلق موجود لكن الإيمان دائما هو الأقوى}، تؤكد فيفيان مراد معربة عن سعادتها بأضواء الشهرة التي تعيشها ولهفة الناس عليها والتشجيع الذي تلقاه في كل مرة تقدم عملاً جديداً، لافتة إلى أن لا معنى للشهرة من دون محبة الناس، وهي التي تعنيها أولا وأخيراً}.توضح أن النجم، حين يعود إلى بيته ويجلس مع نفسه يعاني، على غرار أي إنسان آخر، مشاكل وهموماً أو قلقاً معيناً، خصوصاً أن المجهول يرسم علامات استفهام لدى أي شخص.تضيف: {أعيش حياة هادئة وطبيعية خالية من المشاكل، لكن أسال نفسي دائماً ماذا يحمل لي الغد. أخشى المرض أو فقدان شخص عزيز، وأخشى الحروب في ظل عدم الاستقرار الأمني الذي يعيشه عالمنا العربي، لكني أتسلّح بإيماني الذي من خلاله يمكن التغلب على الصعاب وعيش حياة سعيدة ومطمئنة}.نادين الراسي {الاستقرار العائلي والأمني والمهني... أهم ما أبحث عنه، لم تكن الأضواء هدفي يوماً بل حبي لمهنتي جعل مني نجمة}، تقول نادين الراسي مشيرة إلى أنها اكتسبت من خلال عملها حب الناس الذي تعتبره نعمة تفتخر بها.تضيف: {لا شك في أن حياة النجوم جميلة وتسلّط الأضواء عليهم بشكل دائم، لكن القلق يرافقهم، إن لم يكن على المستقبل المهني فعلى المستقبل العائلي والاجتماعي والصحي... أدعو الله أن يمدنا بالصحّة، زوجي وأولادي وأنا وعائلتي، وأن يبعد عن الناس كل مكروه في ظل تفشي أمراض كثيرة}.توضح أنها تشعر بخوف كبير على مستقبل أولادها بسبب الأوضاع الأمنية الصعبة والحروب التي تنشب هنا وهناك، وتتمنى عودة الاستقرار الأمني إلى البلاد العربية لتنعم شعوبها بعيش كريم.حفاظ على الجمهور وتجنب الغرورالقاهرة - بهاء عمريوضح حسين فهمي أن الحفاظ على صحته يأتي في أولوياته، وأن المرض أكثر ما يجب أن يخيف الإنسان، وينبه إلى ضرورة عدم الخلط بين الحفاظ على الصحة عبر ممارسة الرياضة والعادات الصحية السلمية، وبين الحفاظ عليها بشكل مرضي.كذلك الاختيار بين النصوص الفنية المختلفة المعروضة عليه يثير قلقه فترة طويلة أثناء قراءتها وقبل الاستقرار على أحدها، وتحفل بتركيز ذهني كبير.سلامة روتانا أكثر ما يشغل بال غادة عادل التي تؤكد أنها كأي أم تخاف على ابنتها للغاية، رغم زواجها وإنجابها حفيدتها الأولى، وأن قلقها أصبح يشمل الاثنتين.تضيف أن عائلتها الصغيرة واستقرارها أهم أولويات حياتها، لذا تنزعج إذا أثر انشغالها على سؤالها الدائم عن أصدقائها وأقاربها وزملائها، مؤكدة أن محبة الناس الكنز الحقيقي الذي تحاول الحفاظ عليه بشتى الصور.لقاء سويدان التي استشهد شقيقها برصاص الغدر في أحداث 30 يونيو، تشير إلى أن الموت المفاجئ أكثر ما يزعجها، لافتة إلى أن مرارة فقد شقيقها تثير شجونها، لذا تطمئن على من حولها باستمرار بداية من الأقارب.تضيف سويدان أن سلامة جومانا ابنتها، يكاد يكون الهاجس الأكبر في حياتها، لذا تحاول بشتى الصور ألا تؤثر ارتباطاتها الفنية ومواعيد التصوير على علاقتها بابنتها، وهي على استعداد لإلغاء أي ارتباط يتعارض مع راحة ابنتها أو يتسبب في غيابها عنها طويلا، وتحرص على أن تكون برفقتها في المناسبات العامة أو حفلات المدرسة وما إلى ذلك.خوف على الصورةينزعج نجم فريق «بلاك تيما {الغنائي محمد عبده من الغرور، ويخشى أن يتسرب إليه ذلك الشعور المنفر الذي من شأنه أن يصرف الناس من حوله، لذا يحافظ على علاقاته بأصدقائه ويستمع إلى آرائهم ما يجعله يكتسب حصانة من مرض الغرور.بدورها توضح نجمة «ستارأكاديمي» نسمة محجوب أنها تخشى على صورتها أمام جمهورها وتحرص على احترام ذوقه، إلى درجة اتهام أصدقائها لها بالضغط على نفسها بشكل مبالغ فيه، لافتة إلى أنها تعلمت ذلك من والدها الذي يعمل مخرجاً فنياً، ونصحها في بداية طريقها الفني بضرورة التعامل مع محبة الناس على أنها كنز يجدر الحفاظ عليه. تضيف محجوب أنها تضع تلك النصيحة أمامها، بداية من اختيارها لكلمات أغنياتها وألحانها وصولا إلى أحاديثها الإعلامية، معتبرة أن الحفاظ على الجمهور وإرضاءه أكثر ما يثير قلقها، لذا تحرص على أن تكون مخلصة في عملها وتسير على الطريق الصحيح.وعلى العائلةيؤكد هاني رمزي أن زوجته وأولاده أهم ما لديه في الدنيا، وبسبب الأحداث الجارية في مصر، تحديداً الانفلات الأمني، يزداد خوفه عليهم عندما يبتعدون عن نظره، ويصاب بحالة رعب حتى يطمئن عليهم بنفسه، موضحاً أنه يستغل فترات الراحة أثناء التصوير ليتصل بعائلته حتى يتغلب على خوفه.يضيف أن ما ينطبق على عائلته الصغيرة، ينطبق على أهله وأشقائه وأصدقائه، ويكشف أنه لا يمر يوم من دون أن يجري اتصالا بهم للاطمئنان عليهم.بدوره يؤكد إيمان البحر درويش أن أكثر ما يزعجه التقصير في العبادات والصلاة وتلاوة القرآن، ويحرص، مهما كان انشغاله، على حق الخالق وعدم السماح بأن يطغى شيء على مواعيد الصلاة والاستغفار.يؤمن درويش بأنه إذا ضبط طقوسه الدينية، سيضبط تلقائياً بقية الأمور في حياته، ويجد متسعاً من الوقت لإجراء مقابلات وزيارات وصلة الرحم.يضيف أنه فنياً يعتبر مراعاة الذوق العام واحترام الجمهور وتقديم منتج فني محترم، قضايا تطارده لتكون بوصلته في المواقف كافة، لافتاً إلى أنه يضع أعماله ومشاركاته وفق هذا المقياس.