هل يحمل رواد الفضاء حبوباً للانتحار؟

نشر في 20-10-2013 | 00:01
آخر تحديث 20-10-2013 | 00:01
No Image Caption
قد يكون عالم الفيزياء الفضائية، كارل ساغان، المسؤول الأول عن إشاعة أن رواد وكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) يحملون معهم حبوب انتحار.
تخيل أنك تسير خارج مركبة فضائية. كانت كل الأمور تسير وفق الخطة. لكن فجأة ينقطع الحبل الذي يربطك بالمركبة. وكما لو أنك ترى أسوأ كوابيسك يتحقق ببطء، تبدأ بالابتعاد تدريجًا عن منطقة الأمان، متجهًا نحو مساحات الكون الشاسعة حيث يسود الظلام الحالك. يُعتبر هذا السيناريو، الذي تناوله فيلم الخيال العلمي Gravity، مستبعدًا، مع أنه يبقى ممكنًا بالنسبة إلى كل مَن يغامرون بالسفر إلى الفضاء الخارجي. إذا واجهت سيناريوًا مماثلاً، فماذا تفعل؟ أتتمسك بأمل أن تأتي مهمة إنقاذ لنجدتك مع أن ذلك مستبعد جدًّا؟ أم تقضم كبسولة تحتوي على السيانيد؟

أصر عالم الفيزياء الفضائية كارل ساغان، الحائز مرتين على ميدالية الخدمة العامة المتميزة من ناسا، على هذه المسألة المثيرة للجدل، حتى إنه ذكرها في كتابه Contact.

لكن قائد أبولو 13، جيم لوفل، يخالفه الرأي. واجه لوفيل، مع زميليه في الفريق جاك سويجارت وفريد هايس، احتمال الضياع في الفضاء بعدما أعاق انفجار في خزانات الأوكسجين عمل قمرة المعدات في أبولو 13.

كتب لوفل عام 1975: {منذ بعثة أبولو 13، سألني كثيرون: هل كنتم تحملون حبوب انتحار معكم؟ كلا، لم أسمع بأمر مماثل مطلقًا خلال السنوات الإحدى عشرة التي أمضيتها كرائد فضاء وكمدير تنفيذي في ناسا}.

يؤكد غيري غريفن، مدير سابق في مركز جونسون للفضاء في هيوستن بتكساس تصريح لوفل، مضيفًا بصراحة: {إذا رغب رائد الفضاء إنهاء حياته، فيقدّم له الفضاء فرصًا عدة}.

يمكن استخدام الفضاء الخارجي للانتحار بفاعلية أكبر من كبسولة السيانيد. فالتعرض إلى فراغه الخالي يؤدي غالبًا إلى فقدان الوعي في غضون ثوانٍ. ويلي ذلك الموت اختناقًا خلال دقيقتين تقريبًا. في المقابل، يستغرق الانتحار بسيانيد البوتاسيوم ضعف هذا الوقت، ولا يحظى المنتحر بنعمة فقدان الوعي.

صحيح أن رواد ناسا لم يحملوا معهم مطلقًا حبوب انتحار إلى الفضاء، إلا أن هذا لا ينطبق على زملائهم الروس. فقد أخذ ألكسي ليونوف، الرجل الأول الذي خرج من سفينته الفضائية، حبة مماثلة معه في جولته التاريخية التي دامت 12 دقيقة في 18 مارس 1965، مخافة ألا يتمكن من العودة إلى سفينته الفضائية، وأن يُضطر زميله بافيل بلياييف إلى تركه هائمًا في المدار. وكاد ليونوف يحتاج إليها. فعندما حاول العودة إلى السفينة الفضائية، علقت بزته الصلبة في المدخل. فاضطر إلى خفض الضغط داخل بزته قليلاً ليتمكن من تحرير نفسه، دخول السفينة، وإقفال الفتحة.

back to top