زهرة الخرجي... تألق لافت في التلفزيون وعلى خشبة المسرح (2/2)

نشر في 31-07-2013 | 00:01
آخر تحديث 31-07-2013 | 00:01
 بعد انطلاقتها الفنية المبهرة والنجاح الذي حققته في أعمال للأطفال وفي الدراما التلفزيونية والبرامج والسهرات الفنية، حققت الفنانة زهرة الخرجي نجاحاً موازياً مع مسرح الكبار، خصوصا مسرحية «مراهق في الخمسين» مع الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا، وأعمال أخرى مع الفنان طارق العلي، وقدمت تجربة مميزة من خلال مشاركتها في برنامج «الوادي».
كانت انطلاقة الفنانة زهرة الخرجي ضمن مسرح الطفل، في مسرحية «أحمد والأسود» (1984) مع اللاعب الدولي حمد بوحمد ومنى عيسى، تتذكر الخرجي هذه البداية بقولها: «جاءت فكرة التمثيل بالمصادفة، عندما كنت جالسة مع إخواني ولاعب كرة القدم السابق حمد بوحمد، فأبلغوني رغبتهم في أن أمثل معه فقلت: «لم لا»، وبادرني هو بالقول: «إذا مثلتِ انت، سأمثل أنا». قصدنا المخرج حسين الصالح الدوسري الذي أشاد بقدراتي ورشحني لشخصية مبتكرة  تمحورت حول بنت جميلة وشريرة، في آن».

تضيف: «بداية انخراطنا بالعمل كانت مجرد ضحك و«غشمرة»، لكن المنتج لم يرفض أدائي، لأن حمد بوحمد هو الذي قدمني. بكيت للمرة الأولى على خشبة المسرح، وتذكرت أيام المدرسة وما حدث لي في المسرح المدرسي، فخاف فريق العمل إلا أنني أكدت بأنني سأمضي قدماً في هذه التجربة، شعرت برجفة، وخلال لحظات أصبحت كالفراشة على المسرح».

بدايات درامية

 

كانت بداية زهرة الخرجي  الدرامية موفقة، وظهرت للمرة الأولى  مع فنانين كبار، تقول: «أذكر بالخير فضل المخرج محمد السيد عيسى... أول من قدمني إلى الشاشة في تمثيلية «لمن يهمه الأمر» مع مريم الغضبان وعبدالرحمن العقل، وفيها  جسدت شخصية فتاة مشرفة بدار للعجزة. بعد هذه البداية التي تعلمت عبرها فن التلفزيون ومواجهة الكاميرا، التقيت المخرج محمد السيد في سهرات ومسلسلات آخرها «الماضي وخريف العمر» و«عش الزوجية».

بعد ذلك توالت مشاركات زهرة الخرجي في مسرح الطفل من بينها:

- «سندس» (1985)، مع: هدى حسين، محمد السريع، عبدالامام عبدالله، سحر حسين.

- «عنتر بن شداد» (1986) مع: عبدالرحمن العقل وعائشة ابراهيم.

- «أولاد جحا» (1986)، مع: عبدالرحمن العقل، عائشة ابراهيم، ماجد سلطان، جاسم الصالح.

سندريلا والأمير

«سندريلا والأمير» إحدى أبرز  المسرحيات التي قدمتها الخرجي  على خشبة المسرح، من تأليف السيد حافظ، إخراج دخيل الدخيل، إنتاج «فرقة المسرح الشعبي».  عُرضت في نوفمبر 1986 على خشبة مسرح كيفان مع: أحمد الصالح، ابراهيم الحربي، جاسم الصالح، عبدالله سيفان، سالم العطوان.

 تدور الأحداث حول أمير يقيم حفلا لاختيار شريكة حياته، وتحضر  سندريلا الحفل لكنها تهرب إلى منزلها خوفاً من زوجة والدها وتترك فردة حذائها، فيبدأ البحث عن صاحبته وعندما يكتشفها يتزوجها.

من المسرحيات الأخرى التي قدمتها الخرجي:

- «باتمان»، إخراج عبدالناصر الزاير، تأليف أحمد جوهر وبطولته، مع: ناصر كرماني وجمال الشطي... تقول عنها: «تحض على انتصار الخير على الشر على مدى العصور، وهي مسرحية تربوية ومدروسة بعناية، وبعيدة عن «الاسفاف» الذي نلاحظه في بعض المسرحيات، لذلك اعتمدنا على الـ Play back لتخرج المسرحية بأهدافها التربوية. أما دوري فيها فهو قطة محظوظة منذ عشرين سنة، وهو دور جيد ومميز في المسرحية».

- «سر النجار» (1993)، إعداد أحمد خلوصي وإخراجه، مع: محمد السريع، ولد الديرة، عادل اليحيى، نور الهدى. تقول عن قصة المسرحية: «الفتاة التي كانت قطة من قبل دخلت ذات يوم مشغل النجار بعدما شمت رائحة شواء السمك، فتحدثت إليه وطلبت أن تشاركه في أكل السمك، فرفض وعرضت عليه أن يترك لها السمكة كلها تأكلها مقابل أن تملأ صندوقه القديم ذهباً وماساً وفضة فوافق، وهو غير مصدق ما تعده به، فقال لها: عليك أولا بملء الصندوق ثم اعطيك السمكة، وما إن هم بفتح الصندوق حتى رآه مليئا بالمجوهرات والماس فقال لها: اغربي عن وجهي فلا سمكة والمجوهرات لي. خرجت القطة من المحل، وراح النجار يلتهم سمكته اللذيذة، ولما انتهى منها توجه إلى الصندوق وفتحه ليجده فارغاً!»

في مسرح الكبار

 تجربة الفنانة زهرة الخرجي مع مسرح الكبار غنية، ولا تقل شأنا عن مسرح الأطفال، ومازالت أدوارها عالقة في الأذهان، من بينها ظهورها المميز في مسرحية «مراهق في الخمسين» مع: الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا، داود حسين، هيفاء عادل، محمد جابر، إخراج فؤاد الشطي، تقول عن تجربتها هذه: «تعلمت من «بوعدنان» تقاليد المسرح الحقيقية، الصبر والانضباط والالتزام في كل شيء... تعلمت الإبداع على الخشبة، واكتسبت أفكاراً جديدة واعتقد أنني، بعد هذا العمل، تخرجت في جامعة عبدالحسين عبدالرضا.

كذلك شاركت الخرجي مع الفنان الكوميدي طارق العلي في مسرحية «صح لسانك» (1997) من تأليف محمد خالد وإخراجه، مع: هدية سعيد، محمد العقروقة، حسن البلام وشعبان عباس.

في العام نفسه شاركت  في مسرحية «طائر الخليج يخرج من المحارة» وهي عبارة عن استعراض أهم أعمال المسرح الخليجي، مع: مريم الصالح، أحمد رضوان، علي جمعه، طارق العلي، جاسم الصالح، ومحمد الرشيد.

ومن المسرحيات التي شاركت فيها أيضاً:

- «اللي يدري يدري»، إخراج محمد خالد، مع: طارق العلي، محمد العقروقة، وشعبان عباس.

- «ليلة خميس»، من تأليف فوزي الغريب، إخراج جهاد العطار، مع جمال الردهان، عرضت في 16 يناير 1992 على خشبة مسرح الدسمة. تدور أحداثها حول قضية احتلال الكويت في ذلك الخميس الاسود، من خلال حوار شيق بين عروس وعريسها ليلة زفافهما، مع اسقاطات درامية رمزية واضحة تظهر ما فعله الغزو في الكويت.

- «دفاشة» (1983) مع «فرقة المسرح الشعبي» وجاسم الصالح، إخراج عبدالعزيز الحداد.

- « قرية الحب» (2007)، مع نواف القطان وبدر الشرقاوي.

برنامج الوادي

في الرابع من اكتوبر 2005 عادت الخرجي من بيروت بعد تجربتها في برنامج «الوادي» لمدة ثلاثة أشهر مع الفنان مشاري البلام، كان في استقبالها جمهور ضخم ومجموعة من الفنانين في مقدمهم طارق العلي. وقد عبرت عن مشاركتها بقولها: «التجربة في هذا البرنامج مثيرة ومتعبة ومرهقة، فأنا لم أخض تجارب سابقة  من حيث الاستيقاظ المبكر والقيام بأمور يشاهدها الجمهور مباشرة وتؤثر على أعصاب النجوم والمتسابقين»، مؤكدة أنها اكتسبت خبرات من خلال مشاركتها في «الوادي» واكتشفت أنها إنسانة قوية.

أما الفنان طارق العلي فاعتبر أن زهرة  كانت زينة «الوادي» وعكست السمعة الطيبة عن الفنانة الكويتية قائلاً: «بصراحة تستأهل كل خير».

 

رحلة العلاج

عاش محبو الفنانة زهرة الخرجي معها تجربتها مع مرض السرطان، فبعد رحلة علاج استمرت عاماً وثمانية أشهر عادت الخرجي إلى أرض الوطن في الرابع من أغسطس 2007 قادمة من لندن، بعدما شفيت من المرض الخبيث الذي بدأ معها بألم في  الصدر. وفور وصولها إلى مطار الكويت الدولي انهمرت دموعها واختلطت بدموع مستقبليها الذين غصت بهم باحة المطار، وقد شكرت حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله، على الرعاية السامية التي احتضنها بها منذ إصابتها المرض وقالت: «أنا بخير بفضل الله ثم صاحب السمو أمير البلاد الذي أحمد الله أنه من علي بالشفاء من الجراحة  التي أجريتها أخيراً».

 أضافت أن المحبة التي أحاطها بها أهل الكويت كانت الحافز الذي ساعدها على اجتياز محنة المرض، مثنية على الزملاء الذين وقفوا إلى جوارها وكانوا في استقبالها في المطار مع الحشد الهائل من الجمهور.

back to top