في اليوم العالمي للمرأة... دفاع شرس عن حقوقها

نشر في 08-03-2013 | 00:01
آخر تحديث 08-03-2013 | 00:01
في اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف اليوم في الثامن من مارس، وقفة تأمل أمام واقع المرأة في العالم العربي الذي يعاني نزفاً، لاستمرار الأوضاع كما هي عليه من قوانين جائرة في حقها ونظرة دونية إليها، مع أنها لو أتيح لها الوصول إلى مراكز القرار لجعلت الحياة جميلة وألغت الحروب والقتل والدمار.
من الطبيعي أن يستفز هذا الواقع الكاتبات والممثلات، فانبرين يرفعن الصوت عالياً، سواء في الدراما التلفزيونية أو في السينما، منددات بتعنيف المرأة ومحاولة تحطيمها كي لا تبرز إمكاناتها وقدراتها التي تتفوق فيها على الرجل، والعمل على إعادتها إلى عصور ظلامية.
كيف تقارب الفنانات قضية المرأة في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين ومعاملة المجتمع الجائرة لها، في ظل التغييرات السياسية والاجتماعية التي طرأت بفعل ما يسمى بـ «الربيع العربي»؟ سؤال طرحته «الجريدة على نجمات وسجلت الأجوبة التالية.
دارين حمزة

أهدي فيلمي الجديد Betroit إلى كل امرأة مظلومة وكل طفل مُعنف، وأتمنى أن أوصل، من خلاله، صوتهم وأمنحهم بصيص أمل بحصول تغيير في القوانين المُتبعة»، تقول الممثلة دارين حمزة معربة عن سعادتها بالمشاركة في الفيلم لأنه يُعالج قضية تعنيف المرأة، بأسلوب درامي مشوق، وتؤدي فيه دور ليلى، امرأة يُعنفها زوجها (حسن فرحات).

تأمل دارين أن يكون Betroit صرخة إنسانية اجتماعية في وجه كل من يُعنف المرأة والطفل، وأن يكون الفيلم خطوة أولى نحو تغيير القوانين التي تظلم المرأة ولا تُعالج المسألة من جذورها.

تضيف: «أرهقني تصوير الفيلم، خصوصاً أنه يتضمن مشاهد قاسية وصعبة التنفيذ، لكني كنت أنسى المجهود الذي أبذله كلما تذكرت أن كثيرات يُعانين مع أطفالهن يومياً التعنيف اللفظي والجسدي».

Betroit إخراج عادل سرحان ويُشارك في البطولة: ختام اللحام، ديريك كيلي، مديحة كنيفاتي ومجموعة من النجوم من لبنان وأميركا وكندا. يتوقع أن يعرض  في الصالات اللبنانية ابتداء من 13 من الجاري.

منى طايع

«قضية المرأة همّي الأول والأخير. نعم، أنا متهمة بصب اهتمامي على مشكلاتها في حين أنني لم أبدأ بعد بمعالجة وضعها. فلمَ لا أتخصص في قضاياها ما دامت الشخصية الرئيسة في كتاباتي، وحولها تتمحور باقي الشخصيات والقضايا؟ في النهاية، أنا امرأة ولأن أسلوبي «حقيقي» أكتب ما أشعر به»، تقول الكاتبة منى طايع التي قدمت أعمالاً تتضمن نماذج من المرأة: المطلقة، المتزوجة، الشابة غير المتزوجة وطموحاتها والصراع الذي تعيشه بين التقاليد والتحرر...

تضيف: «يتمتع الرجل بأهمية في كتاباتي ولكن من خلال المرأة. انتقدتني الصحافة في الفترة الأخيرة واعتبرت أنني أبالغ في تصوير معاناة المرأة في المجتمع اللبناني، فأجبت أن الجمرة لا تحرق إلا مكانها، فالمرأة لا تملك حقوقاً مدنية ولا حتى حق الوصاية على أولادها».

تشير طايع إلى أن ثمة عائلات تميّز بين الأخ وأخته وتعطي الصبي امتيازات وتحرم الفتاة منها، وهو أمر عانت منه الكاتبة في طفولتها، من هنا تدعو إلى الثورة على هذه العادات والتقاليد البالية وتصحيح النظرة إلى المرأة التي أثبتت أنها عنصر فاعل في المجتمع أكثر من الرجل.

 ترفض طايع أن ينظر إليها المجتمع كإنسان في الدرجة الثانية، وتؤكّد أن نموذج المرأة الضعيفة يزعجها، «إنها مأساة حياتي. قد أحتمل رؤية طفل أو عجوز يبكي، إنما لا أحتمل رؤية امرأة ضعيفة وحقوقها منتهكة. ما يزعجني أنها مجبرة على الخضوع وقبول الإهانة لتحافظ على بيتها. ليس عدلا أن تتحمل هذا العبء بمفردها، فيما الرجل يتصرف بأنانية، وهذا شائع في مجتمعاتنا».

راغدة شلهوب

«أثبتت المرأة نفسها في قطاعات الحياة كافة بفضل جهدها وإيمانها بنفسها متحدية الحواجز والعوائق التي وضعتها القوانين والعادات والتقاليد»، توضح الإعلامية راغدة شلهوب التي تأسف على «أننا في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين ما زلنا نطالب بابسط حقوق المرأة».

تضيف: «لولا الشجاعة التي تتحلى بها المرأة العربية لما استطاعت الإعلان على الملأ أنها على قدم المساواة مع الرجل، وإظهار قدراتها الفكرية ومدى تمتعها بثقافة وعلم وتربية ووعي، وإثبات جدارتها في الإعلام والفن والتربية والطب والهندسة والسياسة والتجارة...».

تطالب شلهوب بضرورة تعديل قوانين كثيرة في لبنان تعطي الأفضلية للرجل على المرأة وتحرمها من حقوق بديهية وشرعية لها.

ريتا برصونا

«عدم قدرة الأم على إعطاء الجنسية لأولادها يؤكد أننا ما زلنا نعيش التخلّف»، توضح الممثلة ريتا برصونا التي ينبع رأيها من معاناة شخصية ترجمتها في كتابة «ذكرى» (عرض منذ سنوات على الشاشة).

تضيف: «يطرح المسلسل ضمن قضاياه عدم أحقية المرأة اللبنانية في إعطاء الجنسية اللبنانية لأولادها في حال كانت متزوجة من أجنبي، وهو أمر أعانيه  كوني متزوجة من أميركي وابني بمثابة ضيف في لبنان ومحروم عليه التمتع بالجنسية اللبنانية».

تلاحظ أن المرأة، سواء في لبنان أو في المحيط العربي، ينظر إليها كأنها كائن ضعيف ولا تتمتع بقدرات الرجل نفسها، رغم أن نساء كثيرات يتفوّقن في مجلات حياتية عدّة، ولو أفسح لهن في المجال للتعبير عن رأيهن لتبوأن أرفع المناصب في البلاد العربية. من هنا، ترى ضرورة طرح مشاكلنا في أعمالنا، وعلى الدراما أن تعالج ما يعانيه مجتمعنا، ليس بهدف إيجاد حلول، إنما إلقاء الضوء عليها.

 توضح برصونا أن «من المعيب أن نعيش في عصر يحكمه الغباء، علماً أن القانون أشاد بالمساواة بين الرجل والمرأة، لكن ثمة ثغرات يجب تصحيحها كما حصل في  بلدان أخرى، وعلى الجميع وضع نصب أعينهم أن الأم هي كل شيء في الحياة، وهي التي تؤسس جيل المستقبل».

نيللي مقدسي

«لو سمح للمرأة بأن تحكم العالم لكنّا وفرنا علينا حروباً ولكان حل السلام» توضح الفنانة نيللي مقدسي التي تعتبر نفسها مدافعة شرسة عن المرأة التي تتعرض إلى شتى أنواع العنف والفوقية في التعامل وتُحرم من أبسط حقوقها، مضيفة أن القوانين المتخلفة التي نعيش في إطارها أعطت الرجل أحقية التحكم بالمرأة، «إلا أنها ستبقى تكافح لتحصل على مساواة تامة مع الرجل، لا سيما في الحقوق، كونها أثبتت تفوقها عليه من النواحي كافّة».

تأسف مقدسي لعدم إصدار قانون جديد، في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، ضد التعنيف الأسري وعدم قدرة المرأة على إعطاء الجنسية لولدها وهذه أبسط حقوقها، أو فتح حساب لابنها من دون الحصول على موافقة زوجها.

تشير إلى أن على الرجل إدراك أن المرأة وصلت إلى مرحلة أصبحت قادرة على الاستقلال عنه، وبالتالي عليه احترامها والنظر إليها على أنها متساوية معه في الحقوق كافة. تلفت إلى أن الرجل لا يمكن أن يفهم وجع المرأة لأنه لا يعيشه، لذا عليها هي وضع حد للعنف الذي تواجهه بدل السكوت عنه، ولم تعد مقولة «أضحي في سبيل الأولاد» مقبولة، لأن العنف يزيد والأولاد يدفعون الثمن بأشكال عدة.

فيفيان مراد

«أخجل لأننا ما زلنا نعيش في ظل قوانين معفنّة تدلّ على تخلّف واضح، لكن رغم الصعوبات التي تواجه المرأة اللبنانية والعربية إلا أنها استطاعت، بفضل مثابرتها ورفضها للواقع وتحدّيها للظلم والاستبداد، إثبات وجودها وإمكاناتها العلمية والثقافية»، توضح الفنانة فيفان مراد التي أسفت لعرقلة صدور قانون حماية المرأة ضد العنف الأسري في لبنان في وقت تتعرض فيه نساء كثيرات للضرب والتعذيب من أزواجهن.

تعتبر مراد أنها من الثائرات على المجتمع الذكوري الذي ينظر إلى المرأة نظرة دونية رغم أنها تفوقت على الرجل في نواح كثيرة، حتى في المناصب السياسة هي أكثر ذكاء ورحمة.

تضيف: «أشاهد في برامج تلفزيونية التعذيب والقهر اللذين تتعرض لهما النساء، فلا بد من التكاتف وأن نكون يداً واحدة، في وجه هذا التخلف، كل واحدة في نطاق عملها، وتسليط الضوء على الواقع من دون تجميل».

تأسف مراد لعدم قدرة المرأة اللبنانية على إعطاء الجنسية لأولادها وتطالب بإقرار هذا القانون، عاجلا أم آجلا، لإثبات أننا نعيش فعلا في بلد ديمقراطي متحضّر.

back to top