كرداسة... حصن الإسلاميين الأخير

نشر في 28-08-2013 | 00:01
آخر تحديث 28-08-2013 | 00:01
المنطقة تمتلئ بالسلاح والغرباء وتحكمها اللجان الشعبية
"كرداسة خاضعة لسيطرة التيارات التكفيرية، والأهالي يطالبون بتدخل الجيش". هكذا قال ضياء أحمد، أحد سكان منطقة كرداسة، جنوب شرقي القاهرة، غير البعيدة عن آثار منطقة الأهرامات ذائعة الصيت، والتي تعاني من تنامي نفوذ تيار إسلامي تكفيري منذ سنوات.

سيطرة الإسلاميين، وضحت للعيان عقب أحداث اقتحام وتدمير قسم شرطة "كرداسة"، وقتل ضباط الشرطة والتمثيل بجثثهم، على يد إسلاميين متشددين، عقب فض الشرطة اعتصامين مسلحين لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، في ميداني "رابعة العدوية" و"النهضة"، قبل أسبوعين.

يحكي ضياء، وهو شاب عشريني، لـ"الجريدة"، معاناته مع اللجان الشعبية التي كوَّنها السلفيون قائلاً: "المدينة لا تعرف قوانين حظر التجوال، لها قانونها الخاص الذي تفرضه العائلات الكبيرة، فبعد صلاة المغرب يُمنع الدخول والخروج، إلا بإذن من اللجان الشعبية، التي يسيطر عليها المنتمون للجماعات الجهادية، غير الملتحي متهم حتى يثبت العكس، تم توقيفي مدة 7 ساعات، اتهموني بالعمل لدى الأجهزة الأمنية، قبل أن يقتنعوا بروايتي، الخاصة بخروجي لشراء دواء لأختي المريضة".

يتابع ضياء قائلاً: "الدخول لكرداسة بعد حرق قسم الشرطة لم يعد سهلاً، فالإسلاميون أحكموا قبضتهم على مداخل البلدة، لم يعد مقبولاً وجود غرباء، خصوصا الصحافيين، إذا حاولت الدخول، لابد أن ينتظرك أحد معارفك من أهالي كرداسة، لتجنبك الوقوع في قبضة اللجان الشعبية".

شواهد عدة تؤكد هذا الكلام، أبسطها انتشار حواجز أسمنتية وحديدية أقيمت عند مداخل المدينة، لإعاقة أي عملية اقتحام من قبل الشرطة الغائبة عن المشهد، في ظل انقسام الأهالي بين مسالم صامت ومسلحين غاضبين.

شهادات أهالي كرداسة، تؤكد تحولها إلى ملاذ آمن وأخير من الملاحقات الأمنية لقيادات جماعة "الإخوان المسلمين"، مستغلة الوضع الخاص للمدينة، فهي بلا شرطة منذ مذبحة قسم الشرطة، ويسيطر عليها نظام عشائري.

أكبر العائلات هي عائلة "الزمر" ذات التاريخ الإرهابي الدموي، ومنها خرج عبود وطارق الزمر، أشهر قادة تنظيم "الجهاد" المسؤول عن اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات، ويعتقد أن عاصم عبدالماجد، أحد قادة اعتصام "رابعة"، ربما يختبئ هناك.

السلاح متوافر للجميع في "كرداسة" لا تكاد تخطئه عين، قال شهود لـ"الجريدة" إن عمليات دخول السلاح إلى المدينة، بدأت قبل شهور، في عهد الرئيس المعزول، إلا أن هذا لا يمنع من نقلة نوعية في طبيعة السلاح، فضلاً عن وجود عناصر غريبة عن المدينة.

back to top