كوريا الشمالية تهدد بشن ضربات نووية على الولايات المتحدة

نشر في 05-04-2013 | 00:01
آخر تحديث 05-04-2013 | 00:01
No Image Caption
• واشنطن ترسل صواريخ دفاعية إلى غوام  • بكين تضع جيشها في حالة تأهب

هددت كوريا الشمالية بتوجيه ضربات عسكرية للولايات المتحدة من بينها شن ضربات نووية، في حين أعلنت واشنطن أنها ستنشر نظام دفاع صاروخياً في جزيرة غوام، في حين دخلت المنطقة كلها في حالة تأهب واستنفار تحسباً للأسوأ.     

انتقلت كوريا الشمالية إلى مرحلة جديدة من الاستفزازات اذ أعلنت أمس المصادقة على خطة لشن عمليات عسكرية ضد الولايات المتحدة تتضمن احتمال توجيه ضربات نووية. وأعلنت رئاسة اركان الجيش الكوري الشمالي في بيان نقلته وكالة الانباء الرسمية انها تبلغ رسميا واشنطن أن قواتها سوف "تسحق" الاميركيين بـ"وسائل ضاربة نووية".

وأكد الجيش ان "العملية الكاسحة التي اعدتها قواتنا المسلحة الثورية تمت دراستها والمصادقة عليها" محذرا أن الحرب قد تندلع "اليوم او غدا". وتابع البيان انه "يجدر بالولايات المتحدة ان تتأمل في الوضع الخطير الحالي"، معتبرا أن تحليق قاذفات اميركية من طراز بي-52 وبي-2 فوق كوريا الشمالية هو الذي تسبب في التصعيد الحالي في الأزمة.

وبالرغم من إتمامها عملية اطلاق صاروخ ناجحة في ديسمبر الماضي، الا ان كوريا الشمالية لا تعتبر في الوقت الحاضر قادرة على ضرب الاراضي الاميركية مباشرة. غير ان بيونغ يانغ هددت بضرب غوام وهاواي وهي قادرة على ضرب كوريا الجنوبية واليابان حيث ينشر الجيش الاميركي 28500 و50 ألف عسكري على التوالي.

نقل صاروخ

وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية أمس أن الشمال نشر على ما يبدو على سواحله الشرقية بطارية صواريخ موسودان متوسطة المدى (ثلاثة آلاف كلم). ونقلت يونهاب عن مصادر في الاستخبارات العسكرية ان الشمال قد يطلق صاروخا في 15 أبريل ذكرى ولادة مؤسس النظام الشيوعي كيم ايل- سونغ الذي توفي في 1994.

كايسونغ

من جهة أخرى، منعت كوريا الشمالية أمس لليوم الثاني على التوالي مئات الموظفين الكوريين الجنوبيين من التوجه الى مجمع كايسونغ الصناعي المشترك بين البلدين، على ما افاد صحافي في وكالة فرانس برس قرب الحدود بين البلدين. وهددت بيونغ يانغ بسحب عمالها الـ53 الفا من الموقع "إذا ما استمرت دمى كوريا الجنوبية ووسائل الاعلام المحافظة في التهجم علينا".

وأوضح متحدث باسم لجنة الشمال لإعادة التوحيد السلمية لكوريا، وهي وكالة حكومية مكلفة الدعاية، فهذا الاجراء جاء ردا على التحذير الذي اصدرته سيول بانها اعدت خطة طارئة تتضمن خيارا عسكريا من اجل حماية العمال الكوريين الجنوبيين في كايسونغ.

وأفادت وكالة يونهاب أمس ان الشمال وجه إنذارا الى العمال واصحاب المصانع والشركات الكوريين الجنوبيين الذين ما زالوا موجودين في المجمع يأمرهم بالمغادرة بحلول 10 ابريل، غير ان الحكومة نفت الخبر. وبلغ عدد هؤلاء العمال والاداريين 812 جنوبياً ظهر أمس بحسب وزارة اعادة التوحيد الكورية الجنوبية.

واشنطن

من ناحيته، أكد وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل أمس أن بلاده تفعل ما في وسعها لتخفيف حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية. واعتبر الوزير هاغل في كلمة له بجامعة الدفاع الوطني بمنطقة "فورت ميسنير" التهديدات والاستفزازات الكورية الشمالية الاخيرة "خطرا حقيقيا وتهديدا للمصالح الأميركية". وأعرب هاغل عن امله ان تخفف كوريا الشمالية من حدة خطاباتها وتصريحاتها التي وصفها بالخطيرة.

وكانت الولايات المتحدة اعلنت مساء أمس الأول أنها تعتزم إرسال نظام دفاع "ثاد" الصاروخي إلى جزيرة غوام قريبا لحمايتها من كوريا الشمالية في الوقت الذي يستعد فيه الجيش الأميركي لمواجهة ما وصفه وزير الدفاع تشاك هاغل بأنه "خطر حقيقي وواضح" تشكله بيونغ يانغ.

وانتقدت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض كيتلين هايدن أحدث تهديد لكوريا الشمالية. وقالت: "إنها مجرد حلقة جديدة في سلسلة طويلة من البيانات الاستفزازية التي لا تسفر إلا عن زيادة عزلة كوريا الشمالية عن باقي المجتمع الدولي وتقويض هدفها الخاص بالتنمية الاقتصادية".

بكين

وصرح مصدر مقرب من الجيش الصيني لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أمس أنه تم وضع جيش التحرير الشعبي على أهبة الاستعداد، كما يتم الآن وضع خطط طارئة تحسبا لتصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وقال المصدر الذي التقى بعدة جنرالات أخيراً إن قادة الجيش قلقون بشأن سلامة المنشآت النووية الكورية الشمالية واحتمال تدفق اللاجئين إلى الصين. وأشار إلى أن القادة قلقون أيضا بشأن تهديدات كوريا الشمالية الأخيرة التي قد تؤدي إلى نشوب مواجهة عسكرية غير مقصودة، الامر الذي "يشعل" شبه الجزيرة الكورية بأكملها. وتشمل الخطط الطارئة احتمالية دخول القوات الصينية لكوريا الشمالية إذا اندلعت حرب لتأمين المنشآت النووية ومنع وقوع أي كارثة نووية. وأوضحت تقارير غير مؤكدة أن الصين قامت بتعزيز قواتها بالقرب من الحدود الكورية الشمالية، ولكن الحكومة الصينية رفضت التعليق.

طوكيو

بدورها، قالت الحكومة اليابانية أمس إنها تتخذ كل إجراء ممكن لجمع المعلومات والتعاون مع الدول الأخرى في ظل مؤشرات على أن كوريا الشمالية تحضّر لإطلاق صاروخ جديد، وهي مستعدة لأسوأ السيناريوهات. ونقلت وكالة "كيودو" اليابانية للأنباء عن المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدا سوغا، قوله تعليقاً على نقل صاروخ متوسط المدى إلى ساحل بيونغ يانغ الشرقي المواجه لليابان: "نأسف بشدة لتكرارهم الأعمال الاستفزازية"، مضيفاً ان بلاده مستعدة "لأسوأ السيناريوهات"، مضيفاً أن بإمكان روسيا والصين لعب "أدوار ملحوظة" في التخفيف من التوترات المحيطة بكوريا الشمالية.

الاتحاد الأوروبي

وحذّرت المسؤولة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أمس بيونغ يانغ من ردّ دولي موحّد أكثر على قراراتها الأخيرة من بينها إعادة تشغيل منشآتها النووية في يونغبيون.

وحثّت آشتون كوريا الشمالية على الامتناع عن تأجيج التوتّر وإظهار الالتزام بالهدف الذي تم التوافق عليه وهو نزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية بشكل كامل.

 (سيول، بيوتغ يانغ - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top