بريق الإعلام يخطف السياسيين
انتقد خبراء إعلاميون ظاهرة اعتلاء عدد من النشطاء السياسيين في مصر المنابر الإعلامية المختلفة، عبر عملهم كمقدمي برامج في القنوات الفضائية، وكتاب مقالات في الصحف، معتبرين أن مطالبة بعض النشطاء الانضمام إلى النقابات الإعلامية، تُعد اقتحاماً للمهنة، في حين اعتبر آخرون أنه لا مانع من امتهان السياسي للعمل الإعلامي شريطة تحييد وجهة نظره كسياسي يحمل وجهة نظر بعينها. وكانت الفترة التي تلت احتجاجات 25 يناير 2011 و30 يونيو الماضي، شهدت ازدياد البرامج التلفزيونية التي يقدمها نشطاء سياسيون، حيث قدَّم القيادي بالتيار الشعبي خالد تليمة، برنامجاً على فضائية "ON TV"، وقدمت الناشطة نوارة نجم برنامجاً على قناة "التحرير"، بينما كان كل من الداعية مظهر شاهين الملقب بخطيب الثورة، والناشط عبدالرحمن يوسف، يقدم برنامجاً منفصلاً على قناة "CBC".
وفي مجال الصحافة، برقت أسماء أخرى خاضوا غمار الإعلام ككتاب صحافيين، بينما هم في الأصل نشطاء سياسيون، إذ كتب مؤسس حزب "6 أبريل" طارق الخولي، مقال رأي في صحيفة "المصري اليوم" المستقلة، وكذا ممثل الشباب في التيار الشعبي حسام مؤنس، بينما كانت المفاجأة مطالبة الناشطة السياسية أسماء محفوظ بإدرجها عضواً في نقابة الصحافيين المصريين، لكتابتها عدة مقالات في جريدة "اليوم السابع"، بحسب مصادر إعلامية. واعتبرت العميدة السابقة لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، ليلى عبدالحميد، أن هذه الظاهرة تعكس خللاً مجتمعياً شهدته البلاد في السنوات الأخيرة من حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، فبدلاً من اعتماد الفضائيات إعلاميين متخصصين، تلجأ إلى وجوه شهيرة للاستفادة من شهرتها مثل النشطاء السياسيين، متجاهلة عدم مهنيتهم وأخطائهم الإعلامية الفادحة، وهو ما يُعد اقتحاماً لمهنة الإعلامي، وطالبت أجهزة الإعلام بضرورة مراجعة سياساتها في هذا الصدد، لأنها ستكون الخاسر الأول على المدى البعيد. في حين، اعتبر أستاذ الصحافة ووكيل كلية الإعلام بجامعة القاهرة، محمود علم الدين، أنه لا مانع من أن يكون للناشط السياسي دور إعلامي ولكن بشرط وجود مقومات تؤهله لهذا الدور، مشيراً إلى ضرورة أن يفصل الناشط السياسي أثناء أداء مهمته الإعلامية بين أن له رؤية محددة كسياسي ودوره كإعلامي يستقبل الآراء كافة.