تعزيزات افريقية للتدخل في مالي ومخاوف من وقوع تجاوزات

نشر في 24-01-2013 | 16:44
آخر تحديث 24-01-2013 | 16:44
No Image Caption
تتحرك القوة الافريقية باتجاه وسط مالي الخميس فيما تزايدت التحذيرات من تجاوزات يتهم الجيش المالي بارتكابها بحق اقلية الطوارق والعرب.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في باريس ان طلائع القوة الافريقية التي حصلت على تفويض الامم المتحدة لاخذ مكان القوة الفرنسية "بدات بالتحرك نحو البلدات في الوسط".

وقال ان الف جندي من دول غرب افريقيا وتشاد وصلوا بالفعل الى مالي المنقسمة جزئين منذ ابريل الماضي.

وقال فابيوس ان "القوة الافريقية تنتشر بسرعة اكبر من المتوقع" واضاف "واضح ان ذلك يفرض عددا من الصعوبات اللوجستية لكن يجب ان اقول انني شاهدت جهدا كبيرا جدا من قبل اصدقائنا الافارقة".

وقال رئيس اركان الجيوش الفرنسية ان الجنرال غريغوار دو سان-كوينتين سيتولى قيادة غرفة العمليات في العملية الفرنسية في مالي المعروفة ب "سيرفال".

وقال مسؤول دفاع مالي ان 160 جنديا من بوركينا فاسو وصلوا الى مركارا (270 كلم شمال باماكو) "لتسلم القيادة من الفرنسيين" الذي يقومون بحراسة جسر استراتيجي على نهر النيجر.

وقال المصدر "انهم في المكان ويمكن ان يتابعوا بعد ذلك الى نيونو وديابالي" البلدتين الواقعتين على مسافة ابعد شمالا مضيفا "بعد الفرنسيين سيكون الافارقة على الارض".

وكانت الامم المتحدة اجازت نشر قوة تضم 3300 جندي برعاية المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (ايكواس) التي تضم 15 دولة. ويمكن لمشاركة تشاد غير العضو في المجموعة ان تعزز الانتشار الافريقي ب2000 جندي اخرين.

وبعد اسبوعين على التدخل العسكري الفرنسي لمساعدة مالي على وقف التقدم الاسلامي باتجاه باماكو، برزت تقارير حول اتهامات للجيش المالي بارتكاب تجاوزات وتزايد المخاوف من شن هجمات تستهدف مجموعات اتنية.

وغالبية المتمردين المرتبطين بالقاعدة الذين تطاردهم الجيوش هم اما من الطوارق او العرب.

وقالت المفوضة الاوروبية للمساعدات الانسانية كريستالينا جورجيفا في تصريحات ترجمت الى الفرنسية "نحن قلقون جدا من التقارير التي تتحدث عن امكانية حصول هجمات وتقاتل اتني وتجاوزات بداعي الثأر".

وقال الاتحاد الدولي لرابطات حقوق الانسان انه في بلدة سيفاري تم اعدام 11 شخصا في معسكر للجيش المالي قرب محطة الحافلات ومستشفى البلدة، نقلا عن شهادات من مصادر محلية.

وقال الاتحاد ان 20 شخصا آخرين اعدموا في نفس المنطقة ورميت جثثهم في آبار او تم التخلص منها بشكل اخر، مضيفا ان جنودا ماليين اعدموا شخصين من الطوارق في بلدة نيونو الواقعة في الوسط.

ودعت المنظمة الى اجراء تحقيق فوري مستقل "لتحديد مستوى التجاوزات ومعاقبة المعتدين".

وقال منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان ان محققيها تحدثوا الى شهود عيان رأوا اعدام الرجلين الطوارق في قرية سيريبالا قرب نيونو.

وذكرت المنظمة ان شهود عيان نقلوا "معلومات ذات مصداقية" عن جنود يعتدون جنسيا على نساء في قرية قرب سيفاري، ودعت الحكومة للتحقيق فورا في تلك الحالات.

ودعا وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان قيادات الجيش المالي الى "توخي اقصى حد من اليقظة" تحسبا لوقوع تجاوزات.

واضاف فابيوس "لا يمكننا قبول اي انتهاكات للحقوق. سيكون المجتمع الدولي امام وضع خطير جدا اذا ما اتهمت (قوة التدخل) بتجاوزات".

وقالت فرنسا انها نشرت بالفعل 2300 جنديا في مالي، المستعمرة السابقة التي تفتقر للتجهيزات العسكرية وتدريب الجنود، والتي سيطر متمردون اسلاميون على شمالها الشاسع ويسعى للتحرك جنوبا.

وكسب التحرك الدولي لدعم التدخل الفرنسي زخما مع قيام طائرات نقل عسكرية اميركية بنقل قوات فرنسية ومعدات من فرنسا الى مالي.

وقال الجنرال الفرنسي فرانسوا لوكوينتر الذي يرأس فريقا من الاتحاد الاوروبي يضم 450 رجلا مقرر نشره في مالي لتدريب الجنود، ان هدف البعثة "مساعدة الجيش المالي على اعادة بناء نفسه".

واضاف ان "الجيش المالي يحتاج للمعدات لانه فقد بعضا مما كان لديه والدولة ليست غنية. انها بحاجة حقا لاعادة بناء الثقة التي ستعطيها القوة المعنوية الضرورية للقتال".

وبدأت ازمة مالي قبل سنة مع عودة الطوارق الذين قاتلوا في ليبيا بترسانة اسلحة كبيرة ليستأنفوا تمردا عمره عشرات السنين سعيا لاستقلال الشمال الذي يطلقون عليه ازواد.

وتحالفوا مع المتشددين الاسلاميين وسيطروا على بلدات كيدال وغاو وتمبكتو الرئيسية في غضون ايام.

ثم انشق الاسلاميون لاحقا عن حلفائهم الطوارق، ومع احكامهم السيطرة على الشمال فرضوا الشريعة بشكل صارم.

back to top