لوحات موسى عمر... رؤية سردية مفعمة بالترميز

نشر في 16-01-2013
آخر تحديث 16-01-2013 | 00:01
احتضن متحف الفن الحديث المعرض الشخصي للفنان موسى عمر، عارضاً مجموعة من لوحاته، ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
شدد الفنان العماني موسى عمر على أن تراجيدية قصة النبي يوسف دفعته لتحويل الحكاية إلى خطاب بصري، لاسيما أنها مفعمة بالسينوغرافيا، مقدماً رؤية فنية سردية مفعمة بالترميز.

جاء ذلك، خلال افتتاح الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي اليوحة، المعرض الخاص للفنان التشكيلي العماني موسى عمر في متحف الفن الحديث، وحضره عدد من متذوقي التشكيل.

انتقى الفنان العماني موسى عمر 36 لوحة من أعماله، مشكلاً محتوى معرض «قميص الأحلام» الذي يأتي ضمن أنشطة مهرجان القرين الثقافي التاسع عشر.

يستلهم عمر محتوى معرضه من قصة النبي يوسف، فينسج مشاهد الحكاية على شكل قميص، حالماً أن يوصل رسالته التشكيلية عبر لغة سردية تجريبية مفعمة بالترميز، مستخدماً مواد لونية مختلفة يسكبها على خامة «الخيش».

تزخر عناصر تكوين اللوحة لدى الفنان العماني إذ تتضمن أعماله ملصقات نسيجية منوعة لونياً وأشكالا هندسية ورموزا منتقاة من الإرث العربي والإسلامي.

سينوغرافيا

وبدوره، ثمّن الفنان التشكيلي موسى عمر دعوة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب له للمشاركة ضمن مهرجان القرين التاسع عشر، مبيناً أنه يقدم معرضه الشخصي الأول في الكويت، وممتدحاً الأفق الثقافي المتنوع، ويصف هذه التجربة بالثراء، لاسيما أنه تعرّف على الأجواء الثقافية والفنية خلال مشاركات سابقة ضمن معارض جماعية.

وبشأن تركيزه على قصة النبي يوسف عليه السلام في المعرض، يقول عمر: «جذبتني سينوغرافيا القصة وتراجيديتها، لذلك حاولت تقديم الحكاية برؤية تشكيلية، مستخدما مواد لونية منوعة تمتاز بخشونة نسيجها وشكلها القديم الذي يعيد المرء إلى أزمنة بعيدة تفوح منها روائح التاريخ وقصصه»، مشيراً إلى سعيه نحو تقصي فضاءات التاريخ الظاهرة والخفية جاعلا من رموزها وألوانها ومواضيعها انعكاسا لعناصر الحياة اليومية عبر نوافذ يستكشف من خلالها أعماق الروح الإنسانية، لاسيما أن الحكاية مؤثرة جداً من هذه الناحية.

وأضاف عمر: «رويت القصة بسردية تشكيلية متخيلاً تفاصيل المشاهد والسياقات التي حدثت فيها القصة قبل أزمنة بعيدة».

وعن تأثير الفنون البصرية على المتلقي، اعتبر أن الفن يمتلك قوة خفية مستعصية تكمن في الروح الإنسانية، ووفقاً لهذه المعطيات يصنع الفنان عالماً موازيا للواقع ومتقاطعاً معه في آن، رافضاً أن ينحصر الفن ضمن إطار وسيلة تعبير وأداة للتخاطب مع الآخر فقط.

ويفسر أسباب تضمين أعماله ببعض الرموز، ويرد استخدامه إلى الترميز في أعماله إلى إيمانه العميق بما يملكه الرمز من مساحات تعبيرية شاسعة تمنح الفنان التحليق كطائر أسطوري يملك ألف جناح ويجول في هذا الإرث الضخم، «لاسيما أني لا أستخدم الرمزية المعتمة المبهمة».

طرق مبتكرة

ومن جانبها، اعتبرت الأمانة العامة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في كلمة مكتوبة تم توزيعها في حفل الافتتاح أن هذا المعرض يأتي ضمن دائرة البحث عن أساليب فنية جديدة تنهل من التراث موضوعات ثرية بطرق مبتكرة وتكتيك مختلف.

ووصفت كلمة الأمانة العامة تجربة الفنان موسى عمر بالثراء والتنوع لاسيما أنه يقدم رؤاه الفنية بعيداً عن الأنماط السائدة في التشكيل مستفيدا من مذاهب الفنون التجريبية في الجمع واللصق.

back to top