تناقضات الحراك الكويتي!

نشر في 29-06-2013
آخر تحديث 29-06-2013 | 00:01
 نواف فهد البدر من يتابع مواقع التواصل الاجتماعي وبالتحديد "تويتر" الذي يوجد فيه الكويتيون بكثرة وكثافة وفي كل الأوقات، يجد تناقضات كثيرة وعديدة، فنحن أكثر شعب يستخدم "تويتر" لدعم أي ثورة أو تظاهرات لدى الدول الأخرى، بل في أوقات كثيرة كان الكويتيون أكثر تفاعلاً من أصحاب الشأن نفسه!

أتذكر عندما اندلعت تظاهرات في الأردن من جراء رفع الأسعار وأسباب أخرى، أخذ كل فريق (الأزرق+ البرتقالي) يستغل الوضع لما يحب ويرغب! حتى صرح أحد نواب المجلس المبطل بأن سبب التظاهرات هو تغيير نظام الانتخابات لديهم أيضاً (الصوت الواحد)، وهذا الأمر صحيح، ولكن لم يكن أصلاً من أسباب خروج التظاهرات، ومن يتابع الساحة التويترية الكويتية آنذاك يشعر كأن الأردن اشتعل ويتجه لاقتلاع نظام الحكم، وكان الفريق الأزرق مدافعاً عن النظام الأردني، والفريق البرتقالي مدافعاً عن الشعب!

إن الناشطين في الحراك الكويتي من المعارضة والموالاة لديهم من التناقضات الكثير إلا من رحم ربي، وفي بداية تظاهرات "البدون" في الكويت وقفت الأغلبية إلى جانب القسوة الأمنية، وبعضهم صدق أكاذيب الحكومة بأن "البدون" حرقوا وضربوا ودمروا، بل بعضهم روج لهذه الادعاءات الكاذبة، وأقول كاذبة، لأنه حتى الآن تم حبس واتهام أكثر من 300 متظاهر "بدون" ولم تتم إدانة أي واحد منهم بتهمة تخريب أو ضرب أو تدمير. وبعد أن دارت "المطاعة" من ظهور "البدون" إلى ظهور الكويتيين، تلمس المواطن الكويتي الظلم وعرف كم هو قاس أن يروج الإعلام الحكومي أكاذيب ويصدقها الآخرون! وسبحان الله نفس الأكاذيب التي روجت لها الحكومة ضد "البدون" استُخدمت أيضاً ضد المعارضة الكويتية.

تناقضات الحراك الكويتية كثيرة وآخرها الأحداث في تركيا، وجدت أن جزءاً من المعارضة يدعم النظام الحاكم ويسانده بكل أسف، ووجدت من حاول إيجاد مبررات للقمع والعنف تجاه المتظاهرين، وأيضاً وجدت الإعلام الحكومي إياه، يروج للقمع بأنه ظلم وتعدٍ سافر، بينما التزم هذا الإعلام "إياه" الصمت تجاه القمع والضرب والتنكيل تجاه "البدون" والمعارضة الكويتية، ووجدت الفريق الأزرق يتباكى على المتظاهرين الأتراك، وبعضهم كان يؤيد العنف ضد المعارضة الكويتية!

تناقضاتنا كثيرة وأكثرها إيلاماً بالنسبة لي ما يصدر من بعض الناشطين الحقوقيين، فترى بعضهم منشغلاً في الدفاع عن النظام السوري ويتباكى على المتظاهرين البحرينيين، وأحياناً يجد مبررات للقتل والقمع ويسمى حقوقياً! وأيضاً في الطرف الآخر ستجد من يدافع عن القمع في البحرين ويستنكره في سورية والكويت!

إن القمع والعنف والاعتقال والرجعية مرفوضة سواء كانت هنا أو هناك، فمسطرة العدل واحدة لا تعرف سنياً أو شيعياً، ولا تعرف مسلماً أو مسيحياً، لأن الإنسانية واحدة.

back to top