تفاؤل بقدرة القيادة الصينية الجديدة على الإصلاح وإطلاق النمو

نشر في 12-01-2013
آخر تحديث 12-01-2013 | 00:01
No Image Caption
يتوقع جاستن لين أن تدفع القيادة الصينية الجديدة الإصلاحات الاقتصادية التي تحتاجها البلاد بشدة، مضيفاً أن بكين ستحاول القيام بهذا النوع من الإصلاح الهامشي، وقد لا يتحقق ذلك بالسرعة المرجوة غير أن الصين قريبة جداً من اقتصاد السوق الجيد الأداء.
كيف ستتمكن الصين من التغلب على هاويتها؟ كان ذلك هو السؤال الذي طرح على مجموعة من الاقتصاديين الصينيين مؤخراً لدى اجتماعهم في سوق الأسهم بنيويورك لتقديم رؤيتهم حول ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقد تعرض المؤتمر السنوي الذي ترعاه اللجنة الوطنية للعلاقات الأميركية – الصينية الى انعطاف غير متوقع هذه السنة، وذلك لأن الصين وللمرة الأولى خلال عقد من الزمن واجهت هاوية سياسية في أعقاب التغيير الذي شهدته القيادة الشيوعية في أعلى مراكز القرار هناك. وقد حل زي جنبنغ محل هيو جنتاو كقائد أعلى للبلاد، كما تغير الرجل الثاني في موقع القيادة. والتساؤل هو ما اذا كان لدى هؤلاء القادة الاستعداد لدفع الصين للتحول الى اقتصاد استهلاكي، أو ما اذا كانت لديهم الرغبة في تحقيق اصلاحات اجتماعية.

ومن الجدير بالذكر أن هذه المرحلة الانتقالية تأتي في وقت مثير للاهتمام بالنسبة الى الصين. فالنموذج الاقتصادي التقليدي المبني على الاستثمار المحلي في شق الطرقات الضخمة وتشييد الجسور العالية وبناء المنازل لسكان يتجاوز عددهم المليار و300 مليون نسمة يبدو مرهقا. كما أن الناتج المحلي الاجمالي قد شهد في السنة الماضية تراجعا الى نحو 8 في المئة –مع توقع الاقتصاديين مزيدا من الهبوط ليصل الى 7.7 في المئة في سنة 2013– كما حذر اقتصاديون من أن التباين في الاستثمار في مقابل الاستهلاك هو الأسوأ خلال أكثر من عقد. وما سوف يحدث يتوقف الى حد كبير على زي جنبنغ من خلال دوره كأقوى شيوعي في الصين وعلى نائبه لي كيكيانغ.

ويتوقع جاستن لين كبير الاقتصاديين السابق في البنك الدولي والذي يقيم في الصين أن تدفع القيادة الصينية الجديدة الاصلاحات الاقتصادية التي تحتاجها البلاد بشدة.

اقتصاد السوق

وأبلغ لين مجموعة من الصحافيين أخيراً: «سوف تحاول الصين القيام بهذا النوع من الاصلاح الهامشي ويتعين علينا أن نتحلى بالصبر، وقد لا يتحقق ذلك بالسرعة المرجوة غير أن الصين قريبة جداً من اقتصاد السوق الجيد الأداء».

ويقول لين إن اقتصاد الصين لايزال يواجه تحديات. وبين نمو التباين في الدخل والفساد تعزز الصين نوعاً من الاستياء الاجتماعي الذي يفضي الى ردود فعل سلبية في شتى أنحاء العالم. غير أن ذلك يمكن أن يحل من خلال قيادة جديدة اصلاحية التوجه والتفكير. ويضيف قائلاً: «إن في وسع القيادة الجديدة مواجهة ذلك». وقد أيدت مجموعة الاقتصاديين نظرة لين المتفائلة حول القادة الشيوعيين الجدد والاقتصاد في الصين، وهو يتوقع أن يحقق الناتج المحلي الاجمالي هناك هذه السنة نمواً بنحو 8 في المئة أيضا.

تصميم على الإصلاح

ويرى المراقبون الغربيون كذلك صورة مماثلة ازاء القادة الجدد في الصين ويظهرون حماساً مماثلاً نحو أوضاعها الاقتصادية. وقد كتب المحلل الاستراتيجي في وول ستريت بايرون وين أخيراً يقول: «إن الزعماء الجدد في الصين يبدون مصممين على تنفيذ اصلاحات واجتثاث الفساد، وابقاء النمو الاقتصادي عند 7 في المئة أو أكثر مع الشروع بتطوير مستوى أفضل من الرعاية الصحية وبرامج التقاعد».

ويتوقع وين أن يفاجئ قادة الصين الناس بالشروع في تحريك سوق الأسهم الصيني المتردي الذي يتوقع له أن يدر أكثر من 20 في المئة في سنة 2013.

وكتب المعلق المحنك المتعمق في قضايا الصين في صحيفة نيويورك تايمز نيكولاس كريستوف مؤخراً يقول إنه يتوقع قيام زي جيبنغ بزيادة الاصلاح الاقتصادي والتخفيف من بعض القيود والسياسات الاجتماعية القاسية في الصين «لأنه ورث ذلك في جيناته من والده زي جونكسن الذي كان رائداً في عملية اعادة الهيكلة الاقتصادية وقام علانية بشجب عملية تصفية المحتجين من دعاة الديمقراطية عام 1989، كما أن أمه اختارت العيش في شنجن وهي المنطقة الأكثر رأسمالية في البلاد».

اقتصاد المعرفة

وأخيراً بدا جيم روجرز الذي كان شريكاً لجورج سوروس والمضارب الحالي على صعود الاقتصاد الصيني في ذروة السعادة في نظرته المتفائلة. ومع تعثر الدول المتقدمة تحت وطأة الديون الضخمة فهو يتوقع أن تستمر الصين في التحرك نحو التحول الى – القائم على الابداع والابتكار بدلاً من بناء ترعاه الدولة، وأن يقوم القادة الجدد بدفع هذا الاتجاه. وأبلغ روجرز «سي إن إن» في شهر نوفمبر الماضي أنهم «سوف يستمرون في الانفتاح، وفتح أسواق العملة في وقت ما في عهد جيبنغ مع مزيد من الانفتاح في الاستثمار الخارجي، ولن يرجع زمن ماوتسي تونغ».

وخلال فترة الأسئلة والأجوبة في المؤتمر السالف الذكر وجه أحد المشاركين سؤالاً الى هيئة الاقتصاديين الصينيين حول ما يعرف باسم الإوزة السوداء، وماذا قد يكون فاتهم في نظرتهم المتفائلة نحو اقتصاد بلادهم وقيادتها الجديدة؟ وما الذي يخيفهم؟ وتمثل الرد في تخوفهم من حالة الركود في اليابان، ومن أزمة منطقة اليورو بوصفهما أكبر المخاوف، غير أنهم يشعرون بارتياح ازاء اقتصاد الصين وقادتها الجدد.

(سي إن إن موني)

back to top