عزوف عن التسجيل للحج ودمج حملات واعتذار أخرى

للمرة الاولى في تاريخها، شهدت حملات الحج الكويتية هذا العام، عزوفا كبيرا عن التسجيل لأداء تلك الشعيرة المقدسة، استجابة لطلب السلطات السعودية المسؤولة عن الحج، بسبب اعمال التوسعة الكبيرة التي يشهدها الحرم المكي الشريف.

وتقلص عدد الحجاج من الكويت الى النصف وفقا للحصة التي سمحت بها السعودية للكويت، وتلبية للدعوات التي اطلقتها السعودية لمن حجوا سابقا بإتاحة الفرصة هذا العام للاشخاص الراغبين في الحج للمرة الاولى، وتأجيل تكرار حجهم لأعوام مقبلة.

وانعكس ذلك الامر على الحملات الكويتية البالغ عددها 74 حملة، حيث اضطرت لاتخاذ اجراءات عدة لتخفيض النفقات المترتبة عليها، ومنها الاندماج مع حملات اخرى او الاعتذار عن عدم الذهاب إلى الديار المقدسة.

أعداد الحجاج

وقال مدير مكتب شؤون الحج بوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية رومي الرومي لـ"كونا" ان موسم الحج هذا العام يعد استثنائيا نظرا لتخفيض اعداد الحجاج من قبل السلطات السعودية للمرة الاولى، مبينا انه تم تخفيض حصة الكويت المعتادة نحو 50 في المئة ليصبح عدد الحجاج المسموح بهم من الكويت 6400 حاج، بسبب توسعة الحرم المكي.

وذكر الرومي ان المسؤولين السعوديين عن الحج طالبوا من سبق لهم الحج بتأجيل وافساح الفرصة لاخوانهم المسلمين الذين يؤدون حجهم الاولى، مما ادى الى تردد عدد كبير من الحجاج في الكويت في الذهاب الى المشاعر المقدسة.

وأوضح انه تم عقد العديد من ورش العمل واللقاءات مع اصحاب الحملات لتبادل الاراء والمقترحات ولتبيان ما استجد من اعمال في مشروع توسعة الحرم وتطوير اعمال موسم الحج، تنفيذا لمبدأ الشراكة الذي تعتمده الوزارة، مبيناً انه نظرا لقلة الاعداد المقترحة لحجاج كل حملة، تم توزيع الحصة المقترحة من قبل السلطات السعودية على الحملات بالتساوي، فبلغ عدد حجاج كل حملة 84 حاجاً و10 وافدين و10 من المقيمين بصورة غير قانونية.

تخفيف المصروفات

وأفاد الرومي بأنه تم السماح للحملات الكويتية بالاندماج فيما بينها في السكن وفي مقارها بالمشاعر المقدسة من باب تخفيف مصروفاتها، مبينا ان عدد الحملات بلغ بعد الدمج 50 حملة، في حين اعتذرت حملة واحدة عن عدم الحج هذا العام وهو حق اصيل لها وفق قانون الحملات.

وقال ان الوزارة اعتمدت في هذا الموسم النظام الالي في التسجيل للحد من التلاعب في التأشيرات المخصصة لفئة الوافدين والمقيمين بصورة غير قانونية، وإيمانا منها بالمسؤولية الملقاة على عاتقها في هذا الشأن، مشيداً بالجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين لتذليل الصعوبات أمام حجاج بيت الله الحرام، وسرعة انجاز المشاريع، ومنها المطاف المؤقت في صحن المطاف، وغيره من المشاريع التي تساهم في تسهيل أداء المناسك.

وذكر ان الوزارة تبذل كل ما في وسعها من أجل انجاح هذا الموسم، وتضع يدها بيد وزارة الحج في ضوء المشاريع الجبارة التي تحتم على الجميع الالتزام بالتعليمات الصادرة عن السلطات السعودية.

عملية التوسعة

من جهته، قال مدير حملة الياسين للحج حامد الدبي لـ"كونا" ان موسم الحج لهذا العام مختلف تماما، لاسيما مع تردد عدد كبير من الحجاج لعدة اسباب، ابرزها الازدحام نتيجة التوسعة الذي يشهدها مشروع المطاف في الحرم المكي وزيادة اسعار الحملات.

وأوضح الدبي ان هناك تفاوتا في التسجيل بين حملة وأخرى وفقا لتميز الحملة ومتابعيها وسمعتها التي كونتها خلال الاعوام الماضية، معربا عن شكره المسؤولين عن الحج في السعودية على الجهود المبذولة لخدمة حجاج بيت الله الحرام ولوزارة الاوقاف على جهودها لتذليل العقبات التي تواجه الحملات.

من جانبه، قال فوزي الدويسان صاحب حملة الدويسان للحج ان أصحاب الحملات عايشوا الازمة مع وزارة الاوقاف منذ البداية، مشيدا بدوره الوزارة وتعاونها الوثيق مع الحملات، مما ساهم في ايجاد نوع من الترابط بين الجانبين. وذكر ان إقبال الحجاج كان في بداية الموسم ضعيفا، ثم ازداد مع نهاية التسجيل، معتبرا ان زيادة الاسعار لهذا العام تعتبر طبيعية نظرا لقلة الاعداد.

العطلة الصيفية

من جهته، عزا جاسم الخياط صاحب حملة الخياط للحج ضعف الاقبال هذا العام الى انتهاء العطلة الصيفية، وتوسعة الحرم المكي، واستجابة المواطنين لنداء السلطات السعودية بتأجيل الحج لمن حج سابقا.

وذكر الخياط انه من الملاحظ هذا العام ان معظم الحجاج الذين تم تسجيلهم في الحملة هم اشخاص يحجون للمرة الاولى، مبينا ان هناك عزوفا واضحا من كبار السن عن الحج هذا العام نظرا للظروف الخاصة بهذا الموسم الذي يعد استثنائيا بكل المقاييس.

من ناحيته، اعتبر داود الصديقي صاحب حمله داود الكندري للحج ان اعمال التوسعة في الحرم ودعوة السلطات السعودية من حجوا في الاعوام الماضية الى اتاحة الفرصة للراغبين في الحج للمرة الاولى أدتا الى قلة الاقبال على الحج وعزوف الكثيرين عنه.

وأفاد الصديقي بأن ذلك جعل حملات الحج تبدأ عملية التشجيع والتسويق للحجاج بصورة مغايرة عن الأعوام الماضية والتركيز على الخدمات التي تؤديها كل حملة، وتميزها في أمور معينة، مثمنا جهود وزارة الأوقاف في دعم ومساندة حملات الحج وتذليل الصعاب التي تواجهها.