عصام بريدي: «لعبة الموت» استحقّ المرتبة الأولى

نشر في 23-08-2013 | 00:02
آخر تحديث 23-08-2013 | 00:02
ممثل ومغنٍ لبناني شاب، غاب عن الفن لأسباب إنتاجية، لكنه تألق تمثيلاً بأدوار كوميدية ودرامية مهّدت له الطريق نحو أعمال عربية مشتركة حققت نجاحات. فبعد مسلسل «الشحرورة» أطلّ عصام بريدي في دور درامي في مسلسل «لعبة الموت» ويستعد للعودة إلى الكوميديا في «سيت كوم» تلفزيوني لبناني.
عن مشاركاته الدرامية العربية ونظرته إلى الخليط اللبناني والسوري والمصري في المسلسلات، تحدث بريدي إلى «الجريدة».
تميزت الدراما الرمضانية بخليطها اللبناني والسوري والمصري، فما انعكاس ذلك على الدراما العربية؟

ساهم هذا التنوع بين المصري والسوري واللبناني في مزج الثقافات العربية المختلفة وجمع بيئاتها في عمل درامي واحد، فللمرة الأولى تتعاون مجموعة من الممثلين والكتاب والمخرجين من بيئات عربية مختلفة في عمل درامي واحد، تتبادل فيه الآراء بهدف جمع الأفكار التي نتكلم عنها عادة، حول غنى التنوع الثقافي في العالم العربي، وتقديمها في عمل عربي جامع.

هل لمستَ تمايزًا بين هذه الثقافات أم تقاربًا؟

وجدت أننا متقاربون في أمور شتى ونستطيع التفاهم مع بعضنا البعض بمختلف الأفكار، علمًا أن تجاربنا الدرامية العربية كممثلين لبنانيين كانت محدودة سابقًا، لكن وقعنا كبير على الدراما العربية ككل ويُحسب لنا حساب، ما يؤكد أن الدراما اللبنانية لم تحقق انتشارها المطلوب بسبب المادة التي عولجت فيها أي النص وليس بسبب أداء الممثلين.

بعد مشاركتك في «الشحرورة»، وأخيرًا في «لعبة الموت» كيف تقيّم الأصداء تجاه أدوارك العربية؟

لا شك في أن مشاركاتي هذه دعمتني، خصوصًا أن الجمهور العربي لديه فضول لمتابعة هذا التمايز بين المصريين والسوريين واللبنانيين، ما انعكس انطباعًا جميلا على مسلسل «لعبة الموت» الذي نجح واحتلّ المرتبة الأولى في لبنان وغيره من دول العالم العربي.

هل لتحقيق «لعبة الموت» المرتبة الأولى عربيًا انعكاسات إيجابية على انتشار الممثلين اللبنانيين في العالم العربي؟

الناحية الإيجابية التي أراها في هذا المسلسل تأكيده أن المشكلة التي تحول دون انتشار الدراما اللبنانية لا تكمن في أداء الممثلين بل في مواضيعها الخاصة غير الشاملة التي تظهرنا كأننا نعيش على كوكب آخر، غير معنيين بمحيطنا ومنزوين في طروحاتنا. لذلك ساهمت الأعمال العربية المشتركة، ومن بينها «لعبة الموت»، بتعريف العرب إلى الممثلين اللبنانيين بشكل أوسع وأسرع.

انتقد ممثلون لبنانيون كثر الأدوار المسندة إليهم في الأعمال العربية، فهل تغيّر هذا الواقع؟

أسندت الأدوار الرئيسة في «لعبة الموت» إلى اللبنانيين، وهذا دليل على أن هذا العمل قام على مجموعة من الممثلين يشكل اللبنانيون جزءًا مهمًا منهم. ما تغيّر برأيي هي النصوص التي باتت تضم شخصيات لبنانية من ضمن شخصيات عربية مختلفة موجودة فيها، خلافاً للنصوص العربية السابقة التي أُسندت فيها أدوار شخصيات أجنبية إلى الممثلين اللبنانيين.

هل مهّدت الأزمات العربية لهذا المزيج أم انفتاح الفضائيات العربية وانتشارها؟

مهّد نجاح بعض الأعمال إلى حماسة الجمهور العربي لهذه التركيبة المنوعة في الدراما، فأصبحت المحطات العربية تطالب بها. فضلا عن أن الأوضاع السورية فرضت تصوير غالبية الإنتاجات القوية في لبنان. علمًا أنه توافر هذا العام كمّ لا بأس به من المسلسلات السورية الصرف، لذلك لا أرى أن الوضع السوري المتأزم هو الذي فرض التعاون مع الممثلين اللبنانيين، خصوصًا أن الممثلين السوريين منتشرون في البلدان العربية ولا يحتاجون إلينا.

ما المسلسلات التي تابعتها في شهر رمضان؟

تميز هذا العام بتوافر أعمال درامية مميزة بممثليها ومخرجيها وإنتاجها، من بينها: «العراف، سنعود بعد قليل، لعبة الموت، قمر الشام، ولادة من الخاصرة، جذور»، فكانت المنافسة قوية خصوصًا أن لكل منها نسبة مشاهدين معينة، ولم تُحصر المتابعة بعمل واحد، كما حصل في السنوات السابقة.

ما المقومات الواجب توافرها في الدراما  اللبنانية لتدخل ضمن هذه المنافسة القوية؟

يحتاج أي عمل درامي إلى إنتاج أولا وإلى قصة ثانيًا. يشكل هذان العاملان ركيزة لنجاح العمل، بينما يقتصر دور الممثلين على تجسيد العمل وإلباسه، إذا جاز التعبير، ثياباً جميلة، لكن يتطلّب الجسم الجميل نحتاً أولاً، عبر تأمين تمويل لازم لتصوير المشاهد القوية بدل إلغائها، وتقديم كاست مناسب بدل الاستغناء عن ممثلين جيدين لعدم القدرة على دفع بدل أتعابهم. تؤثر هذه العوامل الإنتاجية على نتيجة العمل. أما بالنسبة إلى القصة والنص، فللأسف تُكتب نصوص لا تعني المجتمع، لذا نستغرب مضمونها وهي غريبة عنا.

وفي الإخراج؟

لدينا أهم مخرجي العالم العربي، إنما لا يتوافر لدينا إنتاج كفيل بتنفيذ العمل كما يجب، ولا نص جميل يستطيع المخرجون اللبنانيون من خلاله أن يبدعوا ويسترسلوا في أفكارهم. فكيف يعملون في ظل غياب ركائز أساسية  للتنفيذ؟

نوّعت على صعيد المنتجين والمخرجين والكتّاب، أي معيار بالنسبة إليك هو الأهم لقبول المشاركة في عمل يعرض عليك؟

رغم أهمية التركيبة المؤلفة من هؤلاء الثلاثة، لكنني لا أركز على هوية أي منهم بل على النص الذي أقرأه، ومدى قدرتي كممثل على التعبير عن الشخصية التي أجسّدها، فضلا عن أنني، عندما أقرأ النص، إما أرفضه أو أقبل به، فأنا لا أبني مشاركتي على الخوف من أن يسبب رفضي لدور ما  مشكلة شخصية مع الكاتب أو المنتج. برأيي يجب ان يحترم الممثل حقه في اختيار الأدوار التي يستطيع أداءها كما يجب، لأن هذا الخيار سينعكس سلبًا أو إيجابًا على المسلسل في نهاية المطاف.

اقتصرت أدوارك العربية على الدراما فيما نوّعت محليًا بين الكوميديا والدراما، هل تسعى إلى دور كوميدي عربي؟

أطمح إلى أمور كثيرة، إنما الفرص المتوافرة صبّت في إطار الدراما، رغم أن دوري العربي الأول كان الكوميدي الوحيد في فيلم «باب الشمس» مع المخرج يوسف شاهين. فضلا عن أنه عرض علي دور في مسلسل «صبايا» لكنني لم أتفق مع المعنيين.

برأيك هل تؤثر شخصية الممثل على خياراته بين الكوميديا والدراما؟

لا علاقة لشخصية الممثل بأدواره، ومن الضروري ألا يؤدي الممثل الأدوار التي تشبه شخصيته فحسب بل أن ينوّع. بالنسبة إلي، أختار الأدوار التي تشكل إضافة معينة إلى مسيرتي المهنية والى من أتعاون معهم، مع الإشارة إلى أن ثمة ممثلين لبنانيين يؤدون الدور نفسه في الأعمال كافة على غرار الـ «دون جوان» أو الإنسان المعذب، أو المهضوم الساخر... هؤلاء لا يمكن اعتبارهم ممثلين ما داموا لا يؤدون شخصيات درامية مختلفة.

ألا تقع المسؤولية على الكتّاب الذين يضعون الممثلين في قالب معين ويكتبون أدوارًا مخصصة لهؤلاء؟

طبعًا، لذلك المشكلة الأساسية، سواء في الدراما أو الكوميديا، هي في تركيبة الفريق التي تأتي معلبة وتؤدي إلى فشل بعض الأعمال، رغم أن اختيار ممثلين مناسبين للأدوار هو العنصر الأساس في العمل.

ماذا تحضّر بعد «لعبة الموت»؟

«سيت كوم» كوميدي تلفزيوني سيعرض عبر شاشة MTV اللبنانية في شهر أكتوبر، وهو عبارة عن مشروع أجنبي سيلبنن، ويقوم على روحية سيت كوم «آدم وحوا»، إنما بمضمون مغاير طبعًا، لن نتحدث عن تفاصيله لأنه في فترة التحضير ولم يجهز بعد.

لماذا الغياب عن الساحة الغنائية؟

لأسباب إنتاجية. قمت بالخطوة الأولى وقدمت نفسي إلى الساحة الغنائية، لكنني لم أجد الدعم اللازم للاستمرار، رغم أنني توقعت أن أتلقى دعمًا إنتاجيًا في مكان ما ولكن ذلك لم يتحقق.

لماذا لم يتم استغلال موهبتك، سواء في التمثيل أو الغناء، في عمل استعراضي غنائي؟

لا أفكر في الموضوع ولا أريد لوم أحد، لأنني قمت بما يلزم لتقديم نفسي كمغنٍ، فضلا عن أن المسارح اللبنانية محصورة بأناس معينين، ولا بد من أن يحين الوقت المناسب لتقديم الاثنين في عمل واحد.

هل تلقيت عروضًا سينمائية جديدة بعد «باب الشمس»؟

لا. بالمناسبة، أتأسف لرؤية الكوارث السينمائية في الأفلام اللبنانية، فكلما رغب أحدهم في تطوير حلقة تلفزيونية معينة ينقلها إلى السينما، وهذه مسخرة واستغباء للجمهور! أتابع الأفلام السينمائية بشكل يومي وأحزن عندما أرى إعلانًا لفيلم سينمائي لبناني سخيف في الصالات.

نجح سيت كوم «آدم وحوا» في مواسمه الأربعة، لكن هذا النوع الكوميدي إنتاجه خجول في لبنان، ما السبب؟

لا يتناسب هذا النوع من «السيت كوم» الخفيف والقصير مع مصلحة الشاشات التجارية، لأنه لا يؤمّن مردودًا ماديًا عبر الإعلانات لذلك لا يهمها إنتاجه، ما اضطرنا في «آدم وحوا» الى جمع مواقف عدّة في حلقة واحدة، لتطول مدتها إلى نصف ساعة يمكن من خلالها تمرير إعلانات تجارية.

لماذا لم تطور وباتريسيا نمور هذه الثنائية الكوميدية في عمل جديد؟

لا أحبذ استنزاف نجاح عمل ما، بل أفضل أن يبقى في ذهن الجمهور جميلا ويحمل بصمة مميزة، ربما ننتقل باتريسيا وأنا إلى عمل جديد  بعيد عن روحية «آدم وحوا»، قد يكون عملاً مسرحيًا يأتي في الوقت المناسب.

back to top