The East... الحركات الاجتماعية المعاصرة

نشر في 20-06-2013 | 00:01
آخر تحديث 20-06-2013 | 00:01
No Image Caption
حين يشعر معظم المخرجين في لوس أنجليس بالإحباط بسبب مشاكل قطاع صناعة الأفلام، قد يحملون قلماً ليعبّروا عن مخاوفهم أو قد يحملون الهاتف ويتصلون بالمعالج النفسي. لكن زال باتمانغليج وبريت مارلينغ اتخذا مقاربة مختلفة.
بعدما استاء المخرج المرتقب والممثلة الواعدة زال باتمانغليج وبريت مارلينغ نتيجة الرفض المتكرر لهما في هوليوود قبل أربع سنوات، قرر الاثنان تمضية الصيف وهما يتنقلان بالقطار مع مجموعة من المتجولين المثاليين الذين لم يقابلاهم يوماً. طوال شهرين تقريباً، تجولا في أنحاء الولايات المتحدة وقابلا الغرباء وتوجها إلى مكبات النفايات من دون مال.

قالت مارلينغ (30 عاماً): {لا يمكن أن نتخيل القيام بأمور مماثلة إلى أن نقوم بها، ثم لا نعود قادرين على التوقف عن ذلك. تغير جانب كبير فينا بشكل جذري بعد تلك التجربة}.

نقل المخرجان الشريكان تلك التجربة التي غيرت حياتهما إلى الفيلم الاجتماعي المشوق East، وهو ثاني تعاون بين مارلينغ (ممثلة وكاتبة ومنتجة) وباتمانغليج (مخرج وكاتب ومنتج)، فقد أنتجا منذ سنتين فيلم الخيال العلمي الدرامي Sound of My Voice الذي حظي بإشادة واسعة، لكن لم تكن نسبة مشاهدته عالية.

أثّرت الرحلة التي قاما بها في عام 2009 على طريقتهما في صنع الأفلام عموماً. قال باتمانغليج (31 عاماً): {تعلّمنا بشكل أساسي أننا لا نحتاج إلى انتظار الإذن كي نبدأ بصناعة الأفلام}. لكن كان لتلك التجربة تأثير خاص على فيلمهما الجديد. يركز فيلم The East على مجموعة من المتطرفين المعروفين باسم {آكلي القمامة} (ناشطون في مجال البيئة يعيشون بناءً على مبدأ الاكتفاء الذاتي ويخططون لتحركات ضد الإرهاب الحاصل بحق البيئة)، وتعكس طريقة حياتهم الجماعية نمط حياة الناس الذين قابلهم المخرجان في رحلتهما.

إنه فيلم مشوّق واجتماعي في آن، يستعمل إيقاع التصوير الذي طبع أفلام المخرج توني سكوت، وسيشعر المتفرجون بأنهم يشاهدون فيلماً وثائقياً يعالج قضية معينة.

في بداية فيلم The East، تستدعي ربة العمل (باتريسيا كلاركسون) سارة (مارلينغ) التي تعمل في شركة تجسس وتدعوها إلى التسلل بين المتطرفين الذين يختبئون في غابات بنسلفانيا. لكن سرعان ما تصبح واحدة منهم. يقود تلك الجماعة بنجي الجذاب جداً (ألكسندر سكارسغارد من فيلم True Blood) وتشمل أشخاصاً يحبون كثرة الكلام وإطلاق الثورات مثل إيزي (ألين بايج)، ويتشارك أعضاء {فرقة الشرق} (الاسم الذي تُعرف به الجماعة) القناعة بخطط الشركات الشريرة والرغبة في زعزعة نظامها.

مع تطور أحداث الفيلم وانكشاف الحقائق (تشمل إحدى الخطط إعطاء المدرين التنفيذيين في شركة نفط السم نفسه الذي يتم ضخه في البيئة بحسب قول الناشطين)، يصبح ولاء سارة وقناعاتها على المحك.

يأمل المخرجان أن تتكرر هذه العملية مع المتفرجين.

قالت مارلينغ التي تتسم بصدق مدهش: {حين عرضنا الفيلم في مختلف مناطق البلد، تأثرتُ بعدد الأشخاص، من آباء وبنات وأمهات وأبناء، كونهم شعروا بأن الفيلم يحاكيهم ويتطرق إلى مواضيع مثل التحرك الاجتماعي والبيئة ويعالج وضعنا الراهن في العالم. لم أدرك أن الفيلم يعكس أزمة التهميش لهذه الدرجة}.

جشع الشركات

يعكس الفيلم حقبة ما بعد {حركة الاحتلال}، حيث تبرز أسئلة عن مسؤولية الشركات وجشعها. لكن المثير للدهشة أن الفيلم بلغ مرحلة الإنتاج قبل أن تنشأ تلك الحركة. يتساءل المخرجان إذا كان الأمر مجرد صدفة.

قال باتمانغليج: {أظن أن عدداً كبيراً من أبناء جيلي وجيل بريت يهتم بالأمور نفسها اليوم. لا نعرف الأجوبة، لكن مر وقت طويل منذ أن كان الناس يطرحون الأسئلة}.

اعتبرت بايج أن مجرد التطرق إلى الموضوع يمسّ جانباً عميقاً في داخلها: {نعيش في منطقة حيث نفرط في الأكل والاستهلاك والهدر، ويحصل ذلك كله خوفاً من انهيار الاستقرار والفراغ. ساهم الفيلم في معالجة جميع هذه المشاعر التي تنتابني}.

صحيح أن سكوت الذي توفي في الصيف الماضي لم يكن يشارك في تفاصيل الإنتاج بشكل يومي بل كان يوكل تلك المسؤوليات إلى منتج ميداني هو مايكل كوستيغان، ولكنه كان أشبه بالمرشد الروحي. أكد باتمانغليج على أنه شاهد في طفولته أفلاماً للمخرج سكوت مثل Spy Games. في فيلم The East، حاول إضفاء نفحة من التشويق والتحولات المفاجئة على عقدة القصة بما يشبه أفلام سكوت.

يأمل أن يحقق مع مارلينغ نتائج تجارية أفضل بعد فيلم Sound of My Voice. يركز الفيلم على زعيم قد يكون مخادعاً، وقد كان من الأعمال المفضلة في مهرجان {صندانس السينمائي} في عام 2011، وحصد أقل من مليون دولار بعدما أصدرت شركة Searchlight نسخاً محدودة منه.

شاركت مارلينغ أيضاً في بطولة وكتابة فيلم خيالي علمي منخفض الميزانية بعنوان Another Earth وقد عُرض خلال المهرجان نفسه.

كان الفيلم من إخراج شريك مارلينغ وحبيبها السابق مايك كاهيل وقد ساهم ذلك العمل، إلى جانب Sound of My Voice، في توطيد علاقة الأشخاص الثلاثة فأصبحوا أصدقاء في فترة تحصيلهم العلمي في جامعة جورج تاون.

يعتبر باتمانغليج ومارلينغ أن فلسفتهما في طريقة الإخراج باتت متشابهة في ظل تنامي الفرص التي أُتيحت أمامهما.

صحيح أن مارلينغ أنهت لتوها العمل على فيلمها الثاني مع كاهيل (فيلم خيال علمي كتبته ومثّلت فيه)، لكنها أعلنت أنها تريد في المقام الأول التركيز على التمثيل في المستقبل القريب. فازت بدور ابنة ريتشارد غير في فيلم Arbitrage الناجح في عام 2012 حيث كانت أيضاً بمثابة صوت الضمير الأخلاقي، وستبدأ قريباً بتصوير فيلم درامي عن الحرب الأهلية.

يؤكد باتمانغليج الذي يتمتع بحس منطقي لافت يمكن ترجمته في أفلام التشويق العالية الميزانية (كلّف الفيلم 10 ملايين دولار فقط) أنه منفتح على العروض الكبرى. لكنه لا يريد التخلي عن الأعمال الاجتماعية التي تنشر الوعي في أي وقت قريب: {بسبب التكنولوجيا وهذه الروح الجماعية السائدة. نعيش في عصر حيث يستطيع المخرجون الشباب صنع الأفلام واكتساب النفوذ. لا أريد التوقف عن فعل ذلك}.

back to top