The Heat... يكسر قاعدة الأفلام البوليسية الرجالية

نشر في 06-07-2013 | 00:01
آخر تحديث 06-07-2013 | 00:01
يشمل فيلم The Heat جميع العناصر التي يمكن توقّعها من أي فيلم بوليسي (شراكة صعبة بين شرطيين مختلفين تماماً ومطاردة للسيارات وملاحظات حذقة) فضلاً عن بعض المظاهر غير المألوفة كمشهد يشمل مشدّ «سبانكس» النسائي!
صحيح أن فيلم The Heat يلتزم بنمط الأفلام «الرجالية» التي اشتهرت بفضل أعمال مثل Bad Boys وLethal Weapon، لكنه الفيلم السينمائي الوحيد الذي يتمحور هذا الصيف حول بطلتين رئيستين: ساندرا بولوك وميليسا مكارثي.

قالت بولوك: «إذا سألنا أحد عن ما نريد فعله ولم نكن نريد أن نعمل فعلياً، يجب أن نختار أمراً مستبعداً جداً. هكذا كانت الشراكة في الفيلم حيث الشخصيتان متساويتان والسيناريو غير نسائي... بل إنه عميق وفكاهي وجريء وحماسي. إنه أمر اعتاد الشبان على فعله».

فيلم The Heat من إخراج بول فيغ (Bridesmaids) والسيناريو من إعداد كاتبة فيلمParks and Recreation، كايتي ديبولد، ويجمع بين ساندرا بولوك بدور سارة أشبورن، عميلة متزمّتة في مكتب التحقيقات الفدرالي وهي ترتدي بذلات لا تناسبها، ومكارثي بدور شانون مولينز، شرطية فظة من بوسطن ترتدي مثل مطربي الراب في حقبة الثمانينات. بدل التركيز على علاقة رومنسية، تتمحور القصة حول النواحي العاطفية الناجمة عن الوحدة التي تشعر بها المرأة البارعة في عملها.

قال فيغ: «لم يكن الفيلم مكتوباً لشابين. يشمل الجانب الفكاهي عند النساء ويتناول مواضيع مثل الصداقة بين النساء وحياة المرأة في مكان العمل، لا سيما إذا فضّلت حياتها المهنية على تكوين أسرة وإنجاب أطفال».

فوق الأربعين

على الشاشة، تؤدي بولوك ومكارثي دور امرأتين سخيفتين لكن قويتين. في مقابلة مشتركة بينهما، سرعان ما تقمّصتا دورهما كشخصيات عامة فتقاسمتا صور أولادهما الصغار وتجادلتا حول الرسائل النصية. قالت بولوك: «أنت لا تجيبين على الرسائل. هذا هو الواقع». فأجابتها مكارثي: «بل أنا أبرع في كتابة الرسائل النصية أكثر من أي شيء آخر». ثم حددتا إلى أي درجة يمكنهما المزاح مع المراسلين. فقالت بولوك وهي تغمز: «أراهن أننا نستطيع إثارة جنونكم».

لولا وجود الصحافيين وراء باب غرفة الفندق بعدد يكفي لإطلاق حملة رئاسية، كان يسهل أن ننسى أن هاتين الممثلتين هما من أقوى النساء في هوليوود، فهما تستطيعان إعطاء الضوء الأخضر لإنتاج أي فيلم والموافقة على المخرجين وشركاء البطولة. حين التزمتا بالتمثيل في فيلم The Heat، انتقل المشروع من كتابة السيناريو إلى التصوير خلال أسابيع: إنه تطور سريع في بلدة حيث تبقى أفضل السيناريوهات قيد التطوير طوال سنوات.

بما أن المرأتين هما فوق عمر الأربعين (وهي فئة عمرية تتجاهلها هوليوود في العادة) وبما أن جسم مكارثي ليس نحيفاً بأي شكل، يصبح نجاحهما المشترك ظاهرة مثيرة للاهتمام وغير مألوفة.

قدمت بولوك (48 عاماً) ومكارثي (42 عاماً) نفسيهما بهذه الصورة العفوية التي تتعارض مع صورة نجوم السينما وحتى الرؤساء أحياناً (تبدو رفقتهما ممتعة!). وُلدت بولوك في فرجينيا وهي ابنة رجل متعاقد مع البنتاغون ومغني أوبرا، وقد برزت خلال التسعينات بسبب سحرها غير المألوف في أفلام مثل Speed وMiss Congeniality قبل أن تفوز بجائزة أوسكار عن دور أم جنوبية فظة في فيلمThe Blind Side في عام 2009.

نشأت مكارثي من جهتها في مزرعة في إيلينوي وقد مثلت في فرقة كوميدية في لوس أنجلوس اسمها Groundlings وظهرت في برامج تلفزيونية مثل Gilmore Girls وبرنامجها الراهن Mike and Molly قبل أن تبرز على الشاشة الكبيرة في الفترة الأخيرة. سطع نجمها في دور مركّب كامرأة جامحة وبذيئة تشارك في حفل زفاف في فيلم Bridesmaids في عام 2011 ورسّخت مكانتها هذه السنة كنجمة تستطيع إنجاح أي فيلم عبر أداء دور محتالة تنصب على شخصية جيسون باتمان في فيلم Identity Thief الذي حقق نجاحاً مفاجئاً.

بالنسبة إلى بولوك، يُعتبر تزايد أهمية دور المرأة في الأعمال الكوميدية السينمائية تغييراً واعداً مقارنةً بالفترة التي ظهرت فيها في هوليوود قبل 20 سنة. هي تنسب معظم ذلك التغيير إلى نشوء كتّاب وممثلين في آن من أمثال ديبلود ومكارثي التي تصور وتمثل في عمل كوميدي من إنتاج شركة «وارنر بروس» بعنوان Tammy، وهي شاركت في كتابته مع زوجها الممثل بن فالكون.

أوضحت بولوك: «لا يزال الجو العام أشبه بحقبة الغرب المتوحش. كانت كارول بيرنت تكتب أعمالها بنفسها. نجحت أولئك النساء المبدعات في فعل ذلك لكنّهن كنّ استثناء على القاعدة. أتمنى أن نصل إلى اليوم الذي لا نقول فيه «نساء في الكوميديا» أو «الرجال والكوميديا» بل أن نكتفي بالسؤال عن المشاركين في العمل».

لم يسبق أن تقابلت الممثلتان إلى أن اتصلت بولوك بمكارثي حين كانت في مقصورتها في موقع تصوير فيلم Identity Thief لمعرفة إذا كانت مهتمة بأداء دور مولينز. كما يحدث في كل شراكة سينمائية، تكون الكيمياء عاملاً أساسياً. في فيلم The Heat، تتطور الشخصيتان من خصومة شديدة إلى صداقة حميمة خلال أقل من ساعتين.

قالت بولوك: «لا بد من إقامة ترابط وثيق فوراً وإقامة علاقة سريعة في هذا العالم الغريب الذي نعيش فيه».

أضافت ماكارثي: «كانت مستعدة لتحمّل كل شيء. استمتعتُ بمضايقتها وممازحتها».

ثم تابعت بولوك: «كان عالمنا آمناً للغاية».

الشخصية الأقوى

عند مقابلتهما شخصياً، تمتعت بولوك بالشخصية الأقوى بينما كانت مكارثي أكثر تحفظاً على عكس الشخصيات الشقية والقوية التي تجسدها غالباً.

لكن تتشارك المرأتان رغبتهما في عدم استعراض جسمَيهما على الشاشة بطريقة مبتذلة: في فيلمThe Heat، تظهر بولوك بمظهر جدي (ثياب غير مكشوفة وشعر أملس) وتظهر مكارثي بصورة المرأة القوية التي تطارد المجرمين بسروال عسكري.

أوضحت ماكارثي: «تلك الخصائص الغريبة هي التي تحدد شخصية كل فرد من وجهة نظري. في أوقات كثيرة، يتجرد الفرد من جميع الأدوات، لا سيما المرأة. يجب أن تبدو الممثلة مثالية وأن تقدم أفضل أداء لها، وأن تكون متزنة ولائقة دوماً. لا أعرف أحداً بهذه الصفات، لكن تعجز الممثلة بذلك عن أداء دور فكاهي أو غريب».

في أحد المشاهد، ترقص أشبورن ومولينز في حانة وهما ثملتان (اقترح فيغ الاستعانة بمصمم رقص لكن رفضت الممثلتان تلك الفكرة خوفاً من ألا يكون رقصهما مريعاً بما يكفي).

قالت ماكارثي: «كان يجب أن نكون مضحكتين إلى أقصى حد. يختلف الوضع بين الممثل ومن يشاهد من الخارج. يجب أن نكون نحن المزحة بعينها. يجب أن نطلق العنان لأنفسنا. كلما انغمسنا في المشهد، يصبح مسلياً أكثر بالنسبة إلى المشاهدين. لكنّ الأمر الجيد أنني لم أكن أنا من مزّقت سروالها!».

back to top