عالما {كيبلر} يعززان الآمال بالحياة على كواكب أخرى

نشر في 07-05-2013 | 00:02
آخر تحديث 07-05-2013 | 00:02
No Image Caption
ظهر كوكبان بحجم الأرض تقريباً لدعم تنوع العوالم القابلة للحياة التي يمكن إيجادها في أنحاء المجرة الفضائية. آدم بيكر تابع الاكتشاف في {نيو ساينتست}.
يقدم نظام الكواكب نموذجين يتّسمان بالمعالم نفسها. يستضيف النجم {كيبلر 62} كوكبين بحجم الأرض تقريباً. يدور الاثنان في منطقة النجم القابلة للسكن، وهي منطقة تتطلب ألا تكون الحرارة ساخنة أو باردة بشكل مفرط بل مناسبة بما يكفي لضمان وجود مياه سائلة.

يُعرَف هذان العالمان باسم {كيبلر 62 إي} و{كيبلر 62 إف}، وهما يُعتبران من أبرز الكواكب القابلة للحياة التي تم رصدها حتى الآن خارج نظامنا الشمسي. لكن لا يعني ذلك أنهما يضمنان وجود حياة بالمعنى الذي نعرفه.

في المقام الأول، يبدو النجم أصغر وأبرد من شمسنا، لذا سيحتاج أحد الكوكبين على الأقل إلى غلاف جوي سام على الأرجح للحفاظ على الدفء. على صعيد آخر، يشير بعض النماذج إلى أن المياه تغمر الكوكبين. بالتالي، في حال وجود كائنات فضائية، قد تكون تطورت بشكل شبه كامل في بيئات بحرية.

سيتطلب التأكيد على أيٍّ من هذه الأفكار إلقاء نظرة مفصلة على الكوكبين، لكن يقع النظام على بُعد 1200 سنة ضوئية. إنها مسافة بعيدة جداً بالنسبة إلينا، ما يمنعنا من إلقاء نظرة فاحصة على غلافهما الجوي أو الحصول على صورة واضحة عن تركيبتهما بفضل التقنيات التكنولوجية الراهنة. مع ذلك، يبدو أن الاكتشاف يقرّبنا من رؤية توأم حقيقي لكوكب الأرض، وهو يقدم أدلة على ما يمكن أن نجده في أنظمة الكواكب القريبة من كوكبنا الأم حين نبدأ باستعمال أجهزة التلسكوب الجديدة.

اكتشف الكوكبين فريق في وكالة الناسا كان يستخدم تلسكوب {كيبلر} الفضائي الذي يستعمل أجزاء من ضوء النجوم لرصد وجود أي كواكب تمر أمام تلك النجوم. شاهد الفريق خمسة كواكب حول {كيبلر 62} (بي، سي، دي، إي، إف)، لكن تبين أن الكوكبين {إي} و{إف} وحدهما يتواجدان في المنطقة القابلة للسكن حول النجم.

يبلغ حجم هذين العالمين معاً حوالى مرة ونصف حجم الأرض، ما يعني أنهما صخريان على الأرجح. تقول ليزا كالتينيغر من جامعة هارفارد إن ضعف قطر كوكب الأرض هو الحد الفاصل، ما يحتّم أن تكون الكواكب صلبة تحت ذلك الحد. إذا كان الحجم أكبر من ذلك، فقد تصبح الكواكب نسخة مصغرة من كوكب نبتون: عالم صغير وغازي يفتقر إلى أسطح صلبة واضحة.

لكن يظن بعض علماء الفلك طبعاً أن {كيبلر 62 إي} و{كيبلر 62 إف} لا يتمتعان بأسطح صلبة. تشير النماذج النظرية إلى أن الكتل الصخرية مغطاة بالمحيطات السائلة. تقول كالتينيغر: {إذا أخذنا كوكب الأرض كمرجع لنا، يمكن أن نحتفظ بنسبة المياه نفسها وأن نزيد كميتها كي نحصل على ما يكفي من المياه لتغطية السطح كله لأن الحجم يكون أكبر بأربعة أضعاف ولكنّ السطح لا يزيد بأربعة أضعاف}.

يبدو كوكب {كيبلر 62 إي} أقرب إلى النجم من “كيبلر 62 إف”، وتُلمِح النماذج المتوافرة إلى أنه قد يكون ساخناً ورطباً في جميع مناطقه، فضلاً عن أن سماءه مليئة بالغيوم. في المقابل، قد يحتاج {كيبلر 62 إف} إلى غلاف جوي غني بغازات الدفيئة القوية، مثل ثاني أكسيد الكربون، للحفاظ على ما يكفي من الدفء للمحيطات السائلة.

أسماك طائرة

إذا كان الكوكبان يدعمان وجود أشكال غريبة من البحار، فقد يكونان مفعمين بالحياة كما هي حال المحيطات على كوكبنا بحسب ويليام بوروكي، المحقق الأساسي في مهمة {كيبلر} في وكالة الناسا ورئيس الفريق الذي رصد كوكبَي {كيبلر 62}. العالَمان ضخمان بما يكفي أيضاً لدرجة أنهما مضطران إلى التزود بغلاف جوي سميك كي تتمكن الكائنات البحرية من التنقل في الجو.

يقول بوروكي: {نعلم أننا نجد أسماكاً طائرة في محيطنا على الأقل. تطير هرباً من الحيوانات المفترسة. لذا قد نكتشف أن هذا الكوكب الغني بالمحيطات طوّر أنواعاً من الطيور}.

لكن يبقى احتمال أن تطور هذه الأشكال من الكائنات البحرية سمة الذكاء والحضارات الحرفية كما حصل على كوكبنا مسألة أخرى لأن تلك الكائنات لن تستطيع الحصول على المعادن أو الكهرباء أو النار بسهولة.

بحسب كالتينيغر، من الممكن أيضاً أن يشمل كوكبا {كيبلر 62} محيطات وقارات مثل كوكب الأرض. يطرح هذا الأمر بعض الاحتمالات المبهرة مثل فكرة أنّ الكائنات الفضائية في الكوكبين ربما بدأت تتواصل في ما بينها أو حتى تقابلت. يقول عالِم الفلك ديميتار ساسيلوف الذي يعمل في جامعة هارفارد أيضاً: {لنتخيل أننا ننظر عبر تلسكوب لرؤية عالم آخر فيه معالم الحياة على بُعد بضعة ملايين الأميال من كوكبنا، أو أن نتمكن من السفر في ذلك العالم بشكل متكرر. ما من حافز أكبر للتحول إلى مجتمع يرتاد الفضاء}.

إذا استضاف العالَمان حياة ذكية، قد نتمكن من سماع محادثة بين كوكبَي {كيبلر 62 إي} و{كيبلر 62 إف} بحسب جون جنكينز الذي يعمل ضمن فريق {كيبلر} ومع برنامج {البحث عن حياة ذكية خارج الأرض} في مدينة ماونتن فيو، كاليفورنيا. إذا كانا يستعملان إشارات إذاعية بقوة موجات بث الاتصالات على كوكب الأرض، فيمكن أن ترصدها أجهزة التلسكوب هنا. بحسب عالِم الفلك سيث شوستاك، قد يكون رصد إشارة تتنقّل بين هذين الكوكبين أسهل من رصد إشارات الإرسال الصادرة من كوكب واحد.

رصاصتان متصادمتان

يقول شوستاك: {إذا كنا ننتظر أن يصطف ذلك العالم بطريقة تناسبنا، قد نتمكن من الإصغاء إلى ما يحدث حين نكون ضمن مسار شعاع الضوء. يعتبر البعض أن سماع إشارة معينة من عالم آخر يشبه سماع صوت رصاصتين متصادمتين. لكن يكون الأمر أسهل بكثير إذا علمنا أن الرصاصتين تتجهان نحونا}.

أعلن فريق {كيبلر} أيضاً عن وجود كوكب آخر قابل للحياة يدور حول نجم يشبه كوكبنا. يبدو أن حجم {كيبلر 69 سي}أكبر من حجم الأرض بـ1،7 مرة، ما يعني أنه قد يكون صخرياً على الأرجح بحسب توماس باركلي، عضو في فريق {كيبلر} في {معهد البحوث البيئية في منطقة الخليج} في سونوما، كاليفورنيا.

يدور كوكب {كيبلر 69 سي} حول نجمه على المسافة نفسها التي يدور فيها كوكب الزهرة حول الشمس. قد يكون الكوكب أيضاً عالماً مائياً أو نسخة خارقة من كوكب الزهرة مع غلاف جوي سميك وسام يُبقي السطح ساخناً بشكل مفرط بالنسبة إلى المحيطات السائلة. لسوء الحظ، يقع نظام {كيبلر 69} على بُعد 2700 سنة ضوئية، وهي مسافة بعيدة جداً كي يحدد علماء الفلك تركيبة غلافه الجوي.

يبقى الكوكبان {كيبلر 62 و69} غامضين ولكنهما يقدمان لمحة عما يمكن إيجاده بفضل الدراسات المستقبلية خارج النظام الشمسي، مثل مشروع {القمر الصناعي العابر خارج النظام الشمسي} في وكالة الناسا ومن المقرر إطلاقه في عام 2017. كان {كيبلر} يغوص في مساحة عميقة من منطقة واحدة في الفضاء، لكن سيستعمل مشروع {القمر الصناعي العابر خارج النظام الشمسي} مجموعة من الكاميرات الواسعة النطاق لتحليل حوالى مليونَي نجمة قريبة من كوكبنا بحثاً عن كواكب بحجم الأرض خارج النظام الشمسي في المناطق القابلة للسكن.

على صعيد آخر، يساهم عالَما {كيبلر} الجديدان في الإجابة عن السؤال الذي يسعى المشروع إلى معالجته: ما عدد النجوم التي تشمل كواكب قابلة للسكن؟

يوضح شوستاك: {يشير إيجاد هذه الكواكب الثلاثة، حتى لو تجاهلنا الكواكب الأخرى التي رصدها مشروع {كيبلر}، إلى أن العدد هو واحد في ألف على الأقل. يعني ذلك وجود حوالى مليار عالَم قابل للسكن في درب التبانة وحدها. إنه عدد كبير من العقارات بالنسبة إلي!}.

back to top