استعيني بحواسه وأعدِّي طفلكِ للمدرسة

نشر في 07-09-2013 | 00:01
آخر تحديث 07-09-2013 | 00:01
حان الوقت للبدء بإعداد الطفل لأول يوم له في الحضانة أو مرحلة ما قبل المدرسة. إنها خطوة بالغة الأهمية بالنسبة إلى طفلك وقد تكون مخيفة وشاقة بنظره، لكن يمكن للأهل اعتماد بعض الطرق لتسهيل هذه المرحلة الانتقالية. في ما يلي بعض النصائح المبنية على الحاسة الطاغية عند الطفل لمساعدتك على إعداده لذلك اليوم المهم.
اللمس

في ما يخص الطفل الذي تطغى لديه حاسة اللمس، تتعلق العملية كلها بالحركة. سيرغب هذا الطفل بمعرفة ما سيقوم به بشكل حسي، فضلاً عن تحديد النشاطات المرتقبة ومدتها والأشخاص الذين سيشاركونه بها. من الأفضل أن يعتاد في المنزل على الجدول الروتيني الذي ينتظره في الحضانة وأن يتدرب على مهارات مثل الجلوس بصمت أو الرسم بهدوء كي لا يشعر بأنه محصور حين يضطر إلى الجلوس من دون حركة في الحضانة.

 إذا خصصت الحضانة يوماً للتعارف، من الأفضل أن تصطحبي طفلك كي يتفقد المكان أو كي يتمدد على الفراش الذي يكون مخصصاً للقيلولة ويتحقق من المساحة التي سيضع فيها حقيبته ولعبته القماشية. من المفيد أيضاً أن يقابل الطفل الشخص الذي سيوقظه بكل عطف. اسمحي له بمقابلة عدد من الأطفال الآخرين وخصصي فترة كي يلعب مع طفل آخر يحضر إلى الحضانة منذ سنة مثلاً كي يتمكن من الإجابة عن جميع أسئلة طفلك وكي يكون وجهاً مألوفاً بالنسبة إليه ويصبح أشبه بأستاذ له في اليوم الأول.

السمع

كلما زاد توتر الطفل الذي تطغى لديه حاسة السمع، تزداد الأسئلة التي يطرحها. لذا احرصي على الإجابة عنها كلها لأن هذا الأمر سيطمئنه. إذا تابع طرح السؤال نفسه مراراً وتكراراً، اعلمي أن هذا السؤال تحديداً يعكس مخاوفه الكامنة وأن الجواب الذي تقدمينه لم ينجح في طمأنته بعد، لذا قد يكون الوقت مناسباً لمعالجة المشكلة التي يواجهها بطريقة عملية. على سبيل المثال، إذا كان يشعر بالقلق بشأن الغداء، نظمي بعض الوجبات في المنزل مع تحضير علب غداء كتلك التي سيأخذها معه ونظمي إذا أمكن فترة لعب مع أولاد آخرين، أو يمكن الاكتفاء باتصال هاتفي مع طفل آخر سيذهب معه إلى الحضانة. أخبريه القصص عن تجربتك في الحضانة أو تجربة شقيقه أو قريبه الأكبر سناً وطريقة شعورهما والمتعة التي يوفرها ذلك المكان. الأفضل من ذلك هو جعل الشقيق أو القريب يشرحان تجربتهما ويجيبان عن الأسئلة التي لا يفهمها إلا الأطفال.

البصر

رؤية المدرسة والأطفال والمعلّمين في الحضانة خطوة بالغة الأهمية لتحضير الطفل الذي تطغى لديه حاسة البصر لليوم الأول. عند التوجه نحو المدرسة، احرصي على التقاط صور كثيرة لأنها قد تفيد في مساعدة هذا الطفل على التكيف مع المغامرة الجديدة. اجلسي معه وحضري كتاباً من القصاصات وخصصي الوقت لقراءته معاً لأن هذه الخطوة ستكشف عن أي مخاوف قد تراوده. سيساعده ذلك أيضاً على معرفة محيطه الجديد. إذا لم تتمكني من التقاط صور للمكان، تصفحي الإنترنت واجمعي بعض صور المبنى أو ربما صور مختلطة للأطفال وهم يقومون بالنشاطات التي سيفعلها طفلك مثل الرسم بالأصابع وتناول وجبة الطعام أو اللعب في الحديقة. اصطحبي الطفل للتسوق وشراء بعض الأغراض الجديدة التي يمكنه اختيارها بنفسه واعلمي أن ميل الطفل إلى إخراج تلك الأغراض أو إعادة ترتيب الثياب أو اللعب بالأقلام الملونة الجديدة بشكل متكرر هو مؤشر جيد على أنه يستوعب التغيير الجديد بطريقته البصرية الخاصة.

الذوق

تكون المقاربة مختلفة جداً مع الطفل الذي تطغى لديه حاسة الذوق والشم. يجد هذا الطفل صعوبة كبيرة في استيعاب التغيير وبدء مرحلة الحضانة. نظراً إلى طبيعة الحاسة الطاغية لديه، من الضروري أن تتعاملي مع أول يوم له في الحضانة بشكل واقعي، مع التصرف بطريقة إيجابية وتفاؤلية من دون إحداث جلبة. حاولي بذل أكبر الجهود الممكنة من وراء الكواليس: يمكنك مثلاً دعوة العائلات التي سترسل أولادها إلى الحضانة أو المرور بالحضانة مع الطفل بطريقة عادية وغير مقرَّرة مسبقاً. اقصدي المكان وكأنك تقصدين مكتب البريد أو البنك واصطحبي الطفل معك بالطريقة نفسها. قد تحتاجين هذا الأسبوع مثلاً إلى دفع بعض الرسوم وقد تريدين الاستفسار عن أمر معين في الأسبوع المقبل. غالباً ما تساهم هذه المقاربة التي تقضي بتعريف الطفل إلى أماكن وتجارب جديدة بهذه الطريقة السلسة في تجنب مصادر انزعاج غير ضرورية. يجب أن تذكري أمامه طبعاً أن هذا المكان هو الحضانة التي سيقصدها وأنه سيكون محظوظاً لأنه سيرتادها. لكن من الأفضل أن تبقى مرحلة الاستعداد غير مباشرة، ما يعني الاكتفاء بالتحدث عن الأمور الأساسية.

اليوم الأول في الحضانة خطوة كبيرة لا بالنسبة إلى الطفل فحسب، بل بالنسبة إلى الأم والأب أيضاً. تساهم مرحلة التحضير المسبقة في تسهيل هذه الخطوة وتسريع وقت التكيف مع الوضع الجديد. يجب التصرف بطريقة إيجابية ولطيفة مع الحرص على طمأنة الطفل... والأهم هو التحلي بالصبر الكافي!

back to top