كيف تكتشفين أفكار طفلك؟
لربما تستيقظين في منتصف الليل على صراخ طفلك. ومهما حاولت، يرفض الكف عن البكاء. أو قد ترينه يلعب بفرح، فتفكرين فجأة: ماذا يدور داخل رأسه الصغير؟ الكثير، حسبما تُظهر الأبحاث الأخيرة.
قد يكون سر فك شفرة ما يريده الطفل أو يفكر فيه أو يشعر به أسهل مما تتوقعين، إن كنت تعلمين عما يجب أن تبحثي.فهم التعابير والإشاراتحتى لو كان الطفل حديث الولادة، يعرف بعض الأمور عن الناس، اللغة، وعالمه الجديد، حسبما تؤكد أليسون غوبنيك، بروفسورة متخصصة في علم النفس في جامعة كاليفورنيا في بيركلي ولها كتاب The Philosphical Baby: What Children's Minds Tell Us About Truth, Love and the Meaning of Life (الطفل الفيلسوف: ما تخبرنا به عقول الأطفال عن الحقيقة، الحب، ومعنى الحياة). تذكر: «قد يبدو لنا للوهلة الأولى أن الأطفال لا يقومون بالكثير. فهم لا يتكلمون، علمًا أن الكلام يُعتبر عادةً وسيلتنا إلى معرفة ما يفكّر فيه الآخرون. ولكن إذا راقبنا ما يفعلونه، ما يتأملونه، وما يثير اهتمامهم أو يضجرهم، نكتشف الكثير». لذلك قد لا يصعب علينا في نهاية المطاف فك شفرة التعابير، التي نغفل عنها بسهولة أحيانًا، ما دمنا نتنبه للإشارات.النظرة: وجّه متجهم مع أصوات أنين.معنى ذلك: الطفل منزعج على الأرجح، وخصوصًا إن كان يبكي. والمذنب الأكثر احتمالاً؟ غازات المعدة. حاولي أن تفركي بطنه برفق لتخففي من ألمه. (ملاحظة: قد يعني وجه الطفل المقطب والعينان المتسعتان من دون بكاء أنه يتغوّط. ولا شك في أنك ستألفين هذه النظرة سريعًا، إن لم تعتديها بعد). انتظري قليلاً كي يمرّ هذا العارض. أما إذا طال، فاتصلي بالطبيب.النظرة: تحديق حاد متفحص في غرض ما أو اتجاه محدّد.معنى ذلك: يُصاب الطفل بالذهول سريعًا وقد تثير أمور كثيرة تحيط به اهتمامه. تذكر غوبنيك: «يتابع الطريقة التي تتحرك بها الأشياء من حوله. كذلك يصبّ الطفل كل اهتمامه على الحواف والتناقضات». وقد ينذهل الطفل عندما يراقب شيئًا أو شخصًا يختفي. يدّعي جان بياجيه، عالِم نفس تنموي سويسري، أن الأطفال لا يستطيعون إدراك أن العرض لا يزال موجودًا مع أنه اختفى من مجالهم البصري. لكن الدراسات الأخيرة أكّدت خطأ هذه الفرضية. ولهذا السبب يواصل الطفل التحديق حتى بعض خروج أمه من الباب: فهو ينتظر عودتها.النظرة: مقطّب الحاجبين وشفة مقلوبة.معنى ذلك: تعرّض الطفل على الأرجح لضغوط كثيرة ويوشك أن ينفجر بالبكاء. لذلك ضعيه في أرجوحة وادفعيها بهدوء كي يسترخي ويستعيد فرحه. يحتاج إلى بعض الوقت بمفرده. ومن المرجح أن الأرجوحة ستفي بالغرض.النظرة: سلسلة غير مبررة من البكاء، الصراخ، أو حتى رمي الأغراض.معنى ذلك: إذا ترافق هذا السلوك مع بعض المناورات للفت انتباهك، فهذا هو هدفها بالتأكيد. سئم الطفل (نعم، يحدث ذلك) ويريد منك على الأرجح أن تمضي بعض الوقت معه وحده. سلّيه بلعبة مضحكة أو غني له أغنية يحبّها.تفسير البكاء والأصواتلا تشكّل تعابير الطفل الأمر الوحيد الذي يجب أن يتنبّه له الأهل عندما يحاولون معرفة ما يريده الطفل. تشير النظريات الحديثة إلى أن بكاء الطفل يحمل الكثير من الإشارات. صحيح أننا شهدنا الكثير من الجدل في السنوات الأخيرة بشأن ما إذا كانت «لغة الطفل» المنظّمة موجودة حقًّا، كما تدعي الأم الأسترالية (ومبتكرة «لغة دانستان للأطفال») بريسكيلا دانستان، غير أن الأطباء والباحثين لا يستبعدون هذه النظريات تمامًا. إذا كانت ادعاءات دانستان صحيحة، يصدر الأطفال خمسة أصوات مختلفة خلال المرحلة الأساسية ما بعد الولادة:• صوت «إيه».يعني: «سأتجشأ» (يصدر أيضًا صوت «أوره» عندما يعاني من الغازات). • صوت «أوه».يعني: «أشعر بالنعاس».• صوت «نيه».يعني: «أنا جائع».• صوت «هيه».يعني: «أنا مرتاح».لا أدلة علميةولكن كم تُعتبر هذه الادعاءات صحيحة؟ تؤكد غوبنيك أن ما من دليل علمي يبرهن صحتها حتى اليوم. ولكن ثمة أدلة على أن الأم تستطيع أن تميّز بين بكار الجوع وبكاء الألم. ويوافقها الرأي الدكتور روبرت تيتزر، باحث في شؤون الطفل ومبتكر سلسلة تطوير اللغة Your Baby Can Read! (يستطيع طفلك القراءة!). يذكر: «من الأفضل التفكير في نظام لغة دانستان للأطفال كمجموعة من الكلمات العالمية، لا كلغة تُجمَع فيها الكلمات وتُستخدم بهدف التواصل (كما يفعل البالغون)».أما بكاء الطفل (الذي يدفعنا أحيانًا إلى الجنون)، فيختلف قليلاً باختلاف الأطفال. ولكن ثمة أوجه شبه تجمع بين كل الأطفال. لذلك عندما تفقدين صوابك المرة التالية وأنت تحاولين فهم سبب بكاء طفلك، عودي إلى هذه اللائحة:* البكاء: منتظم ومتكرر.معنى ذلك: الطفل جائع على الأرجح، وخصوصًا إذا كان يحاول الاقتراب من ثدي أمه أو يمص إصبعه.* البكاء: يتصاعد تدريجًا على مدى بضع دقائق.معنى ذاك: حان وقت القيلولة، فصغيرك منهك.* البكاء: أنين خافت متقطع.معنى ذلك: إذا استمر فترة طويلة، فطفلك ليس على ما يُرام. فربما عليك زيارة الطبيب.* البكاء: صراخ قوي.معنى ذلك: إن ظل الطفل يبكي ملء رئتيه فترة طويلة. فعليك استشارة الطبيب. الاحتمالات كثيرة، لكن المذنب الأكثر احتمالاً؟ المغص اللعين.*البكاء: نحيب خافت ومزعج.معنى ذلك: يعود استياء الطفل على الأرجح إلى تعرضه لضغوط كثيرة ويحتاج إلى بعض الهدوء والراحة.