لنرتقِ باختلافنا

نشر في 16-03-2013
آخر تحديث 16-03-2013 | 00:01
 د. نادية القناعي هناك فرق بين إبداء الرأي وخلق صراعات لمصلحة آرائنا، نحن نعيش في زمن تكاثرت فيه تيارات الآراء المختلفة، وبرأيي فإن الاختلاف في الرأي أمر لا بد منه، فالحياة أساس وجودها الاختلافات بين البشر، لكن القضية تكمن في أن تلك التيارات أو الاختلافات تتحول إلى ساحة لمعركة الكلمات وتبادل صفعات الحروف.

المصيبة الكبرى أن تمتد هذه الصراعات إلى هدم العلاقات أو إلحاق ضرر بأحد الطرفين أو بالطرفين معاً.

وأقصد هنا الضرر النفسي لأن البعض، وليس الكل، يتشبث برأيه لدرجة الاعتداء على غيره بكلمات قد تكون جارحة، وكأن الطرف الآخر يدفع ثمن قناعاته!

والبعض، كما قلت، يجبر الآخرين على قناعاته كأنه يلزمهم أن يروا العالم بنفس النظرات التي يرى بها هو نفسه العالم.

لا مانع أن تختلف معي لكن لا تعتدِ على حقوقي في إبداء آرائي، فربما أكون على صواب وربما أكون على خطأ، فلماذا نتقاتل؟

الآراء في النهاية ليست مسلَّمات إنما هي معطيات ترسمها الحياة لكل شخص بحسب منظوره إليها، فهي انعكاس لذاتنا، أو بمعنى أصح، لمعتقداتنا التي نعيش في إطارها، فكل منّا يرى الحياة بعيون عقله.

لنرتقِ في انتقاء أسلوب اختلافنا، فهذا سيوفر علينا الكثير من حرقة الأعصاب، وجميل أن نأخذ من آراء غيرنا ما يفيد مسيرتنا، والأجمل أن نبحث عما ينفعنا في حديث غيرنا المضاد لأفكارنا بدل أن نركز على البحث عن أعداء! فليكن اختلافنا هادفاً يصل بنا إلى بر الفائدة.

back to top