الأم... بين الحرب والاستهلاك

نشر في 21-03-2013 | 00:01
آخر تحديث 21-03-2013 | 00:01
No Image Caption
رغم أهمية عيد الأم في الحياة ومعاني الأمومة وما تحمله من فضائل، نلاحظ أنها في المشرق العربي ترزح بين صورتين (أو أكثر): الاستهلاك والأم الثكلى!
أفرزت النظم التجارية في العالم صورة الأعياد الاستهلاكية، حتى إنها جعلت معظمها مناسبات للاستهلاك فحسب، من أعياد العشاق والأم والأب والطفل ورأس السنة والحب، وصولاً إلى الأعياد الدينية الإسلامية والمسيحية.

وجوه هذه الأعياد كافة سيطر عليها الهدف الاستهلاكي، ولا يختلف الأمر في عيد الأم، إذ يغلب منطق الاستهلاك على منطق الأمومة، أو أن الاستهلاك هو صلة الوصل مع الأم. نلمح على الطرق إعلانات الغسالات والمكانس الكهربائية، كأن المرء لا يمكنه أن يشتري هذه الأدوات إلا في هذه المناسبة الكريمة، فتصير باقة الورد من أفضل الهدايا وأكثر رمزية وتعبيراً، مقارنة بتلك بالهدايا التي تعرضها المحال التجارية وتكشِّر عن أنيابها في هذا المناسبة.

وإذا كانت الحياة المعاصرة والحداثة قد دفعت عيد الأم ليكون مناسبة استهلاكية بشكل من الأشكال، فهذا يبدو هيناً مقارنة بما فعلته الحروب المتعددة الأوجه والأزمات الدائمة في الأم، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط وفي البلدان التي تمجد الشهادة والشهداء وتوزع صورهم على الجدران. فمنذ وعينا على الدنيا، وربما قبل بكثير، نلمح صورة الأم في فلسطين تبكي على قبر ابنها أو تحمل صورته، صارت دموعها توازي أطنان ما يجري في ذلك الوطن المحتل. على هذا، تبدو صورة الأم الثكلى تعبيراً عن الأزمة وليست قناعاً للمثاليات التي مجدّها بعض الشعراء وكتب الكثير من القصائد عنها.

والحال أن صورة الأم ليست في تمجيد دموعها وهي تبكي على قبر ابنها، بل في صورتها وهي تلاعبه في بيته. الأم عنواناً للحياة وليست أرملة على قبر الغياب.

أزمات

 لم يقتصر الأمر على فلسطين المحتلة، فالأزمات المتتالية في العراق جعلت مئات الآلاف من الأمهات العراقيات أرامل يكابدن مصائر العيش المرير، فقد فتكت الحرب بالجيل الشبابي وكأنها بذلك تقضي على الحياة التي تريدها. ولا يختلف الأمر في سورية الآن، فتجد الـ{فايسبوك» مزدحماً بصور أمهات يُقتلن بدم بارد أو مشردات في الأردن ولبنان وتركيا، أو يبكين على أضرحة أبنائهن.

 من دون أن ننسى لبنان وأمهات المخطوفين اللواتي ما زلن يحملن صور أولادهن الذين خطفوا خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975 – 1990)، وكأن قدر صورة الأم أن تظهر دائماً في خضم المآسي.

 تلك هي الحروب الفتاكة التي تقتل الأبناء وغيرهم وتدمر أزواج الأمهات.

بين وجه الاستهلاك البارز في عيد الأم، ووجه صورة الأم الثكلى التي تدمع على قبر أولادها في الحرب، نفضل بالطبع صورة الاستهلاك مليون مرة.

قالوا في الأمهات

لا تقاس أعمار الأمهات بالسنين، ولكن بما استودعه الله في قلوبهن من خير العطاء.

محمد حسن علوان  

تحب الأمهات أطفالهن أكثر من الآباء لأنهن أكثر ثقة في انتسابهم إليهن.

أرسطو  

الأمهات هن فقط القادرات على التفكير في المستقبل لأنهن ينجبنه من خلال أطفالهن.

مكسيم غوركي  

لَيْسَ يَرْقَى الأَبْنَاءُ فِي أُمَّةٍ مَا... لَمْ تَكُنْ قَدْ تَرَقَّتْ الأُمَّهَاتُ  

جميل صدقي الزهاوي

أمي هي التي صنعتني، لأنها كانت تحترمني وتثق بي.

                    توماس إديسون

لو كان العالم في كفة وأمي في كفة لاخترت أمي.

 

جان جاك روسو  

إنني منذ استمعت إلى غناء وعزف أمي وأنا أسبح في هذا البحر الكبير كقطرة.

فريد الأطرش  

المكان الوحيد الذي أستطيع أن أسند رأسي عليه وأنام مرتاحاً مطمئناً هو حِجْر أمي.

فولتير  

الأم النشيطة تعلم ابنتها الكسل.

أنيس منصور

back to top