الكتلة والمعيار... بين التكتل والمعايير

نشر في 20-04-2013
آخر تحديث 20-04-2013 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب   منذ فوز منتخبنا لكرة القدم بكأس آسيا بالكويت، وقبلها الوصول إلى أولمبياد موسكو، وصعوده إلى نهائيات كأس العالم في إسبانيا، بالإضافة إلى الإنجازات لبقية الألعاب في تلك الفترة، التي يسميها الجميع بـ"الزمن الذهبي"، لم يكن هناك ما يعرف بالتكتل أو المعايير، أو لم يكن هناك ندية أو خلاف بين جميع الأطراف الرياضية (إلا تلك التي تحدث بين الفرق كصراعات رياضية لا تخرج من مجال الرياضة)، وكان الجميع يبذل الجهود الحثيثة من أجل الكويت ورفع رايتها خفاقة في كل الميادين، كان العمل على قدم وساق من أجل بناء إنسان كويتي رياضي.

كانت هناك أسماء لها بريقها ومعروفة في وسطها، وعندما تُطرح أسماؤها على صعيد تشكيل مجالس إدارات أندية أو اتحادات، كان الجميع يَضرِب لها "تعظيم سلام"، ليس محاباة أو خوفاً منها، بل تقديراً وإجلالاً لما قدمت من إنجازات لأجل الرياضة الكويتية.

كان في ذلك الزمان اللاعب ينحتُ في الصخور من أجل أن يُستدعى ضمن قائمة المنتخب كاختيار أولي قبل التصفية، وعند إعلان الاختيار النهائي للمنتخب يبكي ألماً مَن تم استبعاده ويطير فرحاً مَن تم اختياره، وإن جلس على دكة الاحتياط، رغم أن الجميع يتمتعون بمستوى عال من اللياقة البدنية والخبرة الفنية.

كما قلنا في البداية، الكل يعمل لمصلحة الكويت رياضياً، فليس هناك أدنى شك في إخلاصهم الكامل والتام في تقديم مصلحة الكويت والرفعة لها في مجال الرياضة في تلك الفترة، التي في اعتقادنا لن تعود طالما هذا هو حال من هم على دفة إدارة الرياضة.

نحن لا نُخوِّن أحداً، ولا نُقلّل من جهد أو شأنِ أحدٍ، ولكن واقعنا هو الذي ينطق، وبحكم قُربنا للمجال نرى ما لا يراه البعيد عن المجال.

لا نخفيكم سراً، الرياضة عندنا تدهورت من بعد أن تقلد مناصب إدارات الأندية بعض الأشخاص الذين ليس همهم تطوير الرياضة، واكتفوا بأن يكونوا "كحطب دامة" تُملى عليهم التعليمات، فهذا الأسلوب لا يصلح مع أندية تنادي بالاحتراف المعروف عالمياً- وليس كالتخبط الموجود عندنا والذي يمكننا القول عنه "نفَّع واستنفع"- فهذا الأمر يتطلب أشخاصاً ذوا عقول إدارية محترفة وعقول اقتصادية استثمارية كبيرة ورياضية، تعرف كيف تدير النادي بفن واحتراف وتعرف كيف تخلق للنادي الفرص الاستثمارية المربحة، والتي يستطيع من خلالها النادي جلب أفضل المدربين وأفضل اللاعبين، أما ما نراه في أنديتنا فهو مهزلة رياضية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

والاتحادات لا تخلو في أيامنا هذه من الأشخاص أصحاب النفوذ الذين دمروا الرياضة بنفوذهم، وللأسف الشديد فإن لهم أذناباً و"عصاعص" تنخر كالسوس في جسد الرياضة، والإنجازات لمصلحتهم الخاصة فقط، فتراهم في كل وادٍ يهيمون، ولأصحاب النفوذ يطبلون ويصفقون، تحت أقدامهم القيم والحق، وفوق رؤوسهم رايات الأنانية والمصلحة الذاتية.

فهم أساس البلاء، ومن أياديهم تربى ونما سرطان قاتل ومميت، وسيقتلهم هذا السرطان عاجلاً أم آجلاً.

وليعلم الجميع، ستتغير أشكال الأشخاص في الاتحادات، وسيأتي أشخاص جدد، لن يختلفوا في الهدف، ولكن يختلفون في الأسلوب، وربما يكون أسلوبهم فتاكاً أكثر ممن سبقهم.

وساعتها ستضيع وتتلاشى كتلة ومعيار الإنجازات بين صراع التكتل والمعايير، والدليل على ما نقول النظام الأساسي الذي سيعمل به في تشكيل مجالس إدارات الاتحادات، حيث سيكون بمنزلة رصاصة الدمار الشامل التي ستطلق وفق القانون المزاجي لتدمير ما يمكن أن يكون أملاً أو نبراساً لتحقيق نتائج ترجع لنا أيام ذلك الزمن الذهبي.

back to top