نريد عقولنا!

نشر في 22-06-2013
آخر تحديث 22-06-2013 | 00:01
 د. نادية القناعي مَن منّا لا يريد عقله؟ كلنا بالطبع لا نستطيع الاستغناء عن تلك الهبة الربانية العظيمة، لكن بعيداً عن الأمراض العقلية والخلل الوراثي، وبعيداً عن المواد السامة، وعن العدوى البكتيرية، وعن الإصابات في مناطق معينة من الدماغ أو وجود خلل في الناقلات العصبية، التي كلها تؤول إلى غياب دور العقل والتفكير السليم قسراً، فنختلف نحن البشر في كيفية تطويع هذه الهبة ليصب جهدها في قالب أصلح مسيرة حياتنا وجعلها أكثر رقياً.

ولا ننس أيضاً دور الحواس الخمس في جميع مراحل حياتنا، التي إما أن تسير بنا نحو القمة، وإما أن ننحدر معها في منزلق الضياع.

لكن الحواس الخمس لا تستطيع أن تنجز دون وجود العقل، فمثلاً نستطيع رؤية شخص ما، لكن دون عقلنا أو وظائف الدماغ العليا لا نستطيع تمييز ذلك الشخص، وهلم جرّا.

فالعقل هو من يتحكم في ما نفكر ونشعر وكيف نتعلم ونتذكر، وأيضاً يسيطر على حركة أجسادنا وعضلاتنا، حتى ضربات قلوبنا، فهو يخبرنا كيف نتصرف في جميع المواقف.

لقد تطرقت إلى موضوع العقل في البداية، لأن دائرة تغييب دور العقل اتسعت، وزادت حدة الانجراف وراء ما نسمع، دون أدنى جهد لبيان صحة ما نسمعه، فأصبحنا نسترق السمع للأكاذيب، لتصبح في ما بعد من المسلّمات.

لهذا انتشر الظلم والتعسف، وزاد الحقد والبغض، وكثر الهرج والمرج.

ونحن أيضاً نظلم أنفسنا بتجاهلنا لتوجيهات عقولنا، وذلك كله بسبب كلمة أو جملة لا ندرك ماهيتها، لكننا فقط اعتمدنا على حاسة السمع، فكأننا نحكم حكماً غيابياً على الأشخاص أو الأشياء أو الواقع.

فلهذا استحالت الأقاويل إلى حقائق، والحقائق للأسف مدفونة.

وهنا أذكر قول الشاعر أحمد شوقي في إحدى قصائده:

"يا له من ببغاء عقله في أذنيه"

back to top