«عين عذاري... ما تستحي»!

نشر في 16-03-2013
آخر تحديث 16-03-2013 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب تناقلت في الأيام القليلة الماضية، دواوين أهل الكويت، قضية تقاعد القياديين في النفط، وأن هناك وعداً بمكافأتهم بمبلغ مجزٍ يصل إلى ٥٠٠ ألف دينار كويتي، كترغيب لهم بالتقاعد خصوصاً لمن تجاوز الـ٣٠ سنة في الخدمة.

بغض النظر عن صحة المعلومة أو عدم صحتها، هل يعقل أن القيادي في أي قطاعٍ كان في الحكومة، ويستلم راتبه من إيرادات الدولة، وترقى وفق أنظمة الدولة، هل يعقل أن تستأذنه الحكومة بالتقاعد ومكافأته بمبلغ كبير حتى يتعطف ويتكرم ويقبل بالتقاعد... هل يعقل هذا؟!

نعم نحن لا ننكر أن هذا القيادي قد عمل، وبذل الجهد والتعب، وبسبب العمل كان ينشغل عن أسرته، ولكن كان هذا مقابل راتب ودخل عال، كان مقابل امتيازات كثيرة حسب عمله ودرجته، نعم يستحق مكافأة على سنوات عطائه، ولكن ليس بهذا الأسلوب الدراكولي، ليس بمص خيرات البلد ونهبها "عينك عينك".

كيف عُيِّن هذا القيادي؟ ألم يكن تعيينه وفقاً للوائح ونظم الدولة؟ فهل عند التقاعد تترجاه الدولة ليتقاعد وبمكافأة باهظة؟ كان الأجدر بالحكومة أن تطبق نفس اللوائح التي عينته وتقول لكل من وصل وتجاوز الـ٣٠ سنة من الخدمة، مشكور وجزاك الله خيراً و"كفيت ووفيت"، وهذه مكافأتك على خدماتك طوال الثلاثين سنة بمبلغ بين ٥٠- ١٠٠ ألف كل حسب منصبه ودرجته.

إذا كانت الحكومة ستقوم بصرف مكافأة لقيادي النفط ٥٠٠ ألف دينار، فمن باب أولى أن تستغل الفائض في تنمية البلد وتطويره، كان الأولى أن ترتفع بمستوى الخدمات التعليمية والصحية والسكنية وكافة الخدمات التي كفلها الدستور، أو على الأقل تسقط قروض المواطنين سواء المستحقة للحكومة (كهرباء وماء- هاتف- إلخ) أو للبنوك وشركات التمويل بنسبة مدروسة، ومن لم يقترض ولا دين عليه لخدمات الدولة يعط هذه النسبة، ساعتها لن ينطق شخص واحد إذا وزعت الحكومة الفائض على الناس.

إذا كانت الحكومة ترى أنه ليس من المنطق إسقاط القروض أو فواتير الدولة عن المواطنين أو شريحة "عظمى منهم"، فالأجدر أن تصرف النظر عن صرف مكافأة تصل إلى ٥٠٠ ألف دينار لقيادي، هذا الصرف لا يسنّه شرع ولا دين ولا يعقله عاقل.

وكما حدث في الستينيات والسبعينيات عندما أقدمت الحكومة آنذاك على توزيع قسائم سكنية تصل مساحاتها إلى ٧٥٠- ١٠٠٠ متر، واليوم تعجز عن حل المشكلة الإسكانية، وكما وزعت الشاليهات والمزارع على فئة دون أخرى، عجزت في صد التلاعب في بيع أملاك الدولة... فإذا كانت اليوم ستهدي المكافآت الضخمة للقياديين، فماذا ستهدي قياديي المستقبل؟

ساعتها بنقول: "عين عذاري... ما تستحي"!

back to top