محمد إبراهيم لـ الجريدة.: لم ولن أسعى لتدريب الأزرق... والقادسية لا يحتاج مساعدة اتحاد الكرة

نشر في 30-05-2013 | 00:02
آخر تحديث 30-05-2013 | 00:02
«متمسك بجميع اللاعبين في الفريق الأصفر... ولم أطلب الاستعانة بأحد من الأندية الأخرى»
يعد المدير الفني السابق لمنتخب الكويت لكرة القدم مدرب القادسية الحالي محمد إبراهيم واحدا من أفضل المدربين الوطنيين في الكويت، إن لم يكن أفضلهم حاليا، لذلك دائما ما نجده الخيار الأول للقادسية والمنتخب الكويتي أيضا وقت الشدائد، وكعادته يكون عند حسن الظن، ويقدم ويبدع ويقود ببراعة ليعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.

«الجريدة» حاورت إبراهيم، الذي اكد أن دوري الدمج المقرر الموسم المقبل سيكون رصاصة الرحمة التي ستصيب الكرة الكويتية، مشددا على أن تدريب منتخب الكويت شرف كبير لأي مدرب، لكنه، كما تعود، لم ولن يفرض نفسه للقيام بهذا الدور.

واضاف أن السعي لجلب مدرب عالمي فكرة جيدة، لكنها لن تجدي نفعا حاليا، مستغربا التقليل من إنجازات الأصفر، بحجة أنها جاءت بمساعدة الحكام واتحاد الكرة، مؤكدا أن القادسية لا يحتاج مساعدة من أحد لحصد البطولات، وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

● نبارك لكم التتويج ببطولة كأس سمو أمير البلاد؟

- نحمد الله الذي توج جهودنا بكأس هي الأغلى هذا الموسم، والفضل يرجع للجميع، واعتقد أن القادسية استحق التتويج بعد موسم طويل وشاق استلمت فيه المهمة في وقت صعب خلفا للمدرب الكرواتي رادان، واشكر اللاعبين الذين ساعدوني ودعموني بقوة، حتى أحرزنا ثلاث بطولات من أصل أربعة وهو انجاز بكل المقاييس.

● ما ترتيباتك للموسم الجديد؟

- سنحاول أن يكون منتصف رمضان المقبل بداية الاعداد للموسم الجديد، وسنسعى لخوض فترة إعداد قوية، فالموسم المقبل لن يكون سهلا في ظل دوري الدمج، وايضا سيكون أمام الأصفر تحدي بطولة كأس الاتحاد الآسيوي التي نسعى لحصد لقبها للمرة الأولى في تاريخ نادي القادسية.

● هل اتخذت قرارا بشأن رحيل بعض اللاعبين، أو رشحت أحدا للانضمام للقادسية؟

- لن نفرط في أحد حاليا، فأجندة الاتحاد لاتزال مبهمة، ولا نعرف كيف ستكون قائمة الموسم الجديد، وبعد اتضاح الرؤية سنحدد أولويات الموسم الجديد، وان كنت أرى أن جميع اللاعبين الحاليين في القادسية يستحقون البقاء مع الفريق في الموسم المقبل، بمن فيهم كيتا الذي جددت إدارة النادي تعاقده، وعمر السومة والبرازيلي مشيل سمبيلسيو واللذان تسعى الإدارة الى تجديد تعاقدهما.

● هل أنت راض عن أداء القادسية في الموسم المنقضي؟

- القادسية حصد ثلاث كؤوس، وأنهى مشواره في كأس الاتحاد الآسيوي في الموسم الحالي بشكل جيد وأعتقد ان هذا كاف، لذلك من وجهة نظري الفريق قدم موسما جيدا رغم إخفاقه في المحافظة على لقب الدوري الممتاز، والذي ذهب لفريق الكويت، والذي كان جديرا به بعد موسم استثنائي للأبيض.

لكن خسارة الدوري يجب ألا تغفل بعض المكاسب التي حققها الأصفر هذا الموسم، وأهمها تكوين صف ثان من لاعبين صغار في السن وأكفاء، أمثال سيف الحشان وسلطان العنزي ومحمد الفهد وخالد إبراهيم، وكثير من الأسماء التي ستسطع خلال الفترة المقبلة وستكون هدية القادسية لمنتخب الكويت.

● لكن الأهم لم يتحقق هذا الموسم بالحفاظ على لقب الدوري؟

- هناك عوامل كثيرة ساهمت في عدم حصول القادسية على لقب الممتاز، بداية من المدرب السابق للفريق رادان، وصولا الى مجلس إدارة النادي، وحتى الجهاز الحالي بقيادتي، فالكل يتحمل جانبا من المسؤولية رغم أن القادسية خاض ما يقارب من 35 مباراة منذ أن توليت المهمة، ولم نخسر الا مباراتين، كما لا يمكن أن نغفل المستوى العالي الذي ظهر عليه فريق الكويت هذا الموسم، والذي نجح بشكل لافت مع المدرب الروماني إيوان مارين.

● ماذا عن استقالة مدير الفريق محمد البناي؟

- أبو خالد من الشخصيات المؤثرة في الفريق، وهو حلقة الوصل القوية بين الفريق ومجلس الإدارة، وأعتقد أن رحيله خسارة كبيرة في حال قرر ذلك، لاسيما أن الكل سواء أجهزة معاونة أو لاعبين متمسكون ويرغبون في استمراره على قمة الفريق، لكن كما قلت القرار سيكون قراره، بعد العودة الى مجلس الإدارة، حيث ان البناي أحد الأعضاء البارزين فيه.

● هناك من يقول ان الخلافات بينك وبين الجهاز الإداري أثرت على أداء القادسية؟

- الود والاحترام والاحترافية أمور قائمة مع الجهاز الإداري الذي نقدر دوره كثيرا ولا نحاول التقليل من جهده الجبار في الفريق، ولولا ذلك لما استطعنا أن نحقق بقية النتائج الإيجابية.

● ألم تطلب المدير السابق للفريق إبراهيم المسعود للعمل معك؟

- الأخ إبراهيم المسعود من الكفاءات المشهود لها، وأتمنى وجوده معي في كل وقت، فهو مكسب حقيقي وإضافة لأي مكان يتواجد فيه، وللعلم فانه لا يتوانى عن تقديم مساعداته للقادسية، لكن أمر الاستعانة به في الفريق ليس بيدي، لاسيما أن البناي وبنيان والحقان، وباقي أعضاء الجهاز المعاون لا يدخرون جهدا لمساعدة الفريق في كل شيء.

● فوز الكويت بلقب الدوري جاء عن جدارة أم نتيجة ضعف المنافسين؟

- للأسف الشديد المنافسة محصورة في السنوات الأخيرة بين القادسية والكويت، بينما تصارع بقية الفرق ومنذ بداية الموسم من أجل البقاء في الدوري، وتراجع نتائج أي من الكويت أو القادسية يذهب بلقب الدوري للفريق الآخر، كما أن فوز القادسية في المواسم السابقة باللقب كان لتراجع نتائج الكويت، فإن فوز الكويت باللقب هذا الموسم جاء لتراجع مستوى القادسية.

● لكن العربي عاد هذا الموسم للمنافسة، ونجح في خطف بطولة السوبر في بداية الموسم من القادسية؟

- العربي لم يغب عن واجهة المنافسات طوال السنوات الماضية، وبالطبع فهو احد أكبر الفرق في الكويت، وقدم هذا الموسم مستويات جيدة مع البرتغالي روماو، لكن مازال أمامه وقت ليستعيد كامل قوته، حيث لايزال يفتقد النفس الطويل للمنافسة على الدوري.

● كيف ترى سقوط كاظمة الى الدرجة الثانية وصعود الفحيحيل الى الممتاز قبل اقرار الدمج؟

- سقوط كاظمة لم يكن في هذا الموسم، فالسفير سقط منذ سنوات طويلة حتى عندما عاد له ماتشالا لم يظهر بمستواه الحقيقي كأحد أفضل الفرق الآسيوية، بسبب التخبطات الكثيرة التي أصابت هذا النادي ومنذ فترة طويلة، أما الفحيحيل فأرى أنه استحق الصعود للممتاز، بعد عمل دؤوب مع المدرب الوطني محمد دهليس الذي يستحق الإشادة، هو ومجلس إدارة الأحمر.

● كيف ترى فكرة دوري الدمج في الموسم الجديد؟

- دمج الدوري سيكون رصاصة الرحمة للكرة الكويتية التي تعاني منذ زمن بعيد عصر الهواية الذي انقرض من على الخريطة الآسيوية، وفي طريقه أيضا للانتهاء خليجيا، والدمج قائم بالفعل في كل المسابقات الكويتية ما عدا الدوري!

أليس كأس الاتحاد دمج بين جميع الفرق، كذلك بطولتا كأس سمو الأمير وولي العهد تقام بنظام الذهاب والإياب، من يريد الاطلاع على شكل نتائج دوري الدمج وكيف ستكون الموسم المقبل فعليه أن ينظر للنتائج الكبيرة في مسابقات الكأس، والتي كشفت عن فارق شاسع بين مستويات الأندية.

● كثر الحديث عن محاباة الحكام والاتحاد للقادسية، فما ردك؟

- القادسية لا يحتاج محاباة من الحكام ولا الاتحاد، بل هو كبقية الأندية تضرر من التحكيم، لكننا نحاول تجاوز ذلك والنظر الى الأمام، وليس كبقية الأندية الأخرى التي تتعلق بصغار الأمور لتبرير خسارة أو ضياع لقب!

● ماذا تحتاج الكرة الكويتية للنهوض؟

- الكرة الكويتية تحتاج إلى احتراف حقيقي لجميع خيوط اللعبة، سواء لاعبين أو مدربين أو إداريين، كذلك فان البنية التحتية للرياضة لابد أن تنهض لتواكب الدول المجاورة، وان كنا نحقق في بعض الأوقات بطولات فمن وجهة نظري انها بطولات جاءت نتيجة عمل اجتهادي، في ظل بنية تحتية صفر، ومنشأة رياضية صفر، واحترافية في العمل صفر.

● ماذا عن فكرة الاستعانة بمدرب عالمي لانتشال الكرة الكويتية؟

- فكرة الاستعانة بمدرب عالمي لن تجدي الكرة الكويتية حاليا في ظل منظومة الهواة التي تعيشها الكرة الكويتية، لذلك يفضل مدرب معاصر للوضع على أرض الواقع، ونجح في الإبداع سواء وطنيا أو أجنبيا، بمعنى أن المدرب المحترف لا يتفهم كيف للاعب كرة أن يذهب لعمله ثم يعود للقيلولة، وبعدها يأتي ليتدرب ويخوض المباريات، وإذا كان ولابد من مدرب عالمي فيجب ان يكون هناك مدرب وطني جيد بجواره ليستطيع التأقلم سريعا مع المنتخب.

● من ترشح من الساحة حاليا لقيادة الأزرق؟

- هناك أكثر من مدرب استطاع فرض اسمه مؤخرا على الساحة، من بينهم مدربو الكويت الروماني إيوان مارين، والعربي البرتغالي روماو، والجهراء سيلفا، كما أن عبدالعزيز حمادة، ومحمد دهليس وغيرهما من المدربين الوطنيين خامات جيدة لابد أن تأخذ فرصتها في الفترة المقبلة.

● أين محمد إبراهيم من الأسماء المطروحة لقيادة الأزرق؟

- تدريب الأزرق شرف يتمناه أي مدرب وأنا من بينهم، لكني طوال مسيرتي التدريبية لم أعرض نفسي في يوم لتولي منصب القيادة الفنية للأزرق، بل في كثير من المرات التي حظيت بشرف تدريب الأزرق كنت أرشح مدربين لخلافتي، وهو ما حدث مع مدرب المنتخب السابق الصربي غوران.

وأتذكر أنه في آخر مرة استملت فيها مهمة المنتخب كان هناك تصميم من رئيس اللجنة الانتقالية وقتها الشيخ أحمد الفهد على استمراري، ووقتها جلست مع نائب رئيس الهيئة العامة للشباب والرياضة حمود فليطح للاتفاق على كل البنود، لكني كنت مرتبطا بعقد مع القادسية، وفضلت العودة لاستكمال مهمتي مع الأصفر.

● هناك أنباء عن مفاوضات اتحاد القدم معك لقيادة الأزرق خلال الفترة المقبلة؟

- لم يفاوضني أحد لقيادة الأزرق، ولا علم لي بالمعلومة التي ذكرها الأخ أبو يوسف خالد الحربان عن احتمال اسناد مهمة الأزرق في القريب لمحمد إبراهيم.

● هل أنت نادم على ترشيحك لغوران لتولي الأزرق؟

- غوران اجتهد وقاد المنتخب نحو أكثر من بطولة، وتقييمه لن يجدي في الوقت الحالي كونه لن يستمر، أما بخصوص ترشيحي له فهو في هذا الوقت كان الأجدر والأنسب، حيث كانت فترة انتقالية أرادها اتحاد الكرة أن تكون أربع سنوات.

● كيف تقيم اللاعب الكويتي من خلال مشوار طويل في الملاعب؟

- أين الدافع للاعب الكويتي لكي يبدع، نعم اللاعب خامة جيدة يستطيع أن ينتج إذا توافرت له عوامل النجاح، لكن الوضع الحالي محبط، فكيف للاعب أكبر مكافأة يتقاضاها 1000 دينار إذا حقق بطولة كأس سمو الأمير، في حين لا تتجاوز مكافآته طوال الموسم عشر ما يتقاضاه أصغر لاعب محترف في اي دولة مجاورة؟

وأعتقد أن المكافآت التي يحصل عليها اللاعبون من رؤساء الأندية أمثال فواز الحساوي ومرزوق الغانم وجمال الكاظمي، ومن قبلهم الشيخ طلال الفهد وغيره، هي الوقود الحقيقي لاستمرار الكرة في الكويت حتى الآن.

● من أبرز اللاعبين هذا الموسم؟

- المكسب الحقيقي هذا الموسم في جميع الأندية هم صغار السن، امثال شريدة الشريدة وسامي الصانع في الكويت، وسيف الحشان وخالد إبراهيم وسلطان العنزي ومحمد الفهد في القادسية، كذلك لفت نظري في المباراة الأخيرة اللاعب فيصل زايد، فهو مراوغ جيد ولديه حلول رائعة، اضافة لعبدالله البريكي من الكويت، خصوصا في المباريات الأخيرة، وأيضا نواف المطيري في القادسية.

بطاقة شخصية

محمد إبراهيم

تاريخ الميلاد: 7 فبراير 1962

المهنة: مدرب كرة قدم

الحالة الاجتماعية: متزوج ولديه ستة أبناء نواف وخالد وأحمد وزينب وفاطمة وعبدالله.

عقد حتى 2050

رد إبراهيم عن سؤال حول مدة وقيمة عقده مع القادسية، قائلا إنه مرتبط بعقد حتى 2050 مع النادي، في دلالة على أن العلاقة بينه وبين القادسية لا تحتاج إلى تعاقد، وحول القيمة المادية قال إنها مرضية له رغم أنها تخلو من المميزات الكثيرة التي يحصل عليها المدرب الأجنبي، والتي يرى أنه ليس في حاجة لها، هذا ويمتد عقد إبراهيم الرسمي مع القادسية حتى نهاية الموسم المقبل.

موعد الطبيب فات

أكد إبراهيم أنه لم يتمكن من زيارة الطبيب المعالج لعينيه خلال الفترة الماضية، رغم تواجده في الكويت مؤخرا، بسبب ارتباطات القادسية الكثيرة منذ توليه المهمة، مضيفا أنه سيسافر الى لندن لمراجعة الطبيب في مدة أقصاها الأسبوع المقبل.

عائلة رياضية جداً

تطرق إبراهيم الى علاقة أسرته بالرياضة، قائلا انه لا ينكر فضل أسرته لاسيما زوجته في مساعدته على التفرغ للعمل في مجال التدريب الصعب، مضيفا أن زوجته وبنتيه زينب وفاطمة رغم بعدهم عن ممارسة أي نوع من الرياضة فإنهم يتفهمون طبيعة عمله كمدرب محترف، مؤكدا أنه يقضي أجمل أوقاته بعيدا عن الكرة مع أبنائه الصغار عبدالله والملقب بسفيولا، وفاطمة وزينب.

جميل الحساوي

أثنى إبراهيم على رئيس نادي القادسية السابق رئيس نادي نوتنغهام فورست الحالي فواز الحساوي، قائلا: "لا استطيع نسيان جميل الحساوي في يوم من الأيام، حيث إنه أهل للخير بكل أنواعه هو وأهله"، مضيفا أنه لن ينسى جلسات الود التي جمعته مع والد الحساوي وأسرته على مائدة طعام واحدة، وأيضا لن ينسى ذكريات السفر التي جمعته مع الحساوي، واكتشف خلالها نقاء هذا الرجل الذي لن يجزيه حقه مهما قال.

خالد إلى نوتنغهام

رغم حرص إبراهيم على الابتعاد عن الإشادة بولديه خالد وأحمد، واعتبارهما آخر أولاده في القادسية، فإنه وبعد إلحاح قال إن "خالد وأحمد سيكون لهما شأن كبير في دفاعات الأزرق في الفترة المقبلة، بل سيكونا من علامات الخليج دون مبالغة"، كاشفا أن خالد يعتزم بعد إنهاء دراسته الالتحاق بنوتنغهام فورست الانكليزي، بعد أن تحدث معه رئيس النادي فواز

الحساوي عن إمكانية ذلك.

back to top