تاتا نانو... أرخص سيارة في العالم
يقول المثل القديم إن الشخص لا يمكن أن يكون ثرياً جداً أو نحيفاً جداً. وفي ضوء تجربة تاتا موتورز المخيبة للآمال في سيارة نانو التي طرحتها بقيمة 2000 دولار بقدر هائل من الصخب الإعلامي في سنة 2008، كان من الواضح أن تكون هي السيارة الرخيصة جدا- على الأقل بالنسبة إلى المستهلكين الذين لا يكترثون بالمظاهر. وقد أثار راتان تاتا الذي كان رئيساً لمجموعة تاتا الأم ضجة قبل عقد من الزمن عندما أمر بإنتاج «سيارة الشعب» التي ستروق للعائلات الهندية التي كانت قادرة فقط على التنقل بدراجات سكوتر البخارية. غير أن تاتا موتورز باعت 229.157 من سيارات نانو فقط منذ بدء تسليمها في سنة 2009، كما أن مبيعات شهر مارس تراجعت بنسبة 86 في المئة عن أرقام سنة خلت.ويصر مدير «تاتا» كارل سليم على أن الشركة لن تتوقف عن انتاج السيارة الصغيرة المصنوعة على شكل بيضة، وستدخل عما قريب تحسينات في موديلها، ما يعني جعل سعرها يقارب السيارات المنافسة في نهاية الأمر. ويقول سليم إن سيارة نانو «لم تتبلور مع أحد»، وسائق السكوتر لم ينجذب، لأن الآخرين لم يظنوا أنني أشتري سيارة، بل أشتري شيئاً بين سيارة وعربة ذات عجلتين، وأي شخص كانت لديه سيارة لم يود شراءها، لأن المفترض أن تكون بديلاً لعربة ذات عجلتين».
زيادة المبيعاتويشير سليم إلى بيكسل، وهي مركبة صنعت وفقاً لفكرة نانو والتي عرضتها «تاتا» لأول مرة في سنة 2011، على شكل مثل لكيفية تطور الماركة. وتأخذ السيارة ذات الباب الخلفي هيكل نانو مع إضافة أبواب مبتكرة تفتح الى الأعلى وليس الى الجانب وناقل اوتوماتيكي ومحرك ديزل، ويقول هاريثا سارانغا وهو بروفسور لدى المعهد الهندي للادارة في بنغالور إن «خلق تنويعات لن يساعد على زيادة المبيعات، ومن المهم تغيير الصورة الحالية لسيارة نانو كسيارة رخيصة».ومع هبوط مبيعات نانو بشدة انخفضت مبيعات سيارات ركاب تاتا بنسبة 15 في المئة في السنة المنتهية في 31 مارس الماضي، حتى مع ارتفاع مبيعات الصناعة بنسبة 2.2 في المئة، وذلك وفقاً لجمعية مصنعي السيارات الهندية. وبالنسبة الى السنة حتى شهر مارس هبطت مبيعات نانو 28 في المئة لتصل الى 53848 سيارة. وعندما تصور راتان تاتا سيارة الشعب في سنة 2003 وبعد رؤيته لعائلة كاملة تستخدم السكوتر حدد سعراً مستهدفاً بلغ 100000 روبية وهو يزيد قليلاً عن 2000 دولار في حينه، ثم ارتفع الى 142000 روبية (2600 دولار) للموديل العادي وما يصل الى 200000 روبية للموديل المشتمل على تكييف هواء ونوافذ كهربائية. واليوم يحتمل أن يكون مشتري نانو من الأثرياء الهنود وليس من عائلات تتقدم من دراجة ذات عجلتين.ويقول سليم «الناس يشترون النانو لأمهاتهم وآبائهم وأطفالهم كسيارة ثانية، وذلك جيد في الواقع، لأنه يسمح لنا بعمل المزيد بشكل يفوق صنع السيارة بسعر منخفض».اجتذاب مستهلكينويقول اوميش كارن، وهو محلل لدى بريكس سيكيوريتز في مومباي إن على تاتا تغيير الأجزاء الداخلية والخارجية لسيارة نانو واضافة جوانب مثل الباور ستيرينغ من أجل منافسة سيارات من ماروتي وهيونداي موتور. وسيتطلب ذلك رفع السعر الى حوالي 250000 روبية، أي مستوى سيارات الفتحة الخلفية المنافسة. وبدلاً من البيع بحسب السعر فقط، يضيف، يجب أن تكون نانو سيارة «أكثر طموحا». ورغم ذلك لاتزال الشركة الصانعة تركز على الجوانب المالية، وفي محاولة لاجتذاب مستهلكين لا يرغبون في أخذ قروض مصرفية بدأت تاتا في شهر مارس بتقبل بطاقات ائتمان لتسديد دفعات سيارة نانو.* (بزنس ويك)