«يسلم فمك»... يا وزير التربية

صرح وزير التربية والتعليم العالي د. نايف الحجرف قبل أيام قليلة خلال لقاء موسع له مع كبار القيادات في وزارة التربية، إضافة إلى الطلبة وأولياء الأمور، بأن النظام التعليمي في الكويت قاصر، وأن الثقة في وزارة التربية مفقودة، كما أضاف الوزير أنه لا يوجد قصور من الطلاب والطالبات بل إن القصور يكمن في نظامنا التعليمي الذي عجز عن محاكاة احتياجات ومستويات الطلبة، وأكد أيضاً أن المناهج الحالية بحاجة إلى تغيير، نظراً لقدمها وعدم مواكبتها للتطور العالمي.

حقيقة إنني أود في هذا المقال أن أسجل شكري وتقديري البالغين للدكتور نايف الحجرف على صراحته واعترافه بالخلل في النظام التعليمي في الكويت، وتلك هي صراحة وشفافية لم نعهدها من الوزراء من قبل، فقد تعودنا أن نسمع من الوزراء المدح و"الترفيع" لوزاراتهم، وأن جميع الأمور "زينة" ولا توجد أي مشاكل، بينما الواقع يشهد نقيض كلامهم تماماً.

لذلك فإن حديث وزير التربية هذا واعترافه بمكمن الخلل في وزارته جرأة يستحق الثناء عليها، بل إنها في نفس الوقت تعتبر الخطوة الأولى والأساسية لحل مشاكل التعليم في الكويت، فلا شك أن أولى خطوات حل أي مشكلة الاعتراف بوجودها، وهو ما يتضح من خلال حديث وزير التربية مع كبار المسؤولين في وزارته، وهذا الاعتراف من الوزير سيتبعه بإذن الله حلول للمشاكل التربوية التي تحدث عنها الوزير، وأنا متفائل حقاً بهذا الوزير وأتأمل خيراً بمستقبل مشرق للتعليم في الكويت.

إن ما ينقص الكويت اليوم فعلاً الصراحة والشفافية من الوزراء واعترافهم أمام الشعب بمكامن الخلل في وزاراتهم، حتى يسعوا إلى إيجاد حلول لها، لا أن يطلق الوزراء تصاريح أشبه ما تكون بالأحلام الوردية التي تبعد عن الواقع الحقيقي كبعد "العبدلي عن خط وفرة".