انظر إلى حواليك بغضب

نشر في 06-03-2013
آخر تحديث 06-03-2013 | 00:01
 زاهر الغافري • لا أمتلك أرضاً ولا بيتاً، أرضي وبيتي في الماء العميق.

• من الآن فصاعداً، لكي تحترمَ السينما نفسها عليها أن تصنع أقماراً.

• أجمل ما في السينما الصامتة، التدرب على المشي.

• لكلِ شيء ثمن. لكي تكون سينمائياً عليكَ أن تُميتَ فكرة المسرح في داخلك.

• كلُ يدٍ تخرجُ عارية، فكرةٌ صائبة.

• على المرء ألا يعتاد على شيء. العادةُ عبوديةٌ ملطّفة.

• زينون الأيلي هرب من النار والماء، كل على حدة، لكنه اختارهما معاً.

• ما من تجربة عميقة إلا والحريةُ ابنتها المجرّبة.

• لو كانت الموهبة وحدها هي المقياس لسقط كثيرون، وهذا ينبغي أن يحدث.

• إذا كنتَ حزيناً ومفلساً ودخلتَ الحانةَ، انظرْ إلى حواليك بغضب.

• إنسان العصر الحديث حائرٌ بمعنى الكلمة، لكي يحيا عليه أن يموتَ أولاً.

• يا ناصعة البياض خذي قليلاً من سواد روحي.

• الصوت العالي مصيرهُ فضاءٌ غير محدود، غير أن الموسيقى مصيرها الصمت.

• أجل أحبُّ النوافذ من خلالها سأراكِ ثانيةً على عتبة الباب.

• تحت الثلاثين يهجركَ الملاك، وفوق الأربعين يعود ليصغيَ إلى نبضات قلبك، يا لها من قسوة!

• في نيويورك استمتعتُ بموسيقى الجاز والبلووز كما لو كنتُ أصعدُ جبل موتي.

• ما من إشاعة إلاّ بمنديل أبيض، دليلُ البراءة الخرقاء.

• العزلةُ أن تكون وحيداً مع كثيرين ومع ذلك تُحس بالملل.

• يا زوجتي، يا حبيبتي، يا هلاك عيني، مصباحك يشعُّ وأنا نائم.  

• صوموئيل بيكت: سكرتير العدم بامتياز. وجه يشبه الطائر. صامت إلى حد القسوة. في انتظار جودو أشبه بانتظار الأم. تمر الغيوم على رأسه مثقلة بالكلمات أولاً، وعندما تنقشع يصحو ليكتشف انه أخرس، هنا تبدأ اللعثمة فيكتب البياض. التأمل في الوجود، عجزٌ عن القول.

• سيوران: لم يطق نفسه، استوعب العدم فانفجر ضاحكاً لأن الكآبة كانت أقوى مما يَحْتمِل. تشبث بحزام الشك حتى قتله. كان أكبر من الفلسفة ذاتها. أعاد للكتابة صفاء الشذرات منذ الإغريق حتى الرومانسيين الألمان.

• الجنرال خلع بزته وغادر الساحة. وقبل أن تناديه نجمة الايروس بضوء المرأة عبر القارات الخمس قال لجنوده: أيها الأغبياء الحياة ليست ساحة حرب. عرف قبل الجميع كيف تتمايل المرأة على أنغام الجاز.

• أبو حيان التوحيدي: أحرق روحه أولاً ثم الكتاب، وعندما اكتشف انه غريب عاد يكتب للغرباء، أصحو، من منامي لأرى أطياف هؤلاء «أبي العلاء المعري والمتنبي، وطه حسين، وأم كلثوم» وحدهم يتجولون في الصحراء.

• كافكا: وصف كافكا على الدوام بأنه بالغرابة لكنه كان كائناً استرخائياً، يرى الأحلام والكوابيس بأذنيه الكبيرتين، فضيحته انه فضح العالم وبفضله انفتحت أبواب القلعة وأُغلقت شركات التأمين بالشمع الأحمر، رسائله الطويلة أيقظت طفولة الأب، والإنسان صار حشرة وكابوسه التهم القرن العشرين بكامله.

• أنطونين آرتو: لم يكن آرتو مريضاً حقيقياً، لكنه كان يلبس الأقنعة، بديله يصحو من السرير لكي يصرخ: أنا امبراطور روما، وامبراطور النحو، لقد انتحروه، وهو ينحني أمام آله الحب والجنون.

back to top