بروس كامبل يدعو المعجبين ألا يحكموا مسبقاً على Evil Dead

نشر في 22-04-2013 | 00:01
آخر تحديث 22-04-2013 | 00:01
ما زال فيدي ألفاريز يتذكر المرة الأولى التي شاهد فيها فيلم The Evil dead. كان المخرج جالساً داخل موقع التحرير القاتم في سانتا مونيكا يضع اللمسات الأخيرة على نسخته الخاصة من فيلم الرعب الذي صدر للمرة الأولى عام 1981.
يتذكر المخرج فيدي ألفاريز، الذي وُلد في الأوروغواي، أنه دخل وصديقه حين كان في الثانية عشرة من عمره إلى متجر لتأجير أشرطة الفيديو قرب منزله في مونتيفيديو، وطلب من الموظف أن ينصحهما بفيلم مخيف جدّاً.

يروي ألفاريز: «كنا قد سئمنا من Nightmares on Elm Street وFriday the 13th. فقلنا للموظف: لقد شاهدنا أفلام الرعب كافة، أعطنا فيلماً مخيفاً حقّاً. أتذكر أنه راح يتلفت من حول ومن ثم أجابنا: خذا هذا. هيا، وارحلا بسرعة}.

بعد أكثر من 30 سنة على إطلاقه، ما زال The Evil Dead أحد أبرز الأفلام التي تخطت المقبول. فقد أطلق فيلم الرعب المنخفض الميزانية هذا إحدى سلسلات أفلام الرعب الأغرب في عالم السينما. كذلك أعطى زخماً كبيراً لمسيرة مخرج شاب من ميشيغان يُدعى سام رايمي.

تدور الأحداث حول مجموعة من الشبان تكتشف في كوخ كتاباً قديماً يحتوي على مقاطع لإعادة إحياء شياطين. عندما يقرأون مقطعاً من الكتاب، تنفتح أبواب جهنم في الغابة. وما هي إلا فترة وجيزة حتى تبدأ الأطراف بالتطاير ويندفع دفق من السوائل اللزجة، ويتعرض بروس كامبل، الذي يؤدي دور البطل المحاصر آش، لضرب مبرح.

طاقة غريبة

تتمتع ثلاثية رايمي (The Evil Dead عام 1981، Evil Dead II عام 1987، و Army of Darkness عام 1992) بطاقة غريبة قوية، فتطورات قصصها غير متوقعة ولا حدود لما قد تراه (أعين تطير، مصابيح تضحك، انعكاسات تتكلم، ويُسحب آش في الزمن إلى الوراء). لذلك حظيت السلسلة بشغف وإخلاص مماثلَين لما اعتدنا رؤيتهما في مؤتمرات Star Trek.

تهافت محبو السلسلة على ألعاب فيديو Evil dead، دماها وتذكاراتها، فضلاً عن نسخ لا تعدّ من الأفلام على أقراص DVD وBlu-ray. كذلك أُعدّت من القصة مسرحية Evil Dead الموسيقية التي عُرضت فترة طويلة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة وكندا، بالإضافة إلى كوريا الجنوبية واليابان.

رغم ذلك، لم ترق فكرة إعداد فيلم جديد من سلسلة Evil Dead لا يتولى رايمي إخراجه ولا يؤدي فيه كامبل دور البطل للمعجبين الذين راودتهم شكوك كثيرة. هنا قرر كامبل، الذي أنتج فيلم Dead Evil الجديد بالتعاون مع رايمي وشريكهما روب تابرت، التدخل. فأوكلت إليه مهمة إقناع أنصار رايمي وحملهم على مشاهدة الفيلم.

راح كامبل يتحدث عن ردود الفعل التي واجهها المشروع على تويتر، وهو جالس إلى جانب ألفاريز: {كثرت في البداية عبارات الرفض والاستهجان. لكني ظللت أردد ألا داعي للتذمر، حتى يحين موعد التذمر. ونصحتهم بمشاهدة الفيلم قبل أن يحكموا عليه}.

لا يدرك كثيرون ممن يدخلون صالة السينما لمشاهدة Evil Dead أنه جزء من سلسلة. نظراً إلى هذا الواقع، قرر ألفاريز البدء من الصفر، على أمل التوصل إلى مقاربة جديدة مبتكرة إلى القصة الرئيسة نفسها، محافظاً في الوقت عينه على الصفات التي توحي بالخوف والتي ميزت الأجزاء الأولى من دون أن يلجأ إلى التكرار.

قرر ألفاريز استغلال مخاوف الحياة الحقيقية: أربعة أصدقاء (شيلوه فرنانديز، لو تايلور، جيسيكا لوكاس، وإليزابيث بلاكمور) يتوجهون إلى كوخ لمساعدة صديقتهم (جاين ليفي) على الإقلاع عن إدمانها الهيروين. تبدو الأجواء متوترة حتى قبل أن يُكتشف الكتاب ويُقرأ محتواه. عندما تدرك المجموعة أن ميا (ليفي)، التي تعاني عوارض الانقطاع عن الهيروين، محقة في إصرارها على الهرب، يكون الأمل بالفرار قد تضاءل.

يذكر ألفاريز: {حاولنا تصوير فيلم مخيف جدّاً بالاستناد إلى أساس القصة، قبل أن نلجأ إلى العامل فوق الطبيعي. فمنذ البداية يبدو الجو مخيفاً: ثمة فتاة مدمنة على الهيروين تريد الإقلاع عنه. فتعرب عن استعدادها لحبس نفسها في كوخ والتوقف عن تعاطيه فجأة، ما يُقال إنه الطريقة الأكثر فاعلية للتوقف عن تعاطي الهيروين. فتجن طوال ثلاثة أيام. ويُقال إن هذا أسوأ كابوس قد تعيشه}.

أخرج ألفاريز (34 سنة) أفلاماً موسيقية وقصيرة في الأوروغواي قبل أن يأتي إلى هوليوود ليعقد اجتماعات مع عدد من المديرين عام 2009، بعد مرور أسبوع على نشره على شبكة الإنترنت فيلمه القصير Panic Attack!k!عن قوات آلية عملاقة غازية.

طرق مبتكرة

لفت الفيلم، ومدته خمس دقائق، انتباه رايمي الذي بدأ يتفاوض مع ألفاريز بشأن مشروع ينفذانه معاً. فاقترح المخرج المخضرم على الوافد الجديد أن يطلع على أولى أفلامه. أخبر رايمي صحيفة {لوس أنجليس تايمز} في مطلع السنة: {شعرت في الحال أنه راوٍ ممتاز، حاد الذكاء، مرح، وصادق، وأنه يريد حقّاً إمتاع الجمهور بطرق مبتكرة. كانت هذه المرة الأولى في حياتي التي أشعر فيها أنه الرجل المناسب للمهمة ما إن التقيت به}.

وضع ألفاريز نص Evil Dead بالتعاون مع صديقه القديم رودو سياغيس. وتولت ديابلو كودي، الحائزة جائزة أوسكار عن نصها لفيلم جونو، تعديل الحوار لأن الإسبانية هي لغة ألفاريز وسياغيس الأم. صُوِّر الفيلم خارج أوكلاند في نيوزيلند طوال 70 يوماً، مركزاً على تأثيرات مساحيق التجميل بدل الاعتماد على الكومبيوتر، والعبارات التي لا تموت بدل الإشارات العصرية.

يوضح ألفاريز: {لا يمكنك أن تحدد في أي حقبة تاريخية تدور الأحداث. فما من هواتف خلوية، خصوصاً أن الناس يدركون أن ما من إرسال في الغابة، فما الداعي لحمل هاتف خلوي إلى الكوخ؟ حتى السيارات التي اخترناها كلاسيكية}. (ستبدو سيارة أولدسموبيل من طراز عام 1973 مألوفة لبعض المشاهدين).

علاوة على ذلك، لا أحد من الممثلين يؤدي دور آش. يقول كامبل: {سررنا لأن فيدي قرر أن يلغي شخصية آش. فلا يحتوي الجزء الأخير على أي من الشخصيات الأصلية. نريد أن يكون الفيلم نسخة منفصلة. فلا أود أن أُرغم بعض زملائي الممثلين على أمر مماثل، طالباً منهم أداء دور مثلته أنا قبل ثلاثين سنة}.

كلمات وبندقية

تقبّل كامبل، رغم مسيرته الطويلة في عالم السينما، واقع أنه سيبقى في بعض الأوساط مرتبطاً بتلك الشخصية: شاب عادي خائف يتحوّل إلى بطل قاسي القلب يقضي على الشيطان ببضع كلمات وبندقية كبيرة.

لا يظن كامبل أنه سيحمل البندقية مجدداً ليؤدي دور آش، مع أنه لا يستبعد تماماً عودته. لكن شهرته المستمرة أتاحت له الترويج للجزء الجديد من فيلم Evil Dead. أمضى الممثل فترات طويل في التنقل، مشاركاً في مؤتمرات واحتفالات ليحض الناس على مشاهدة الفيلم. ومن بين أبطال أفلام الرعب، ما كان ألفاريز ليحظى بممثل أفضل.

أخبر كامبل الحشد الذي ملأ الصالة في دار سينما بارامونت في أستن في تكساس، حيث بدأ عرض الفيلم ضمن إطار مهرجان South by Southwest السينمائي الشهر الماضي: {تشكّل هذه بداية جديدة. وآمل ذات يوم أن تقصدوا دور السينما لتشاهدوا الأجزاء الثلاثة الأولى ومن ثم الأجزاء الثلاثة الجديدة وتستمتعوا بها كلها}. أضاف كامبل: {أعتقد أن البعض قلق ويظن أننا نتلف الفيلم الأصلي Evil Dead. سيبقى ذلك الفيلم متوافراً للجميع... إلا أن هذا فيلم جديد}.

back to top