اكتشاف النغم

نشر في 13-07-2013 | 00:01
آخر تحديث 13-07-2013 | 00:01
 ما إن انطلقت والدة الشيخ سيد لتوزيع {الشربات} على الحي بأكمله، احتفالاً بحفظ ابنها القرآن الكريم، حتى عم المكان السكون فجأة، وراحت الإذاعة المصرية الرسمية والإذاعات الخاصة تبث آيات من الذكر الحكيم، فقد مات ملك البلاد أحمد فؤاد. لم يلبث الأخير كثيراً بعد وزارة توفيق نسيم حتى تدهورت حالته الصحية ووافته المنية في 28 أبريل عام 1936، وخلفه على العرش ابنه الوحيد فاروق من زوجته نازلي.

والحقيقة التي لا جدال فيها أن الشعب المصري كره الملك أحمد فؤاد آنذاك، وكان بالنسبة إليه رمزاً للتسلط والدكتاتورية وعدواً للدستور والحياة النيابية الديمقراطية وأحد أذناب الاحتلال البريطاني الذي لا يريد لمصر استقلالاً ولا حرية، وعلى رغم ذلك فقد كانت له رؤية لتحديث مصر على المستويات الأخرى. في عهده ظهرت مشاريع كان لها أكبر الأثر في تطور مصر الاقتصادي والثقافي، منها إنشاء بنك مصر، وبنك التسليف الزراعي، ومصر للطيران، والإذاعة المصرية، ومعهد الفن والتمثيل، فهو الذي وقع على مرسوم إنشاء بنك مصر، وعلى رغم معرفته أن فرض المشروع محاربة نفوذ الإنكليز الاقتصادي في المحروسة.

ذلك كله لم يشفع له لدى المصريين، فعمت السعادة البلاد، ما جعل والدة الشيخ سيد تصر على توزيع {الشربات} حتى لو كلفها ذلك حياتها.

تفاؤل شعبي

تٌوفي الملك أحمد فؤاد في 28 أبريل 1936، وكان ابنه فاروق في ذلك الوقت خارج مصر يتلقى تعليمه في إنكلترا، فما لبث أن عاد الابن ليخلف أباه على عرش مصر، ويكون أول حاكم يحكم مصر منذ محمد علي بناء على الدستور المصري وليس بناء على فرمان عثماني أو قرار بريطاني. لكن هذا لا يعني أن ما نص عليه الدستور لم يتم بالاتفاق مع دار المندوب السامي البريطاني في مصر.

لم يمكث فاروق في إنكلترا إلا ستة أشهر، فلم تتح له الفرصة لإكمال تعليمه سواء في إنكلترا أو في مصر، ليعود إلى مصر في 6 مايو 1936 وينزل في قصر رأس التين، ثم يستقل القطار إلى القاهرة.

كان شعب مصر في قمة التفاؤل والفرحة لتولي فاروق عرش مصر وزوال حكم الملك فؤاد الدكتاتوري الموالي للإنكليز، والمناهض لكل الحكومات الشعبية التي جاءت في عهده عن طريق الانتخاب مثل حكومة سعد زغلول وحكومة مصطفى النحاس.

تفاءل شعب مصر خيراً بتولي الملك الشاب عرش مصر، واصطفت الجماهير تصفق له وترحب به على طول الطريق من الإسكندرية إلى القاهرة، لدرجة أنهم أقاموا الاحتفالات وعلقوا الزينات وأطلقوا الأغاني عبر الميكروفونات على طول الطريق من الإسكندرية إلى القاهرة، وفي الأحياء الشعبية، خصوصاً حي عابدين الذي يوجد فيه قصر الحكم، حيث تجمع أهالي عابدين كبيرهم وصغيرهم، وبينهم سيد مكاوي ووالده وأشقاؤه ليغني الجميع أغنية {سالمة يا سلامة}التي كتبها بديع خيري بالعامية المصرية، ولحنها وغناها خالد الذكر الشيخ سيد درويش:

سالمة يا سلامة رحنا وجينا بالسلامة

صفر يا وابور واربط عندك.. نزلني في البلد دي

بلا أميركا بلا أوربا مافي شيء أحسن من بلدي

دي المركب اللي بتجيب أحسن من اللي بتودي

يا أسطى بشندي.. سالمة يا سلامة

سلطة ما سلطة كله مكسب حوشنا مال وجينا

شفنا الحرب وشفنا الضرب وشفنا الديناميت بعنينا

ربك واحد عمرك واحد..أدي إحنا رحنا وجينا

إيه خس علينا.. سالمة يا سلامة

صلاة النبي ع الشخص منا فرصة ميه بلا قافية

اللي ف جيبه يفنجر به والبركة في العين والعافية

ح تاخد أيه م الدنيا غير الستر يا شيخ خليها ماشية

دنيا فانية سالمة يا سلامة

دي الغربة ياما بتوري بتخلي الصنايعي بيرطن

مطرح ما يروح المصري برضه طول عمره ذو تفنن

وحياة ربنا المعبود “وي آر فري جود” يا أسطى محمود

قدها وقدود.. وسالمة يا سلامة

لم يعد سيد مكاوي يذهب إلى {الكتاب} بعد ذلك اليوم الذي أعلن فيه شيخه أنه أصبح شيخاً ما يعد وقتها بمثابة شهادة تخرج في الكتَّاب، غير أنه كان عليه أن يذهب يوماً كل أسبوع يعيد عليه بعض أجزاء القرآن كي لا ينسى، غير أنه في الوقت نفسه أيضاً لا ينسى أن يلعب ويستمتع.

تحدي الإعاقة

لم يستطع كف البصر أن يحرم سيد من استمتاعه بالحياة كطفل، والخوض معه في ألعابهم، بما في ذلك الألعاب التي يمكن أن يطلق عليها «ألعاب خطرة» ليس فقط عليه كطفل غير مبصر، بل على من هم في مثل عمره بشكل عام، مثل ركوب ما يطلق عليها «الفوريره» أو «البيسكلته» عندما فاجأ أصدقاءه بهذا الطلب:

= أنت يا ابني مجنون أزاي بس.

* زيك أنت وهو وهو وهو... هي دي عايزه مفهومية.

= لا يا سيد مش عايزه مفهومية... بس عايزه عنين مفتحة.

* طب ما أنا عنيه مفتحه ع الآخر أهو يا قفل. أفتحها أكتر من كدا. دا حتى يبقى حرام.

= ياعم دي مفتوحة ع الفاضي.

* لا يا ناصح دي مفتوحة ع البحري.

= يا سيد دا أنت بتبقى ماشي على رجلك وعايز حد ياخد باله منك... صحيح أنت حافظ الحارة حته حته.. بس برضه ما ينفعش.

* لا ينفع

= طب إزاي؟

* شوفوا بقى.. أنتوا هاتجيبوا «الفوريرة» وتطلعوهالي برضه ع الشارع الكبير.. بس بعيد عن «التروماي».. أحسن أنا سامع أن هزاره تقيل وأنا ماحبش الهزار اللي من النوع دا.

= أيوه يا بني ودا بيهزر مرة واحدة بس بعدها تلاقي نفسك في التربة.

* أعوذ بالله منك يا أخي.. اسمع بس.. هاتحطوا العجلة جنب حجر كبير كدا على جنب.. وتقف أنت على يميني، والواد حسن على شمالي وجمعه يجري قدامي يبعد أي حد ممكن ييجي في سكتي.

رسم لهم سيد الخطة، ونفذها أصدقاؤه بإحكام كما وضعها، وانطلق سيد يسبق الريح، صديقه إبراهيم عن يمينه وحسن عن يساره، وجمعة يجري أمامه، فيما سيد يشعر بأنه، لا يسير فوق الأرض، بل يطير فوق السحاب.

لم يقتنع سيد مكاوي منذ طفولته بأنه كفيف، بل إنه إنسان طبيعي مثله مثل أقرانه، بل ربما يتفوق عليهم بطموحه وتفكيره، فلم يحرم نفسه من الاستمتاع باللعب، غير أن جل وقته كان يمضيه إلى جوار «عم مسعود» بين سماع أغاني كبار المطربين والمطربات، وسماع قصص ونضال بعضهم، ودهشته من إصرارهم على المضي في طريق الموسيقى والغناء، على رغم معاناتهم من هذا الاختيار، وما يسببه لهم من جوع وفقر وعوز، وليس أدل على ذلك ما حدث للموسيقار والمبدع الكبير كامل الخلعي، وكيف انتهت به الحال إلى الموت جوعاً واضطراره إلى أن يعمل «ماسح أحذية» في أخريات حياته ليأكل، قبل أن يتنكر له تلامذته ويتهمه كل من حوله بالجنون.

بينما يستمع سيد إلى جزء من حياة كامل الخلعي، جاء صوت المذياع معلناً عن بث موشح له:

نستمع إلى «موشح يا راعي الظبا» تلحين كامل الخلعي، مقام حجاز، ميزان دارج:

يا راعي الظبا... في حيك غزال

خلته في قبا... مذ بنا وصال

قال لي خذ جبا... وأشربها حلال

ناديت مرحبا... يا بدر الكمال

قل لي يا مصون... ما هذا الدلال

يا حلو المجون... ما آن الوصال

زادت بي شجون... سلوني محال

وحالي أبى... عن غيرك ومال

فكر سيد مكاوي في كل ما سمعه من كامل الخلعي وعنه، وعن سير هؤلاء العظام، ولم تثنه هذه الحكايات المخيفة عن مصائر أهل الفن والموسيقى، بل إنها زادته إصراراً وعزيمة على أن ينهل من هذه المنابع بكثرة الاستماع وملء الذاكرة وتغذيتها، ظنا منه أنه سيتفرغ لذلك ليتخذ لنفسه مسلكاً في هذا الطريق المليء بالأشواك، وليس لديه ما يمنع، خصوصاً بعدما سمع من عم مسعود أن كثيرين ممن حملوا لقب {شيخ} مشوا في نفس الطريق من قبل، لكنه لم يكن يعلم ما تخبئه له الأقدار.

رب الأسرة

كان سيد مكاوي يخطو خطواته الأولى في عامه الحادي عشر، عندما شق صراخ والدته صمت أذنيه معلنة رحيل والده... توفي محمد سيد مكاوي، رحل من دون أن يصل إلى سن الكهولة، تاركا خلفه ستة أطفال في عمر الزهور، كبيرهم كفيف في حاجة لمن يعينه على مصاعب الحياة، ولا يملك أي منهم حرفة أو صنعة، وزوجة لم يكن لديها سلاح من أي نوع يمكن أن تواجه به الدنيا، رحل دون أن يترك لهم ما يعينهم على قسوة الحياة ووحشتها، فماذا هم فاعلون:

* أنت فين يا أمي؟

= أنا هنا يا سيد تعالى أقعد.

* قاعدة ساكته ليه يا أمي.

= هقول إيه بس يا سيد.

* لا إله إلا الله.

= محمد رسول الله... تعرف أني مش شايلة هم حد في أخواتك زيك يا سيد... حتى أخواتك البنات مش خايفه عليهم زيك.

* ليه يا أمي انت مستألياني أوى كدا.. علشان يعني أنا...

= لا يا نظري... ما تقولش كدا. انت أد الدنيا... وطول ما أنا عايشة مش ممكن هاخليك تحتاج حاجة. لا انت ولا أخواتك.

* كنت فاكر أنك معتبراني راجل.

= وسيد الرجالة كمان. دلوقت انت راجلي وسندي.

* أمال ليه معتبراني عيل وعايزه أنت اللي تشتغلي... أنا اللي لازم اشتغل وأكون مكان أبويا الله يرحمه.

= أيوا يا ابني بس هاتشتغل إيه وأنت بحالتك دي.

* هشتغل زي كل اللي في حالتي ما بيشتغلوا.

اتخذ سيد مكاوي قراره بأن يعمل مقرئا، يقوم بقراءة القرآن الكريم في المآتم والليالي الاحتفالية التي تقام احتفالا بنجاح أو «ختان» أو ترقية، حيث جرت العادة في مثل هذه الاحتفالات أن يتم استدعاء منشد وقارئ للقرآن الكريم.

يبدو أن أهالي الحي بأكمله قرروا أن يساندوا الشيخ سيد وبشكل غير معلن، فما إن تحدث مناسبة في الحي تستدعي وجود مقرئ للقرآن، حتى يتم الاستعانة بالشيخ سيد على الفور، حيث بدأ الاستعانة به أولا من باب المساعدة، لعلمهم بأنه هو العائل الوحيد لوالدته وأشقائه الخمسة، لكن سرعان ما تحولت هذه المساعدة إلى طلب حقيقي للشيخ سيد، وتهافت من أهالي الحي على الفوز بوجوده، بعد أن أدهش الجميع بصوته الرخيم، وترتيله وتجويده القرآن.

اهتمام سمعي

وسط انشغالاته الكثيرة، وزيادة الطلب عليه، لم ينس الشيخ سيد مكاوي زيارة عم مسعود بشكل يومي، ليس لشراء الحلوى، بل للجلوس إلى جواره والاستماع إلى الأغاني الصادرة من الجرامفون أو المذياع، لأنه يخجل من أن يجلس في المقهى مثل بقية زبائنه، أولا لحداثة سنه، الأمر الثاني وهو الأهم أنه أصبح قارئاً للقرآن الكريم، ولا يصح أن يجلس في المقهى.

ما إن جلس سيد إلى جوار عم مسعود وقبل أن يبدأ في طرح أسئلته أو البحث عن التفاصيل التي يحرص عليها معرفتها، جاء صوت المذياع:  

من أشعار «الكميت بن زيد الأسدي» نستمع إلى الشيخ إسماعيل سكر في هذه الوصلة:

طَرِبتُ وما شَوقاً إلى البِيضِ أَطرَبُ

ولاَ لَعِبَاً منى وذُو الشَّيبِ يَلعَبُ

ولم يُلهِنِي دارٌ ولا رَسمُ مَنزِلٍ

ولم يَتَطَرَّبنِي بَنانٌ مُخَضَّبُ

وَلكِن إِلى أهلِ الفَضَائِلِ والنُّهَى

وَخَيرِ بَنِي حَوَّاءَ والخَيرُ يُطلَبُ

إلى النَّفَرِ البيضِ الذِينَ بِحُبِّهم

إلى الله فِيمَا نَابَنِي أتَقَرَّبُ

هذه المرة كان الشيخ سيد قد بدأ يفهم معاني كلمات الأغاني والمديح النبوي، ولم يرهق نفسه أو عم مسعود في تفسير معاني كثير من الكلمات، بل ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، ذهب إلى السؤال حول الربط بين قراء القرآن الكريم، وتجويده وترتيله، واتجاه أغلبهم في الوقت نفسه، إلى العمل بالموسيقى والغناء، سواء في شكل المدائح النبوية والإنشاد الديني، أو الغناء الدنيوي الصريح، فقد كان ترتيل القرآن الكريم  وتنوع الأساليب التي شاعت على أيدي رواده فيما عرف بالتجويد أو القراءات، والذي أصبح علماً له قواعده وأصوله، بداية لنشوء مدارس الإنشاد الديني، ثم رافد من روافد الموسيقى العربية أمد العالم الاسلامي في جميع العصور بنوابغ الموسيقى العربية في فروعها المختلفة في التأليف والتلحين والغناء، فبلاغة القرآن الكريم وجمال لفظه وإيقاع جمله معجزة، وقف أساطين العرب أمامها عاجزين مندهشين، بل اعتبروا أن ترتيل القرآن وتجويده نوع من الإلقاء الغنائي، ومن يستمع إلى المرتلين المجيدين يكتشف تفهمهم للمقامات الموسيقية واستعانتهم بها في أدائهم، مؤكدين أن في القرآن إيقاعاً موسيقياً متعدد الأنواع، يتناسق مع الجو، ويؤدي وظيفة أساسية في البيان، إضافة إلى جمعه بين مزايا النثر والشعر من هذه الناحية، وقد أعفى التعبير من قيود القافية الموحدة، فنال بذلك حرية التعبير الكاملة، حيث أكد خبراء اللغة وكبار المقرئين والمنشدين أن القرآن الكريم فيه نوع من الموسيقى الداخلية يلحظ ولا يشرح، واضح في نسيج اللفظة المفردة، وتركيب الجملة الواحدة، ويدرك بحاسة خفية وهبة إلهية.

فقد كانت المدرسة التقليدية لتعليم الموسيقى في مصر هي مدرسة المشايخ الذين يتلون القرآن، ومنها يتعلمون المقامات، ومنها أيضاً يتعلمون إلقاء القصائد والموشحات وارتجال المواويل الدينية الخاصة بالمدائح النبوية، ويعود ذلك إلى النشأة الدينية التي تعد العامل الأساسي وراء تمتع المغنين من الجنسين بالإجادة في نطق اللغة العربية أو التلوين الصوتي، ومن أشهر من ظهر من هؤلاء المشايخ في القرن التاسع عشر الشيخ إسماعيل سكر، الشيخ حسن جابر، الشيخ أبو العلا محمد، الشيخ إبراهيم الفران، الشيخ علي محمود، الشيخ يوسف المنيلاوي، الذي تٌوفي في العام 1901.

لم يكتف الشيخ المنيلاوي بأداء الأغاني الدينية، بل أخذ يغني أغاني عاطفية اختارها من بعض قصائد الغزل المعروفة في الشعر العربي القديم... وظل حتى آخر يوم في حياته يرتدي زي المشايخ، فيما يعتبر مولد المسرح الغنائي العربي الحقيقي في مصر على يد الشيخ أحمد أبو خليل القباني الدمشقي، الشاعر والموسيقي والأديب والممثل، أيضاً ثمة الظاهرة المهمة في تاريخ الغناء العربي المتمثلة في الشيخ سيد درويش الذي ظهر في بداية القرن العشرين شيخا، حيث راح يقلد الشيخ السكندري الشهير الشيخ إسماعيل سكر والذي سلك قبله أيضا طريق الإنشاد الديني والغناء، وهو ما قام به الشيخ سيد درويش، حيث تحول من الغناء الديني إلى الغناء الدنيوي، غير أنه ظل ملتزما بأصول التجويد وأحكام اللغة العربية من مد مقاطعها وقصرها، وفي الضغط واللين على بعضها، مع الاهتمام بمخارج الألفاظ بأحرفها الحلقية والمفخمة.

كذلك الرائد الشيخ سلامة حجازي الذي تربع على عرش الغناء بعد وفاة عبده الحامولي في العام 1901، حيث شارك الشيخ سلامة مع المقرئين والمنشدين في الأذكار،  وكان دوره مساندة المنشدين في أداء الآهات الممتدة أو أداء بعض الأصوات الحادة. حتى إنه عندما بلغ الحادية عشرة من عمره أسند إليه افتتاح حلقات الذكر بتلاوة بعض آيات من القرآن الكريم، ثم عمل مؤذناً في مسجد الأباصيري وكان الناس يترقبون ساعة الآذان ليستمعوا الى هذا الصوت الساحر.

تنصيب شعبي

هذا ما حدث تقريباً، وبتطابق كبير مع الشيخ سيد مكاوي، فما إن ذاع صيته في الحي من خلال تلاوته للقرآن الكريم، حتى اجتمع كبار الحي واتخذوا قرارهم:

- أنت تستحق ذلك يا شيخ سيد... هذه ليست مجاملة.

= شوف يا شيخ سيد... أهالي الحي اختاروك أنك تكون واحد من قارئي القرآن الكريم وخدامه في مسجدنا اللي هنا في الشارع مسجد «أبو طبل»... وكمان أحد الذين يرفعون الآذان في المسجد.

* أنا!!.. يا أسيادي أزاي بس؟!!

- أدها وأدود يا شيخ سيد.

* الله يبارك فيك يا سيدنا... بس دا كتير عليّ... خصوصاً أن المسجد به مشايخي وأسيادي.

= وماله يا شيخ سيد... زيادة الخير اتنين وتلاته... والطمع في كلام الله خير.. وبعدين أهالي الحي هم اللي طلبوا كدا.    

* أيوا بس أنا... أنا.

- بلاش بسبسه... أنت بمشيئة الله سترفع آذان الفجر وآذان العشاء، وتقيم الشعائر، فضلا عن قراءة قرآن ليلة الاثنين. وخيرات الله في المسجد كثيرة.. وسيكون لك نصيب منها إن شاء الله... قلت إيه يا شيخ؟

* وهل بعد قولكم كلام؟ هذا شرف أتمنى أن أستحقه... وأكون عند حسن ظنكم.

البقية في الحلقة المقبلة

back to top