الثلاثي جبران: لا نحمل إلا العود سلاحاً لا يقتل إلا حباً

نشر في 06-10-2013 | 00:01
آخر تحديث 06-10-2013 | 00:01
أكدوا أن حفلهم هو الأول في الكويت ولن يكون الأخير
ثلاثة عازفين على العود، يجوبون العالم سيراً على سلمهم الموسيقي الخاص، ويقدمون على المسارح، التي تكتظ بعشاقهم، وجعاً فلسطينياً، أكثر جمالاً، وأقل لوعة مما يعكسه واقع الاحتلال هناك. كسروا بموسيقاهم التي وصلت للعالمية جميع الحواجز التي لطالما عهدوها في أرضهم، وصار هوسهم هو «كيف نخرج من ضغط الهوية على الثقافة»، سمير وسام وعدنان جاؤوا إلى الكويت في زيارتهم الأولى، مثقلين بالهم الوطني الفلسطيني، ولبوا نداء الأيادي البيضاء في الكويت، لجعل حفلهم داعماً لمشاريع فلسطينية، بكل حب وامتنان.
أقامت لجنة «كويتيون لأجل القدس»، وهي لجنة مشتركة بين جمعية الخريجين والجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية، حفلها الخيري السنوي «نستحق الحياة»، الذي أحيته الفرقة الفلسطينية العالمية «الثلاثي جبران» لأول مرة في الكويت، بهدف دعم ثلاثة مشاريع فلسطينية هي: برنامج الطالب الجامعي الفلسطيني، وعيوني، وهو عيادة متنقلة للعيون في فلسطين، ومكافحة انتشار المخدرات بين الشباب الفلسطيني في القدس.

وقبل بدء الحفل وفي قاعة الاستقبال التي ضجت بالحضور الكثيف غير المتوقع من المهتمين في الكويت وكل الجاليات العربية المقيمة فيها، قدم المعرض المرافق للحفل عددا من اللوحات الفنية لفنانين كويتيين، عرضوا أعمالهم لصالح دعم المشاريع الثلاثة، وقال الاخ الأكبر سمير: «لا نحمل سوى هذه الآلة كسلاح، وهذا السلاح لا يقتل إلا حبا».

وبدأ الحفل بفيلم قصير عن لجنة كويتيون لأجل القدس، تناول قصة كفاح اللجنة في توثيق أواصر التعاون والمحبة بين البلدين، والمشاريع التنموية والخيرية التي ساهمت بشكل كبير في دعم الفلسطينيين في مختلف القطاعات التعليمية والاجتماعية والصحية والتنموية.

سفر موسيقي

أول مقطوعات الثلاثي جبران استهلت الحفل، بمرافقة عازف الإيقاع الفلسطيني يوسف حبيش، واستطاع خلالها الفريق الصعود على دفة القيادة خلال رحلة السفر التي عاشها الجمهور مع موسيقاهم، ليكتشف الجمهور الذي يستمع إلى الثلاثي جبران دون أن يراهم، أن واقعهم أشد وقعا على المسرح.

وبعدها رحب سمير، الأخ الأكبر، وأقدم أعضاء الفرقة، بالحضور، متمنيا أن يخرج مع جمهوره من هذه الأمسية بالكثير من الأمل والتفاؤل، مضيفا: «قد تكون هذه الزيارة هي الأولى لنا في هذا البلد الحبيب، لكنها ليست الأخيرة، لم نأت إلى هنا لنقيم حفلا بكائيا، الموسيقى في الثلاثي جبران ليس لها طابع الضحية كما علمنا محمود درويش، لا نريد أن نكون أبطالا وأن نكون ضحايا أكثر، كل ما في الأمر أننا نريد أن نكون بشرا كسائر البشر». وقدم جبران جزيل الشكر للقائمين على هذه الأمسية على هذه الدعوة «التي نلبيها بكل حب وشجن»، مضيفا: «نحن من عائلة مجنونة بالموسيقى، الوالد والوالدة منشدان في فرقة موشحات، وكبرنا ونحن نرى هذه الآلة الأخ الأكبر لنا، تجولنا في جميع أنحاء العالم، ولا نحمل سوى هذه الآلة كسلاح، وهذا السلاح لا يقتل إلا حبا».

وتابع: «سنبقى دوما نحمل القضية على أكتافنا، وسنبقى دائما نحمل الهم الثقافي بين أناملنا، لأنه ليس من السهل أن تكون موسيقيا من فلسطين، هناك دائما ذلك الضغط من الهوية على الثقافة، ودائما أنا واخوتي نبحث خلال سفرنا في مختلف أنحاء العالم عن أسرار ومفاتيح الخروج من ذلك الضغط احيانا، من ضغط الهوية على الثقافة، لأننا إذا تحررنا كأفراد نستطيع أن نساهم بشكل أكبر في تحرير فلسطين كأرض».

أمسيات شعرية

وزاد سمير: «اليوم سنقدم موسيقى من جميع البومات الثلاثي جبران، سنحتفي اليوم أيضا بالحبيب محمود درويش الذي اشتقنا إليه، والذي شاركناه الكثير من الحفلات والأمسيات الشعرية قبل وفاته».

وخاطب جبران جمهوره: «أطلب منكم ألا تثيروا خوفنا بصمتكم، صفقوا ابكوا وافرحوا حين تشعرون بذلك، نحن نقدم صبغة من الثقافة، لكن الثقافة لا تخيف، لأننا نؤمن بأن العمل الثقافي دون المتعة ليس عملا ثقافيا».

ثم قدمت الفرقة مقطوعتها الثانية شجن من ألبوم مجاز، ليعود بعدها الأخ الأكبر سمير للحديث مع جمهوره عن ألبومه القادم، موضحا أنهم كفريق كانت لهم عادة وسيظلون عليها، وهي إطلاق كل ألبوم جديد لهم في فلسطين، متابعا: «مع كل النجاح الذي قدمناه على مسارح العالم مازال لدينا شعور بأن فلسطين هي المختبر لمصداقية جينات الموسيقى، ما ينجح في فلسطين يمكنه أن ينجح عالميا».

ولم تخل أمسية الجبرانيين هذه المرة من إبداعات الاخوة، التي تمثلت في الغناء الطربي الذي بدأه سمير بمرافقة أخويه على العود، ليردد الجمهور معه مقاطع من الأغنية، كما استعرض الثلاثي برفقة عازف الإيقاع يوسف حبيش قدراتهم على العزف على الآلات الإيقاعية بمقطوعة قصيرة أثارت حماسة الجمهور بكثير من التصفيق الحار.

أهداف إنسانية

أنشئت لجنة «كويتيون لأجل القدس» بالشراكة بين جمعية الخريجين والجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية، مع قيام انتفاضة الأقصى الشريف عام 2000، كما تمتد جذورها إلى الانتفاضة الفلسطينية عام 1987، حين أنشأت جمعية الخريجين اللجنة العربية لمساندة الانتفاضة الفلسطينية. وتعمل اللجنة على دعم المشاريع التنموية في مجالات الصحة، والتعليم وإيقاف تهويد مدينة القدس والأراضي الفلسطينية كافة، فضلاً عن تعزيز التضامن بين الشعبين الكويتي والفلسطيني، كما تقوم اللجنة مع جهات تمويلية داخل الكويت وخارجها بتأمين الدعم المادي للمشاريع التي ترد إليها من فلسطين.

نظمت لجنة «كويتيون لأجل القدس» في 25 مارس 2010 أمسية لتكريم المعلم الفلسطيني الذي كان له الفضل الرئيسي في تأسيس التعليم النظامي في مدارس الكويت، وأقامت اللجنة في أبريل 2012 حفلها السنوي الخيري «نستحق الحياة» لدعم مشروع قسم لعلاج سرطان الأطفال لجمعية إغاثة أطفال فلسطين، كما تم دعم مشروع لتعليم الطلبة الجامعيين الفلسطينيين.

 ومن المشاريع المهمة، الهادفة إلى إيقاف التهويد في مدينة القدس، قدمت اللجنة الدعم لمشروع ترميم دار المسنين في قرية أبوديس لإعادة استخدامها، والمحافظة على المباني الأثرية والهوية العربية، إضافة إلى مشروع تعزيز حقوق الأطفال ذوي الاحتياجات، وخاصة في القدس وبيت لحم، فضلاً عن دعمها عدة مشاريع إنسانية أخرى.

back to top