«حتى أنت يا بروتَس!»

نشر في 08-06-2013
آخر تحديث 08-06-2013 | 00:01
 د. نادية القناعي تأخذنا الحياة بشرقها وغربها ومدها وجزرها ومشاغلها ولهوها، لكن عندما تصطحب الحياة بعض الناس، للأسف أنهم ينسون بصحبتها القيم النبيلة والمبادئ الأخلاقية، فنجدهم يركنون الوفاء في زوايا غابرة.

وتسحبهم الأنانية في طريق يقطعون فيه الأنامل الحانية التي مدت لهم منذ ولادتهم حتى يومهم هذا، فدمعة مسن أو مسنة ممن أصبحوا في طي غدر الأبناء كفيلة بأن تختزل قصصاً يتألم لها القلب الحي.

فتلك الدموع لم تذرف عبثاً، لكنها تحكي مدى تعجرف بعض الأبناء،

فكم منهم من قطع يد والديه بنكران الجميل، تلك اليد التي ربت وعلمت وضحّت وبذلت وأعطت وأفنت وآثرت وسهرت وأرهقت وأرقت وسهدت.

إن شعور هؤلاء المسنين من جراء خلو قلوب الأبناء من الرفق شعور مؤلم، فإلقاء نظرة واحدة على حال من غدر بهم أبناؤهم الذين تركوهم في دور الرعاية أو المستشفيات متذرعين بحجج واهية كافية لتدمي مشاعر حتى الحجر! فما بال هؤلاء الأبناء لا يشعرون؟ ألا يدركون أن البر بالوالدين منجاة، وأن رضا الله في رضا الوالدين.

عندما تبادلت مع مسنة أطراف الحديث الذي تخلله الكثير من تنهدات ألمها بقسوة ابنها، كان لسان حالها يقول: "حتى أنت يا بروتَس!" والله المستعان.

back to top