غارة جزائرية كارثية على «أمناس» تودي بـ 34 رهينة

نشر في 18-01-2013 | 00:01
آخر تحديث 18-01-2013 | 00:01
No Image Caption
• فرار عدد من الرهائن الجزائريين والأجانب
• فرنسا توسّع عملياتها البرية في مالي
• «الشباب» تعدم دني أليكس
حاولت الجزائر حل أزمة الرهائن المختطفين في منشأة أمناس النفطية في جنوب البلاد أمس بالقوة، إلا أن مهمتها باءت بالفشل الذريع، إذ أدت الغارة التي شنتها على الخاطفين إلى مقتل 35 رهينة على الأقل ونحو 15 من كتيبة «الموقّعون بالدم» الخاطفة.
تسارعت التطورات في أزمة الرهائن الغربيين في منشأة الغاز في منطقة عين أمناس شرق الجزائر أمس، بشكل دراماتيكي، إذ أعلن متحدث باسم «كتيبة الموقّعون بالدم» الخاطفة مقتل 35 رهينة و15 من خاطفيهم بينهم قائد المجموعة الخاطفة ويدعى «أبوالبراء»، بعد قصف الجيش الجزائري مكان احتجازهم.

وأكد المتحدث أن الخاطفين يحتفظون ببقية الرهائن و»سيفجرونهم» إذا ما اقترب الجيش الجزائري منهم. كما أدّى القصف إلى إصابة رهينتين يابانيين بجروح، لم يحدّد مدى خطورتها. وتابع المتحدث قائلاً إن «الكتيبة» حاولت نقل بعض الرهائن إلى مكان آمن عبر سيارات الشركة التي يعملون بها، لكن الطيران الجزائري قصف السيارات وقتل عدداً لم يحدّده من الرهائن والخاطفين.

وطالب بريطاني وايرلندي وياباني قُدِّموا على أنهم من الرهائن عبر قناة الجزيرة بانسحاب الجيش الجزائري.

في المقابل، قال وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية إن «السلطات لا تتفاوض مع الإرهابيين، وهي حالياً تستقبل مطالبهم ولا ترد عليهم»، في حين طالب الخاطفون بوقف التدخل العسكري الفرنسي في مالي، مقابل إطلاق الرهائن. واعتبروا الهجوم رداً على سماح الجزائر للطائرات الفرنسية باستعمال أجوائها لقصف مواقع تلك المجموعات المسلحة. في غضون ذلك، أعلن تلفزيون النهار الجزائري تمكن 15 رهينة أجنبياً بينهم زوجان فرنسيان من الفرار من الخاطفين.

وقال مدير التلفزيون أنيس رحماني إن «خبر فرار 15 أجنبياً من بينهم زوجان فرنسيان من خاطفيهم يستند إلى مصدر رسمي»، لكن السفارة الفرنسية بالجزائر رفضت تأكيد الخبر.

كذلك، أفاد مصدر من ولاية ايليزي، لوكالة الأنباء الجزائرية بتمكن 180 عاملاً جزائرياً أمس، من الفرار من موقع إنتاج الغاز في أمناس. وأجلت مروحيات تابعة للجيش العمال الجزائريين الفارين ووفرت الشركة الجزائرية للنفط (سوناطراك) أربع حافلات كبيرة لنقلهم مع عدد من الرهائن الجزائرين، الذين تم الاتفاق على إطلاق سراحهم أمس الأول.

وذكرت مصادر موثوقة أن عدد المسلحين المسيطرين على القاعدة النفطية يُقدَّر بـ22 كلهم ملثمون، وقد قطعوا الكهرباء عن المنشأة.

هولاند وكاميرون

وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أكد في وقت سابق أمس، وجود فرنسيين في موقع إنتاج الغاز في الجزائر. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البرتغالي إن «الوضع غامض» ويتطور ساعة بساعة، ولذلك لا يريد إعطاء المزيد من التفاصيل حرصاً منه «على حياة مواطنينا»، مؤكداً «كان هناك» فرنسيون، «وهناك (فرنسيون) في ذلك الموقع». وعبّر هولاند عن «ثقته التامة» في السلطات الجزائرية في إدارة هذه الأزمة.

من جهته، أعلن متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس، أن الأخير يعتقد بعد أن تحدث إلى نظيريه الياباني والنرويجي أن أفضل سبيل لحل أزمة احتجاز الرهائن يكون عبر مواصلة العمل من خلال الحكومة الجزائرية لا من خلال التحرك الأحادي.

الحملة في مالي

على الجانب الآخر من الحدود، وسّعت القوات الفرنسية عملياتها في مالي في مواجهة المقاتلين المرتبطين بتنظيم «القاعدة»، وشنت أول هجوم بري بعد غارات جوية استمرت ستة أيام.

وقال قائد الجيش الفرنسي ادوار جيو إن قواته البرية تكثف عملياتها للاشتباك مباشرة مع تحالف المقاتلين الإسلاميين في مالي، والذي يضم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وجماعة أنصار الدين وجماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا.

وقال سكان إن رتلا من نحو 30 مدرعة فرنسية زحف في اتجاه مواقع للمسلحين قادماً من بلدة نيونو على بعد 300 كيلومتر من العاصمة باماكوا. ومع تأمين جيش مالي منطقة الحدود الشمالية قرب موريتانيا تركز وجود الإسلاميين في بلدة ديابالي.

إلى ذلك، أعلن إسلاميو حركة الشباب الصومالية أمس، أنهم أعدموا الرهينة الفرنسي دني اليكس الذي كانوا يحتجزونه منذ عام 2009، بينما اعتبرت فرنسا أنه قُتل خلال العملية الفاشلة التي شنها كومندوس فرنسي لتحريره السبت الماضي.

(الجزائر، باماكو، مقديشو ـ

أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

back to top