التهاب ملتحمة العين... اتبع العلاج بدقة

نشر في 17-03-2013 | 00:02
آخر تحديث 17-03-2013 | 00:02
No Image Caption
التهاب الملتحمة مرض شائع يتعرض له الناس مرةً على الأقل في الحياة، ويُعزى إلى أسباب فيروسية وجرثومية وحساسية وأجسام غريبة ومواد كيماوية. لحسن الحظّ، يكون الالتهاب حميدًا عمومًا، ولا يؤثر على النظر ويُشفى عند اتباع علاجٍ طبي بسيط.
في بعض الحالات يكون التهاب ملتحمة العين معديًا، فلا بدّ من اتباع العلاج بدقة، كذلك قواعد النظافة. أما أعراضه فهي: احمرار العين، تهيّج، حكّة، إحساس بحروق، وإفرازات.

تعريفه

التهاب يصيب الغشاء الرقيق الذي يحيط ببياض العين ويغلّف الجفنين، بسبب تعرضها للهواء الخارجي ومواد مسببة للحساسية وميكروبات، علمًا أن العين  تملك نظاماً دفاعياً طبيعياً يحظى بدعم الدموع التي تحتوي على أجسام مضادة وتغسل العين.

يشعر مريض التهاب الملتحمة بأن في عينه جسمًا غريبًا أو غباراً يسبب له حكة غير مؤلمة، فتدمع ويصبح لونها أحمر، وهو ما يعرف بـ «العين الحمراء» أيضًا (تتسع الأوعية الدموية في الملتحمة) وقد تنشأ وذمة أو انتفاخ داخل العين أو قد تفرز سائلاً أصفر يلتصق بالرموش ويمنعك من فتح عينيك عند الاستيقاظ صباحاً.

لا يعيق التهاب الملتحمة النظر بعد الشفاء منه، إلا أنك قد تشعر بحساسية عند التعرض للضوء الساطع أو جلسات علاجية بالضوء، ما يجبرك على وضع نظارات سوداء.

أنواعه

يُصنف التهاب الملتحمة ضمن أربع فئات: فيروسية، جرثومية، حساسية أو كيماوية.

يُطلق على التهابات الملتحمة الفيروسية والجرثومية اسم «التهاب الملتحمة المعدي» نظراً إلى إمكان انتقالها من شخصٍ إلى آخر. يُعزى هذا النوع إلى سلالات من الفيروس من بينها الأدينوفيروس، تكون مسؤولة عن الزكام. تختلف أعراض الالتهاب وقد تكون خطيرة ومعدية وفقاً لنوع الفيروس. أما الالتهاب الناتج من حساسية أو عوامل كيماوية فيُعرف

بـ «التهاب الملتحمة غير المعدي» ولا ينتقل من شخصٍ إلى آخر.  

يُعزى الالتهاب البكتيري إلى أنواع من البكتيريا من بينها: المكورات العنقودية والمكورات الرئوية والهيموفيلس انفلونزا. على غرار التهاب الملتحمة الفيروسي، يُعتبر الالتهاب البكتيري معديًا وينتشر سريعًا في المدارس والمكاتب والأوساط العائلية.  

ينتج التهاب الملتحمة التحسسي من حساسية تجاه لقاح الأزهار أو غيره من العوامل الخارجية. أما التهاب الملتحمة الكيماوي فيعزى إلى استعمال مواد النظافة الشخصية كالصابون، أو مواد كيماوية مختلفة، أو عوامل بيئية كدخان السجائر والتلوث.  

التشخيص

للتأكد من إصابتك بالتهاب الملتحمة لا بدّ من أن تقصد طبيب العيون الذي يجري لك فحصاً دقيقاً بعد دراسة ملفك المرضي ليقدم تشخيصه بعد ذلك. في حال استمرّ التهاب الملتحمة رغم العلاج، يجري الطبيب زرعًا موضعيًا  لأن أمراضًا كثيرة تتشابه أعراضها مع أعراض التهاب الملتحمة. لذلك من الضروري مراجعة طبيب العيون في حال أصبت بالأعراض التي أشرنا إليها أعلاه، أو بألمٍ في العين أو تشوش النظر.

ينتقل التهاب الملتحمة المعدي، سواء كان فيروسياً أو جرثومياً، سريعاً، وتنتشر الالتهابات الناتجة من بكتيريا بين الأطفال الذين يفركون أعينهم بأيدٍ ملوثة.  

يترافق التهاب الملتحمة الفيروسي مع زكام وآلام في الحنجرة أو رشح ويمكن، في حالات مماثلة، أن يصيب القرنية، ويستمر أسابيع عدة. أما أعراض التهاب الملتحمة التحسسي فتتجلى في: حمى القشّ، طفح جلدي، ربو، انسداد الأنف أو سيلانه، عين دامعة، رغبة في العطس. تسبب عوامل مختلفة كاللقاح والعثّ ومستحضرات التجميل حساسية قد تؤدي إلى التهاب، وتسبب مواد كيماوية كالكلور في أحواض السباحة والدخان أو الغازات التهاب الملتحمة الارتكاسي.

العلاج

يُعالج التهاب الملتحمة الجرثومي بواسطة قطرات للعين أو مراهم تحتوي على مضادات حيوية. تُستعمل قطعة قطن مبللة بمياه باردة يومياً لمعالجة العين المغلقة على أن تُراعى شروط النظافة الشخصية لتسريع الشفاء. أما في ما يتعلق بالتهاب الملتحمة الفيروسي، فلم يتوصل الطبّ لغاية الآن إلى علاج خاص لكن يُنصح بالحفاظ على نظافة العين ورطوبتها. ولما كان المرض معدياً، لا بدّ من الحفاظ على نظافة العينين واليدين مخافة انتقال الفيروس من شخصٍ إلى آخر.

يُعالج التهاب الملتحمة التحسسي بواسطة قطرات مضادة للهيستامين أو للحساسية، ولضمان فاعلية العلاج لا بدّ من المواظبة على وضع قطرة في العين بانتظام فترة من الزمن. ثبت أن تحديد المادة المثيرة للحساسية وتجنّب الاحتكاك بها أو الاقتراب منها أفضل وسيلة لمعالجة التهاب الملتحمة التحسسي.

الوقاية

تقي نظافة اليدين والعينين والوجه من التهاب الملتحمة وتضع حدًّا لانتقال المرض من عين إلى أخرى أو من شخصٍ إلى آخر.  

دلك الجفنين المغلقين بهدوء، مرةً كلّ يوم على الأقل، بمنشفةٍ أو قطعة قطن مبللة بمياه ساخنة أو بمرهمٍ لطيف خاص للأطفال أو بكمادات منظفة مخصصة لتنظيف عيون حديثي الولادة والأطفال والبالغين.

إذا كنت تعاني التهاب الملتحمة، لا تسمح لأحد بمشاركتك منشفتك واغسلها دائمًا مخافة انتشار المرض.

نصائح

 

-1 لا يُعتبر التهاب العين مرضاً خطيراً، لكنه يستدعي علاجاً طبياً.

-2 عندما تتأكد من وجود جسمٍ غريب في عينك حاول إزالته بنفسك.

-3  بانتظار رؤية الطبيب، ضع ملعقة ملح في كوب مياه دافئة بعد غليها، واغسل عينيك بدءاً من الأنف، على أن تستعمل قطنة لكلّ عين.

-4 في حال أصيبت عين واحدة بالالتهاب، ضع ضمادة أو منديلاً نظيفًا عليها واضغطها.

-5 تجنباً لانتقال العدوى، اغسل يديك ولا تفرك عينيك وراجع الطبيب بأسرع وقتٍ.

حتى لو كان الالتهاب حميداً، لا تهمل الأمر وعالجه لا سيما إذا كان ناتجاً من بكتيريا أو فيروس، فالعين عضو حساس وضعيف يتطلب عنايةً خاصة، لذلك تجنّب العلاجات الذاتية واقصد في مطلق الأحوال اختصاصيًا في طبّ العيون. 

متى تقصد قسم الطوارئ أو الطبيب؟

- إذا شعرت بألم في العين، أو تشوش نظرك أو عجزت عن الرؤية بوضوح.

- إذا أزعجك نور النهار أو الضوء القوي.

- إذا شعرت بأن أجسامًا غريبة في عينيك.

- إذا أصيبت عيناك بالاحمرار أو سال سائل أصفر سميك منهما.

- إذا اختلف حجم البؤبؤ في كلّ عين.

- إذا ظهر أحد الأعراض  وبقي 48 ساعة من دون تحسن.

back to top