البرازيل تنتقد صندوق النقد على ضخامة تمويل إنقاذ اليونان

نشر في 03-08-2013 | 00:02
آخر تحديث 03-08-2013 | 00:02
No Image Caption
منذ فترة طويلة تشعر البلدان النامية بعدم الارتياح حيال الموارد الضخمة التي يخصصها الصندوق لأزمة منطقة اليورو، وتعرب البرازيل بصورة خاصة عن قلقها من أن المنظمة التي تهدف إلى مساعدة البلدان الفقيرة، يجري استخدامها لتعزيز وضع عدد من أكبر الاقتصادات في العالم.
امتنع مندوب البرازيل باولو نوجويرا باتيستا في المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي عن الموافقة على المساهمة الجديدة للصندوق بقيمة 1.8 مليار يورو لليونان، ووجه نقداً لاذعاً للقرار، مشيراً الى أن أثينا ربما لا تكون قادرة على سداد قروض الإنقاذ.

وأضاف باتيستا الذي يمثل 11 دولة من بلدان أميركا الجنوبية والوسطى في مجلس الصندوق، إن الصعوبات السياسية والاقتصادية في اليونان «تؤكد جملة من أسوأ مخاوفنا»، وقال إن الاقتصاديين في الصندوق يقدمون افتراضات «مغرقة في التفاؤل» حول النمو في اليونان وقابلية الدين للاستدامة.

وكتب باتيستا: «الركود الاقتصادي الذي لا ينتهي والمستويات الحادة من البطالة، أدت إلى خلاف سياسي. كذلك فإن التصور الواسع الانتشار بأن المشاق الناتجة عن سياسات التعديل الصارمة لا تحقق نتائجها بأي صورة من الصور، أدى إلى مزيد من تقويض مساندة الجمهور في اليونان لبرنامج التعديل والإصلاح».

إعسار اليونان

منذ فترة طويلة تشعر البلدان النامية بعدم الارتياح حول الموارد الضخمة التي يخصصها الصندوق لأزمة منطقة اليورو، حيث إن البرازيل بصورة خاصة تعرب عن قلقها من أن المنظمة التي تهدف إلى مساعدة البلدان الفقيرة، يجري استخدامها لتعزيز وضع عدد من أكبر الاقتصادات في العالم.

لكن امتناع باتسيتا عن التصويت وبيانه الحاد – الذي اشتمل على تقييمه بأن موظفي الصندو ق المختصين باليونان «على وشك الاعتراف علناً بإمكانية إعسار اليونان أو تأخير دفعات السداد بخصوص مطلوباتها إلى صندوق النقد» – هو واحد من أشد المواقف، منذ أن بدأ إنقاذ اليونان قبل ثلاث سنوات.

جاء هذا في الوقت الذي أصدر فيه الصندوق نفسه تقريراً يطالب بلدان منطقة اليورو، بتقديم مبالغ تمويل إضافية لإنقاذ اليونان بقيمة 11 مليار دولار، ودراسة عمليات شطب كبيرة لقروضها المقدمة لإنقاذ أثينا، من أجل تقليص الدين ليصل إلى مستويات معقولة.

وقال الصندوق إنه من أجل تقليص الدين اليوناني إلى مستوى معقول، لا بد من إعفاء أثينا من الديون العائدة لحكومات منطقة اليورو، بقيمة إجمالية تبلغ 4 في المئة من الناتج الاقتصادي – أي نحو 7.4 مليارات يورو– خلال السنتين المقبلتين.

وقال مجتبى الرحمن، المحلل الأول لمنطقة أوروبا في مجموعة يوراسيا لاستشارات المخاطر، إن امتناع البرازيل عن التصويت «يقوض الاعتقاد بأن الخلاف بين الأوروبيين والأسواق الناشئة حول اليونان، شيء من الماضي. قبل المفاوضات الصعبة من أجل صفقة إنقاذ ثالثة وعمليات شطب الديون هذا الخريف، فإن هذه العلامة على الاضطراب ضمن صندوق النقد، جاءت في أسوأ توقيت».

انتخابات ألمانيا

وتأتي التحذيرات وسط حملة انتخابات عامة في ألمانيا، حيث تتراجع مشاعر التحمّل للمزيد من المساعدات لليونان والإعفاء من الديون، وتحاول أحزاب المعارضة أن تجعل معالجة المستشارة ميركل للإنقاذ، موضوعاً في الحملة الانتخابية.

وأشار المسؤولون الألمان إلى النتائج الأخيرة التي توصل إليها المراقبون الدوليون، ومنهم صندوق النقد بأن الإنقاذ كان يحقق أهداف المالية العامة، ويجادلون بالتالي بأن من غير المناسب مناقشة برامج جديدة لمساعدة اليونان.

وقال باتيستا في مقابلة إنه في حين امتنع عن التصويت في الماضي، إلا أنه مقتنع الآن أن صفقة الإنقاذ الثانية لليونان بقيمة 172 مليار يورو، تعاني الأحلام الوردية نفسها التي تفشت إبان الإنقاذ الأول، والذي تعرّض بعد ذلك لانتقادات قاسية من الصندوق نفسه.

وقال ان البرنامج الثاني يعاني كثيرا من المشكلات نفسها في البرنامج الأول.

ولن يكون لامتناع باتيستا أثر مباشر في المساعدة إلى اليونان، لأن المجموعة التي تتزعمها البرازيل تمثل فقط 2.6 في المئة من أصوات مجلس الصندوق، الذي يهيمن عليه الأعضاء الأوروبيون والولايات المتحدة. ووافق مجلس الصندوق يوم الاثنين على تقديم المبلغ، أي قبل يومين فقط من الموعد النهائي في نهاية الشهر.

لكن موقفه سيزيد الضغط على مسؤولي الصندوق، لاتخاذ موقف أكثر تشدداً مع زعماء منطقة اليورو، الذين لا يرغبون في قبول الخسائر في القروض التي قدموها للإنقاذ.

وازداد موقف البرازيل العدائي منذ 2009، فهي من بعد عقود من الاعتماد على الصندوق لإنقاذها من سلسلة من الأزمات المالية، أصبحت دائناً صافياً للصندوق، فقدمت تمويلاً بقيمة عشرة مليارات دولار لمساعدة البلدان المتقدمة التي ضربتها الأزمة المالية.

* (فايننشال تايمز)

back to top