نفط داكوتا الشمالية يتدفق بغزارة على الشرق الأميركي ويخفض أسعار البنزين

نشر في 16-02-2013
آخر تحديث 16-02-2013 | 00:01
No Image Caption
يتمثل التحدي الأكبر المتعلق بتحقيق التوافق بين العرض والطلب في نقل بعض نفط بيكون في داكوتا الشمالية إلى أسواق الساحل الشرقي ذات الكثافة السكانية، وبناء خط أنابيب بطول 1500 ميل من داكوتا الشمالية إلى نيويورك، وهذه هي الطريقة الأفضل، غير أن ذلك لن يحدث في وقت قريب وهو ما يعني أن النفط سيتوجه نحو الشرق بأي وسيلة ممكنة.
تمثلت واحدة من تبعات الطفرة النفطية في الولايات المتحدة في تجاوز حجم النفط المتدفق من الغرب الأوسط لقدرتنا على نقله والتعامل معه. وكانت النتيجة حدوث سلسلة من الاختناقات على غرار ما حدث في كاشنغ بولاية اوكلاهوما، حيث يوجد في الوقت الراهن أكثر من 50 مليون برميل من النفط في خزانات كل منها بحجم طائرة بوينغ 747، بما يكفي لتوفير امدادات نفط لثلاثة أيام من احتياجات الولايات المتحدة.

وأفضت هذه التخمة الى تباين كبير في أسعار البنزين في شتى أنحاء الولايات المتحدة، ويدفع السائقون الآن حوالي 3.75 دولارات لقاء غالون البنزين في نيو انغلاند مقابل 3.55 دولارات في الغرب الأوسط، بينما تدفع المصافي في الساحل الشرقي أسعاراً أعلى لقاء خام برنت الذي يتم تسعيره دولياً والمستورد في الغالب من غرب إفريقيا، ولدى نظرائها في الغرب الأوسط امكانية الوصول الى امدادات وفيرة من النفط المحلي الرخيص المسعر مقابل غرب تكساس المتوسط الذي يبلغ 20 دولاراً أرخص من خام برنت في البرميل الواحد. ومن شأن ذلك ليس فقط تحسين هوامشها نتيجة لهذا بل توفير بعض المال بالنسبة الى السائقين.

ويتمثل التحدي الأكبر المتعلق بإصلاح هذه المشكلة وتحقيق التوافق بين العرض والطلب في نقل البعض من نفط بيكون في داكوتا الشمالية الى أسواق الساحل الشرقي ذات الكثافة السكانية، وبناء خط أنابيب بطول 1500 ميل من داكوتا الشمالية الى نيويورك وهذه هي الطريقة الأفضل، غير أن ذلك لن يحدث في وقت قريب، وهو ما يعني أن النفط سيتوجه نحو الشرق بأي وسيلة ممكنة... بالقطار أو الزوارق أو حتى الشاحنات.

وبينما بدأ البعض من نفط بيكين بالوصول الى الساحل الشرقي فإن كميات كبيرة في طريقها الى هناك هذا العام، وثمة عدد من المشاريع التي من المقرر لها أن تنجز هذه السنة سوف تجعل أكثر من ضعف الكمية من خام بيكين تجد طريقها الى الساحل الشرقي، من حوالي 300000 برميل في اليوم الى أكثر من 800000 برميل وذلك وفقاً لتقديرات اريك لي وهو محلل نفطي لدى «سيتي غروب».

وكان أحد أول تلك المشاريع الذي بدأ في الأسبوع الماضي في ولاية ديلاوير. وأعلنت بي بي اف انرجي يوم الاثنين الماضي انها أكملت بناء محطة للسكك الحديدية سوف تنقل حوالي 110000 برميل في اليوم من نفط بيكين. وتقول «بي بي اف» إنها تتوقع تفريغ أول قطار لها من ذلك النفط في وقت لاحق من الأسبوع، وسوف تتوجه تلك الكمية مباشرة الى مصفاة مدينة ديلاوير في خارج ويلمنغتون. كما أن أحد المشاريع الذي تبلغ تكلفته 68 مليون دولار خارج فيلادلفيا عمد الى تحويل موقع مهجور لمصنع فحم الى محطة قطارات سوف تتمكن من ايصال حوالي 80000 برميل من النفط يومياً خلال فصل الخريف المقبل. وسوف يتم بعدئذ نقل معظم ذلك النفط القادم من بيكين عبر زوارق الى المصافي على طول نهر ديلاوير وحتى الى داخل ميناء نيويورك.

إيجاد مُشترٍ

وفي شهر فبراير الماضي كانت شركة سانوكو تجهد من أجل العثور على مشتري لمصفاتها العتيقة التي يبلغ عمرها 140 سنة في جنوبي فيلادلفيا وهي واحدة من أقدم وأكبر المصافي في البلاد، وكانت على استعداد لإغلاقها قبل أن تتقدم شركة كارليل لمشاركتها في شهر يوليو الماضي مع وعد باستثمار الملايين من الدولارات. وتقوم هذه المصفاة التي تستطيع معالجة 330000 برميل من النفط في اليوم الواحد – أو ما يعادل ربع طاقة التكرير في الساحل الشرقي بشكل تقريبي ببناء مفرغة سكك حديدية عالية السرعة لنقل النفط من القطارات الى داخل المصفاة نفسها. وحسب اريك لي من سيتي غروب فإن مصفاة جنوب فيلادلفيا مهيأة لزيادة كمية خام بيكين لديها الى 180000 برميل في اليوم بحلول نهاية سنة 2013 أي أكثر من نصف النفط الذي تقوم بمعالجته.

وفي الشهر الماضي وقعت شركة فيليبس 66 اتفاقاً مدتها خمس سنوات مع غلوبال بارتنرز التي سوف تنقل بالقطار حوالي 50000 برميل من خام بيكين يومياً الى مصفاة فيليبس 66 في بي واي في نيو جيرسي كما أن خطوط أنابيب بلينز أل أميريكان تجهز محطة سكة حديدية في يوركتاون في فيرجينيا سوف تتمكن في الربع الثالث من نقل حوالي 160000 برميل يومياً من نفط بيكين.

هذه كلها أخبار جيدة بالنسبة الى أصحاب مصافي الساحل الشرقي، وهي هبة من السماء للسكك الحديدية التي ضاعفت بما يقارب ثلاثة أمثال كمية المنتجات البترولية التي تنقلها منذ الربع الأول من سنة 2009 ويذكر أن نقل المزيد من الخام يعكس مسار الهبوط التدريجي في كمية الفحم التي تنقلها، كما أن الطلب يشتد في الوقت الراهن على عربات السكك الحديدية الى درجة تضطر معها شركات النفط الى الانتظار لمدة 9 شهور لاستئجارها، وذلك بحسب قول فاضل غيت وهو محلل طاقة رفيع المستوى في اوبنهايمر والذي يضيف أن استئجار زوارق يتطلب الانتظار لمدة سنة.

وعند 93.39 دولارا للبرميل يتم تداول خام بيكين بالسعر الفوري بما يقل بحوالي 3 دولارات عن سعر غرب تكساس المتوسط ويقل 23 دولاراً عن سعر خام برنت. وعبر استخدام القطار والزوارق معاً يتكلف نقل خام بيكين الى الساحل الشرقي ما بين 14 دولاراً الى 16 دولاراً. وبحسب أسعار اليوم يظل سعر برميل نفط بيكين أقل بـ 7 دولارات عن خام برنت المستورد. ولكن السؤال الكبير هو هل ان ذلك سوف يخفض اسعار البنزين في الساحل الشرقي أم انه ببساطة سوف يرفع هوامش أرباح التكرير؟ ويحجم غيت ولي معاً عن التكهن ازاء ذلك. ويبدأ الطريق نحو بنزين أرخص في الساحل الشرقي بزيادة الامدادات وتوافر المزيد من خام بيكين سوف يساعد في تحقيق ذلك نظراً لأن النفط الأرخص ثمناً قد يدفع المصافي الى استخدام مزيد من طاقتها – وتعمل مصافي الساحل الشرقي في الوقت الراهن بحوالي 82 في المئة من سعتها مقارنة مع 88 في المئة في الغرب الأوسط. ويتعين أن يترجم المزيد من البنزين الى سعر أقل، ولكن علينا ألا نتوقع حدوث ذلك في وقت قريب. ويقول لي «إن أفضل ما بوسعي قوله هو إن ذلك قد يخفض أسعار الصيف الأكثر ارتفاعاً».

ويمكن القول إن الساحل الشرقي لن يشهد انخفاض سعر الغالون من البنزين الى دولارين، ولكن السعر لن يصعد الى 4 دولارات أيضاً.

* ماثيو فيليبس

back to top