10 مفاتيح أساسية لتتخلص من مخاوفك
ضغط، ذعر، قلق، هلع، وفزع... أوجه متعددة لشعور واحد: الخوف... خوف من الحديث أمام الناس، خوف من التغيير أو من الغد... إنه حاضر في حياة الإنسان وتغذيه أحداث يومية هائلة، لذا يكثر استعمال مهدئات ومنومات.
يشكل الخوف جزءاً من نظام الحماية الطبيعي ويتجلى دوره في تحذير الجسم ليعدّ نفسه للقيام بما يلزم دفاعاً عن نفسه، إلا أن دوره قد يتحوّل، أحياناً، فيشلّنا عن الحركة بدلاً من تحفيزنا، فهل حُكِم علينا أن يعيش رهناً للخوف؟ طبعاً لا.لا ينتابنا القلق من لا شيء أو بالصدفة، إنما هو دليل على أمر ما، تماماً كالكآبة التي تشير إلى أن الوقت حان لإحداث تغيير معين في حياتك أو أسلوبك أو تفكيرك. سواءٌ عادت جذور القلق إلى مشاكل عشتها حين كنت طفلاً ولم تتمكن من حلّها أو التخلص منها (وهذه هي الحال في أغلب الأحيان) أو إلى مشكلة عشتها في الآونة الأخيرة، يتعين عليك التصرف بالطريقة عينها: إعادة التفكير في الطريقة التي تفهم من خلالها الحياة.
يتجلى أفضل أسلوب للتخلص من المخاوف، في رؤية الأمور من دون أن تكذب على نفسك، واعتماد طريقة معينة لطرح أسئلة جيدة على نفسك، والاستفادة من الوسائل المتاحة لمعالجة المخاوف.لا تتشابه الحالات التي يمرّ بها الإنسان، فلكل حالة خصوصيتها، لكن حين ينتابك القلق تفقد القدرة على التفاعل مع ذاتك ويحين الوقت لاستعادة علاقة أفضل مع نفسك. تبعاً لذلك، يمكنك ممارسة الرياضة، فهي لن تلحق بك أيّ ضرر إنما ستساعدك على الشعور بالخفة والراحة، أو الانضمام إلى جلسات تدريب تساعدك على الاسترخاء بشكلٍ يتيح لك بناء علاقة أفضل مع نفسك لتعثر، مع مرور الوقت، على السلام الداخلي.تحسّن ممارسات النمو الشخصي أسلوبك في التفكير ليتحول إلى أسلوب بناء أكثر سعادة، واستعادة حياة نفسية سليمة وأصيلة من شأنها أن تزيد من شعورك بالسعادة والسلام. بالإضافة إلى ذلك، يساعدك التأمل على الاستقرار الداخلي. الأهم من ذلك أن تتذكر أنك حين تبقى مكتوف الأيدي، لن تختفي مخاوفك بل تزداد سوءاً. من يدري ربما حان الوقت لتستمع إليها وتوليها الاهتمام الذي تستحق.في ما يلي أفكار تساعدك على التحرر بسهولة وفاعلية من مخاوفك، فلمَ لا تجرّبها؟1 غيّر مصطلحاتكتؤثر المصطلحات التي تستعملها على مشاعرك ومواقفك وتصرفاتك. يُستحسن أن تعي ذلك وتتعلم كيف تستعمل مصطلحات مناسبة، بمعنى آخر كيف تستعمل قوة الكلمات، على سبيل المثال استعمل فعل «فاجأني» بدلاً من «أخافني» المثقل عاطفياً. احرص على تزيين كلامك وأحسن من اختيار العبارات للتخفيف من حدّة المشاعر.2 غيّر من تفسيرك للأحداث الخوف أحد أنواع المشاعر الحدسية، بمعنى أنه لا يوجد فعلاً إلا في المستقبل، باعتبار أنه يعني الثواني أو الأشهر القليلة المقبلة. ينشأ إحساس بالخوف عن تفسير تعطيه لأحداث حياتك، كونه المفتاح الأساسي للمشاعر التي قد تعتريك إزاء الحدث عينه، فحريٌ بك أن تختار مواجهته بوصفه تحدياً جديداً أكثر من كونه حاجزاً لا يمكن تخطيه، وتأكد أن النتائج ستختلف وفقاً للموقف الذي تتخذه. 3 كن مبدعاًخلافاً للفكرة الشائعة، ليس الإبداع حكراً على الفنانين بل يمكن أن يستمدّ منه الإنسان العادي فائدة في سعيه للوصول إلى حلول مبتكرة، بهدف التخلص من بعض المشاكل التي تواجهه ومنها الخوف. عندما تبتكر، تأتي بأفكار جديدة تغذي روح التفاؤل فيك وتبعدك عن الأفكار السيئة، فتساعد نفسك على التخلص من تحديات الحياة. ماذا تنتظر؟ استفد من الظروف وغذِّ مخيلتك وأيقظ قدرتك الإبداعية الكامنة.4 ركز على الحاضرركّز على المهام الحاضرة لتتمكن من ترشيد أفكارك. ينشأ الخوف من الفكر، ولا شك في أنك تقدّم لنفسك فرصةً، حين تعيش الحاضر، بإسكات الخوف وكتم صوته. ما الذي يحدث في الوقت الحاضر؟ طالما أن الخوف لا يعرف إليك سبيلاً، ستحظى بحياةٍ جيدة وهادئة وتقدّر نفسك. تعلّم كيف تتذوق بساطة الوقت الحاضر!5 عزز ثقتكواجه الخوف متسلحاً بعدوه اللدود: الشجاعة. قد لا تكون الشجاعة ميزةً وُلِدت معك بشكلٍ فطري، لكن لا تيأس إذ يمكنك تنميتها من خلال الممارسة والتدريب. كيف؟ الجواب بسيط! في كلّ مرة تقول فيها لنفسك: «لا أستطيع فعل ذلك»، أخرج من دائرة السكون واختبر نفسك واسعَ إلى تحقيق النجاح، ستفاجأ حين تدرك أن مخاوفك زالت. طوّر مواقفك بشكلٍ تتمكن معه من تقليص خوفك وزيادة شجاعتك. 6 افعللا عجب أن يساورك الخوف لدى الإعلان عن إعادة هيكلة المؤسسة حيث تعمل. بعد تخطي المرحلة الأولى من الذهول، ابدأ بالعمل وركز على النقاط التي تدخل ضمن صلاحياتك، ولاحظ النتائج الإيجابية التي ستتوصل إليها بالمقارنة مع السيناريوهات الكارثية التي كان خوفك ليرسمها لك. كلّما استعلمت عن تطور الظروف، ستتمكن من إدارة قلقك والتسلح بما يلزم لمواجهته. سيساعدك شعور السيطرة الذي تتسلح به، على العمل ببرودة وإعداد ما ستشهده من تغيير بدلاً من الخضوع له.7 تعلّم اللاستمراريةالشيء الوحيد الدائم في هذا الوجود هو اللاستمرارية. يدفعك خوفك إلى أن تحيط نفسك بمختلف أنواع الضمانات. إلا أن لا ضمان في العالم قد يحميك من شعور الحرمان من كلّ عزيز تفقده. عندما تتعلم اللاستمرارية، تطور مرونتك وقدرتك على التأقلم بسلاسة وقبول تام مع الظروف الجديدة التي تفرضها الحياة. تهيّن السلاسة عليك تقبل الأمور ويتنازل الخوف تدريجاً عن مكانه للهدوء.8 تنفسيحيط بك خطر معين، يتنبه إليه دماغك فيعطي أوامره للجسم ليتأهب ويستعدّ، وتنتابك أعراض منها ارتفاع ضغط الدم وتقلّص الأوعية وتسارع دقات القلب وضيق في التنفس. تعلّم كيف تتنفس لتستفيد من حسنات التنفس الواعي الكثيرة. من الناحية الجسدية، يضبط التنفس الدورة الدموية ويخفف الضغط المسيطر على جسمك، أما من الناحية النفسية، فيحسّن قدرتك على حلّ المشاكل بإيجابية وينوّر لك ذهنك ويطّور الشعور بالسلام الداخلي. تنفس، فما من سلاح أسهل من ذلك!9 اضحك ملء قلبككم مضى من وقتٍ على آخر مرة ضحكت فيها من قلبك؟ تدرك تماماً أن الضحك يساعدك على التخفيف من وقع الظروف الكارثية الصعبة من خلال تشتيت أفكارك عنها. يُعد الضحك علاجاً حقيقياً يزرع الفرح والبهجة في قلبك من خلال إفراز الأندورفين، فيتيح لك فرصة إعادة التفكير في مشاكلك من منظور آخر وروح أخرى وديناميكية أخرى.10 تأمليفتح التأمل المنتظم أمامك المجال لتطوير شعور بالانفتاح والصفاء والتحرر من ميلك إلى الخضوع للضغط. يساعدك الهدوء الذي تجده عند التأمل على إدارة الظروف الصعبة ورؤية الحياة من منظار إيجابي. فماذا تنتظر؟ إبدأ بالتأمل!الخجل والرهبةيؤدي الخجل والرهبة إلى انزعاج جسدي بحت يتراوح بين الاحمرار البسيط أو التمتمة أو العجز المؤقت عن التعبير. لا عجب أن تشعر ببعض الرهبة قبل الدخول إلى لجنة امتحان شفهي أو قبل مقابلة ربّ عمل يختبر قدرتك على تولي مهام وظيفة معينة في شركته أو قبل الخضوع لامتحان قيادة السيارة لنيل شهادة سوق... إلا أن سيقان القش، وجفاف الفم لن ينفعا أبداً بينما جزء من مستقبلك يقف على المحك. لا يعني الأمر بتاتاً أنك لن تتمكن من اجتياز الاختبار، أياً كان نوعه، بنجاح إلا أنك ستختبر جرعة مهمة من الضغط بالمقارنة مع آخرين. كذلك الأمر في ما يتعلق بالعلاقات مع الأصدقاء أو الشريك، يُستحسن أن تحافظ على هدوئك وتبقى مرتاحاً وعلى طبيعتك لدى بدء الحديث بدلاً من التزام الصمت مخافة أن تفرض نفسك على الآخر.يعاني الشخص الخجول عقدةً نتيجة عجزه عن التعبير عن أفكاره بهدوء ووضوح، فشعوره بالضعف يمنعه عن تقديم وجهة نظره وإثبات أهميتها، سواءٌ أثناء مشاركته في سهرة أو عندما يجري مقابلة توظيف، فيتبنى بالتالي حكماً قاسياً تجاه نفسه وتجاه الآخرين ويدخل في دائرة مغلقة: «أشعر بالقلق لمجرد التفكير في الكلام أو في إتمام عمل معين فأفضل التزام الصمت بدلاً من الكلام حتى وإن كان صمتي لا يرضيني». وبهذا يشعر الخجول بالاستياء ويكبر هذا الشعور إلى حدٍ يدفعه إلى رفض الآخرين والابتعاد عنهم، لا سيما إن كانوا قادرين على التعبير عن أفكارهم أو إثبات قيمتها وأهميتها وسط مجموعة من الناس. ينشأ عن الخجل والرهبة نوع من الإحباط من شأنه أن يدمر حياة المرء ويقضي عليها. للتخلص من الخجل والرهبة ولإنقاذ حياتك، اطلع على النصائح العشرة التي سبق تفصيلها وشرحها أعلاه واعتمدها لما فيه خيرك وصالحك.