س؟
عاد زوجي البالغ من العمر 59 عاماً لتوّه من المستشفى حيث كان يخضع لعلاج على أثر إصابته بأزمةٍ قلبية طفيفة. بقي في المستشفى لمدة خمسة أيام وحالته الآن رائعة رغم أن الطبيب وصف له ثلاثة أنواع من الأدوية بالإضافة إلى الأسبرين. أمره الطبيب ألا يعود إلى عمله قبل فترة ستة أسابيع رغم أن عمله لا يتطلب أي أعمال رفع تحتاج إلى مجهود. أعتقد أن ضغط البقاء في المنزل سيترك عليه آثاراً أسوأ من تلك التي قد تنتج من عودته إلى العمل. هل من نصيحة مفيدة في هذا الشأن؟
كان علاج الأزمات القلبية في خلال العشرين سنة الماضية مشواراً طويلا. تُعتبر التكنولوجيامسؤولة عن عددٍ كبير من التحسينات التي شهدها هذا المجال، ويكمن التغيير الأهم في قدرة الأطباء على فتح الشرايين التاجية المسدودة عن طريق بالون تقويم الأوعية الدموية. بالإضافة إلى ذلك، تعلم الأطباء كيف يستعملون اختبار الضغط وفحص الموجات فوق الصوتية لتصنيف المرضى بين معرضين لخطر منخفض أو متوسط أو كبير عند خروجهم من المستشفى. وبات المرضى حالياً يغادرون المستشفى وقد وصف لهم الأطباء بعض الأدوية ومن بينها حاصرات بيتا ومثبط الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وستاتين والأسبرين منخفض الجرعة للتخفيف من إمكان التعرض لأزمة قلبية أخرى. ولا بد من الإشارة إلى المساعدة الكبيرة التي قد تأتي بها برامج إعادة التأهيل القلبي الشاملة. رغم أن هذا التقدّم يتطلب اختبارات وعلاجات إضافية، إلا أنه يسمح بشفاء أسرع ويساعد المريض على العودة سريعاً إلى نشاطه. منذ وقت ليس بطويل، كان ضحايا الأزمات القلبية يمضون أسابيع طويلة في المستشفى وتُجبر غالبيتهم على التزام الفراش للراحة.في معظم المستشفيات اليوم، يبقى المرضى الذين يعانون أزمات قلبية غير معقدة خارج أسرتهم طوال يوم كامل، ويُفرض عليهم المشي ليومٍ أو يومين على آلة المشي لإجراء اختبار ضغط منخفض المستوى خلال أربعة أو خمسة أيام قبل العودة إلى منازلهم. إلا أن الأطباء يمنعون معظم المرضى من العودة إلى أعمالهم قبل مضي فترة تتراوح بين أربعة وستة أسابيع بعد خروجهم من المستشفى، وهي مدة سجلت تحسناً كبيراً عن المدة التي كانت تُفرض سابقاً على المرضى والتي كانت تتراوح بين 8 و12 أسبوعاً. ويبقى السؤال، هل يُعتبر هذا الإجراء ضرورياً؟للوقوف على حقيقة الأمر، طلب الأطباء في أستراليا عشوائياً من 142 مريضاً العودة إلى أنشطتهم العادية كاملةً، بما فيها العمل، ذلك بعد فترة أسبوعين أو ستة أسابيع بعد تعرضهم لأزمات قلبية، علماً أن 87% من هؤلاء المرضى كانوا من الرجال. صنّف الأطباء هؤلاء المرضى جميعاً قبل خروجهم من المستشفى ضمن فئة المعرضين لخطرٍ منخفض وتلقوا جميعهم رعاية طبية قياسية بما فيها الأدوية الوقائية كتلك التي تلقاها زوجك. على مدى الأشهر الستة التالية، بدت حالة المرضى جيدة؛ باستثناء مريضٍ واحد في المجموعة التي عادت باكراً إلى العمل وثلاثة مرضى في المجموعة التي عادت إلى العمل بعد مرور الفترة التقليدية، إذ تعرض هؤلاء المرضى الأربعة لأزمات قلبية جديدة. ولم يتمّ تسجيل أي حالات وفاة أو فشلٍ قلبي في المجموعتين.من هنا لا بدّ من أن تتماشى الرعاية الطبية وظروف المريض الفردية، لا سيما في حالات المرض الخطير كالأزمات القلبية. يتعين على طبيب زوجك أن يلتزم بالشروط الطبية كافةً إلا أن الفصل الأخير من العلاج يسمح للمريض بالعودة إلى عمله في حال بدت حالته جيدة. من الأفضل مناقشة الأمر مع الطبيب في شكلٍ مفصل عند زيارة عيادته، ومن المحتمل أن يتفق زوجك وطبيبه على رأي مشترك يرضي الطرفين.