دلجا... أقباط الصعيد تحت الحصار
110 أسر تم تهجيرها قسرياً... ومَن لا يدفع الجزية يُقتل
تلخص قرية "دلجا"، التابعة لمركز دير مواس، بمحافظة المنيا "250 كيلومتراً جنوب القاهرة"، حالة التوتر التي يعيشها الأقباط في صعيد مصر الآن، بعد أكثر من شهرين من عزل الرئيس السابق محمد مرسي. وبينما تناقلت وسائل إعلام أنباء حول اعتداءات أنصار التيارات الإسلامية المتشددة، على الأقباط، بعد 30 يونيو الماضي، قالت مصادر داخل الكنيسة، رفضت ذكر اسمها خوفاً على حياتها، إن "أكثر من 100 أسرة قبطية تم تهجيرها قسرياً، من منازلها بعدما تم نهبها بالكامل"، لافتة إلى أن "متشددين" إسلاميين فرضوا "الجزية" على أقباط القرية، وأضاف أحد قساوسة الكنيسة لـ"الجريدة": "لم ترسل لنا الكنيسة في القاهرة أي وفد للاطمئنان علينا أو لحل أزمتنا. 110 أسر هاجرت، حتى الآن، ربما لأن القرية تضم 120 ألف مسيحي و100 ألف مسلم، ونتسلم تهديدات بالقتل يومياً".وبعد أكثر من شهرين على عزل مرسي، زادت معاناة الأقباط من بطش أنصار القوى الإسلامية، ما دفع البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إلى القول، الأسبوع الماضي، إن "للحرية ثمنا غالياً وحرق الكنائس جزء من هذا الثمن نقدمه لبلادنا بصبر وحب".أحد أقباط القرية تحدث لـ"الجريدة" عن عمليات "خطف" في القرية، مشيراً إلى أن شاباً يدعى، كيرلس جاد، تم خطفه وطلب فدية نصف مليون جنيه، وتابع: "ندفع إتاوة لبعض الأسر المسلمة لحمايتنا من أسر مسلمة أخرى، ولا يُسمح لنا بالخروج إلا في مواعيد، كما أنه لا يُسمح لنا بالصلاة في الكنيسة إلا يوم الأحد".الخبير في الملف القبطي، سليمان شفيق أكد لـ"الجريدة"، أن أجهزة الأمن في محافظتي المنيا وأسيوط مُخترقة، من جانب أنصار الإسلام السياسي، مؤكداً أن ما يحدث في المنيا يكاد يكون في المحافظة كلها، وأضاف: "تمَّت محاصرة أقباط "دلجا" و"دير مواس" وأجزاء من "ملوي"، والأمر نفسه في محافظة أسيوط، ومن يرفض دفع الجزية من الأقباط يتم إغلاق محله التجاري، وإذا قام بالإبلاغ يُقتل تحت سمع وبصر الشرطة، كما في حالة عماد دميان".