جملة إصدارات أدبية... والسرد في الواجهة

نشر في 30-12-2012 | 00:02
آخر تحديث 30-12-2012 | 00:02
No Image Caption
أصدر كتاب محليون في الفترة المنصرمة جملة إصدارات أدبية، شملت مجالات الشعر والسرد والتاريخ. هنا نظرة موجزة إلى أبرزها.
استقبلت الساحة الأدبية الكويتية أخيراً مجموعة إصدارات متنوّعة تشمل معظم الأجناس الأدبية. الروائيون إسماعيل الفهد ومنى الشافعي وثريا البقصمي وبدر المحيلبي قدموا أحدث أعمالهم في مجال السرد، فيما أصدر الشاعر وليد القلاف ديوانه الشعري «كل الأيادي يد»، بالإضافة إلى مجموعة إصدارات أخرى في القصة القصيرة والتاريخ والسير الذاتية، صدر جلّها قبيل انطلاق معرض الكتاب المنصرم.

في مجال الرواية، صدرت للكاتب إسماعيل الفهد «في حضرة العنقاء» عن «الدار العربية للعلوم ناشرون»، وتقع في 390 صفحة. تطرح الرواية تساؤلاً: أيّهما مرهون بالآخر وثيقة تملك بيت أم وثيقة انتماء لوطن؟ برغم سهولة السؤال إلا أن الحقيقة التي تكشف عنها أحداث الحكاية تكشف مدى تعقيداته من خلال سرد أحداث مفعمة بالشجن.

الرقصة كاملة

في مجال السرد أيضاً، صدرت للكاتبة منى الشافعي رواية بعنوان «يطالبني بالرقصة كاملة»، وتأتي عقب تجربة أولى في العمل الروائي كانت من خلال «ليلة الجنون» وعدد لا بأس به من المجاميع القصصية، وتتطرق الشافعي عبر نتاجها الجديد إلى قضايا إنسانية منحازة إلى الحب والأمل ومناهضة الكراهية. صدرت أيضاً عن دار «الفراشة» ودار «الفارابي» رواية بعنوان «زمن المزمار الأحمر» للكاتبة الكويتية ثريا البقصمي التي عرفت كفنانة تشكيلية، لكن قررت حديثاً كتابة روايتها الأولى عقب مجموعة كتابات للطفل ومجموعة قصصية، إضافة إلى ممارستها التشكيل.

تقع الرواية في 141 صفحة من الحجم المتوسط. من أجواء العمل الروائي نقرأ: «شخوص ذاكرتها ساروا أمامها في طابور ملتو، يتزعمهم رئيس جمهورية أحلام الورق، طويل القامة، مهيباً، يعلق على ظهره علماً يحمل شعار المطرقة والمنجل، ينفخ في مزمار أحمر، وكل من في الطابور يصفق ويرقص ويهتف، إلا هي غارقة في إعادة ترتيب أحداث ذلك الزمن البعيد، وتحاول الإمساك بخيوط الحكاية وإعادة نسجها كما يحلو لها.

أو تتحول الى ما يشبه محطة قاطرات قادمة من الشرق، وفي كل قاطرة حكاية لها وجه وفم وعينان، أبطالها شخوص احتضنتهم نغمات المزمار الأحمر».

حكاية في إنكلترا

أما الكاتب الدكتور بدر المحيلبي فيخوض تجربته الأولى في السرد عقب مجموعة إصدارات أكاديمية، منتقياً قصة من بنات أفكاره، تدور أحداثها في شمال غرب إنكلترا، بالقرب من مقاطعة البحيرات في الفترة من العام 1191 للميلاد. شاب من عامة الشعب يلتقي بأميرة من البلاط الملكي الإنكليزي، وفي ظروف غامضة تولد بينهم علاقة حب من غير أن يعرف هويتها. تتجلى الصفات النبيلة للشاب البسيط حتى تتعلق به الأميرة بعلاقة رومانسية راقية، تظهر فيها أخلاق هذا الفارس الذي أنقذها من بطش المرتزقة الذين أغاروا على مملكتها واغتالوا والدها (الملك).

تركز الرواية على إبراز الأخلاق النبيلة وتصوير الحالة العاطفية بين الرجل والمرأة، خصوصاً في ظروف غير متكافئة بين الطرفين، وتظهر كيف يتغلب الحب على الموازين الاجتماعية والأعراف السائدة. رغم أن أحداث القصة التي تدور في إنكلترا استلهمها الكاتب من وحي خياله، إلا أنه أسقط الكثير من أحداثها على واقعنا الشرقي، في محاولة للهروب من الحدود والعوائق التي تقيد العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة في المجتمع الشرقي بأسلوب حداثي يتماشى مع العادات والقيم.

بدوره، أصدر الكاتب الشاب أحمد الحيدر مجموعة قصصية «مريم وأخواتها» عن دار «بلاتينيوم بوك». تتمحور فكرة القصص الرئيسة حول ظلم المجتمع للمرأة. كذلك صدر للكاتب ناصر الملا كتاب جديد عن دار «العلوم العربية» في بيروت بعنوان «تسابيح في معبد الآلهة»– أسرار وحقائق في عالم السياسة والأدب. يتناول فيه حياة عشرات الشخصيات السياسية والأدبية وكفاحها، من خلال رؤية نقدية تكشف للقارئ تأثير أولئك القادة السياسيين والدبلوماسيين والأدباء العرب والعالميين في مجتمعاتهم عبر اشتغالهم في ميادين السياسة والأدب.

راية الحب

في مجال الشعر، أصدر الشاعر وليد القلاف ديوانه الشعري الأول «كل الأيادي يد» متضمناً نصوصه الشعرية التي نظمها خلال أكثر من 20 عاماً، ومن أجواء الديوان:

بِما اعْتَقَدْتِ جَميعُ النّاسِ تَعْتَقِدُ

وَفيكِ كُلُّ الأيادي يا كُوَيْتُ يَدُ

وَرايَةُ الْحُبِّ مِنْ مَعْناكِ راسِمَةٌ

بَيْنَ النُّجومِ ائْتِلاقًا ما لَهُ نَفَد

ضِياؤُهُ احْتَشَدَتْ فيهِ الْعُصورُ وَكَمْ

نادَتْ: أَيا بَلَدًا ما بَعْدَها بَلَدُ

حَتّى نَزَلْتِ مِنَ الْعَلْياءِ مَلْحَمَةً

قِوامُها الْحُبُّ وَالْإخْلاصُ وَالْجَلَدُ

تَمْشينَ مَشْيًا يَراهُ الْفَجْرُ فاتِحَةً

لِدَوْلَةٍ ما لَها إلا النَّدى سَنَدُ

بِحارُها حُرَّةٌ.. وَالأَرْضُ زاخِرَةٌ

وَالنّاسُ مَوْعودَةٌ… سُبْحانَ مَنْ يَعِدُ

وَبِالْجُدودِ نَرى التّاريخَ مُتَّقِدًا

أَلَيْسَتِ الشَّمْسُ بِالأَضْواءِ تَتَّقِدُ.

هجرة

في التاريخ، يكتب حمزة عليان عن تاريخ اليهود ويقول الكاتب في مقدمة «اليهود في الكويت» الصادر عن دار «ذات السلاسل»: «كُتبت قصص كثيرة عن يهود الكويت، بقيت فصولها مبعثرة، والرواية مجتزأة والحديث عن هذه الأقلية صاحبه شيء من التباين والاختلاف، بدوافع الهجرة شأنهم شأن باقي المجموعات اليهودية التي عاشت واستقرت لعقود من الزمن داخل المجتمعات العربية».

back to top