Olympus Has Fallen... مشروع مميّز للمخرج أنطوان فوكوا
يضم فيلم Olympus Has Fallen، فيلم التشويق الأخير للمخرج أنطوان فوكوا، لحظةً بارزة: لقطة للعلم الأميركي وهو يتهاوى على البطيء من أعلى البيت الأبيض بعد أن رماه إرهابيون كوريون شماليون، فيما تسمع في الخلفية نشيداً حزيناً.
لا شك في أن المخرج أنطوان فوكوا لا يصنع فيلماً خالياً من اللحظات اللافتة والمؤثرة (جريئة بالنسبة إلى معجبيه ومنفرة بالنسبة إلى نقاده). يقول هذا المخرج، الذي أراد أن يُظهر في فيلمه Olympus Has Fallen مدى هشاشة الولايات المتحدة بعد اعتداءات 11 سبتمبر: {رغبت في إعداد فيلم مشوق يتضمن في الوقت عينه لحظات وجيزة من الحقيقة}.لربما ينطبق وصف فوكوا على مسيرته المهنية. صاغ المخرج (47 سنة)، الذي يشتهر بفيلمه البوليسي Training Day (عام 2001)، نوعاً خاصاً به من الأفلام التجارية. فيسعى من خلال أفلامه إلى نقل التوتر البشري العالمي، مركزاً غالباً على سعي الإنسان إلى فعل الصواب في وجه ظروف عصيبة عنيفة، تماماً كما فعل في أفلام مثل Tears of the Sun (قصة عملية إنقاذ نفذتها البحرية الأميركية) عام 2003 وThe Shooter (أحد أفلام نظريات المؤامرة) عام 2007.
يقوم Olympus على المحور عينه. لا يشكّل الفيلم خياراً موفقاً فحسب لمخرج يمتاز بواقعيته وحنكته. تدور قصته حول مجموعة من الإرهابيين الكوريين الشماليين الذين ينشرون الدمار في العاصمة واشنطن، ويستولون على البيت الأبيض في محاولة لإشعال الحرب في موطنهم.يدفع ذلك مايك بانينغ (جيرارد باتلر)، عميل سري سابق طُرد من منصبه بعد حادثة تعرض لها الرئيس (آرون إيكهارت)، إلى مواجهة وابل الرصاص لدخول البيت الأبيض، حيث يواجه بمفرده عشرات الإرهابيين بهدف إنقاذ الرئيس، ابنه، والعالم الحر بحد ذاته، كما يتبيّن لاحقاً.ولكن وسط هذا القتال كله، يعتبر فوكوا أن القصة تشمل موضوعاً أكثر حساسية: رجل يشعر بالذنب يحاول تصحيح أخطائه. يضيف فوكوا وهو يتنقل عبر مشاهد الفيلم في الجناح المخصص للتحرير في لوس أنجليس: {يضم الفيلم الكثير من المشاهد السريعة لأن هذا ما يريده المشاهد. لكنه يسلط الضوء أيضاً على رغبة الإنسان في الحصول على فرصة ثانية، فيما يقف الكون في وجهه ويقول له: عليك أن تسعى جاهداً لتنالها}.شخصية عنيدة قبل بضع سنوات، ما كان فوكوا يخطط لإخراج فيلم مماثل. فبعد انتهائه عام 2008 من فيلم Brooklyn’s Finest، الذي تدور قصته حول مجموعة من رجال الشرطة، رغب في العودة إلى العمل. ولكن بسبب ردود الفعل المختلطة التي تلقاها في مهرجان {ساندانس للأفلام} والتأخير المتكرر في التوزيع، أدخله Brooklyn’s في نوع من الثبات. شعر فوكوا أن مسيرته في عالم الأفلام انتهت عندما ذهب الشرطي (ريتشارد غير)، الذي ينجو من عملية تبادل النيران الدموية، ليصطاد على ضفاف بحيرة جملية ويطلق النار على رأسه.لا يعود ذلك إلى أنه لم يستطع الحصول على عرض جديد. على العكس، حصل على عروض كثيرة، منها فيلم عن الانتقام لكريستيان بايل، يتناول الملاكمة ويشارك فيه إيمينم، يحكي قصة حياة توباك شكور وسعيه المتواصل إلى إخراج فيلم عن بابلو إسكوبار. لكن هذه كلها لم تفلح. يتذكر أن زوجته، الممثلة ليلا روشون التي يقيم معها ومع أولادهما الأربعة في لوس أنجليس، ما انفكت تقول له: {عليك أن تقوم بعمل ما لتخرج من المنزل. عليك أن تخرج فيلماً من أجزاء عدة}. إلا أنه كان يجيبها: {لا أجيد هذا النوع من الأفلام}.ولكن في الربيع الماضي، تلقى فوكوا اتصالاً من المنتج آفي ليرنر، الذي بدا متحمساً لإعداد فيلم عن البيت الأبيض مع باتلر. أراد ليرنر مخرجاً يستطيع العمل معه في الحال. فكان من الضروري تصوير الفيلم، تحريره، والإنتهاء منه في أقل من سنة كي يهزم فيلماً منافساً من إنتاج Sony Pictures. وبما أن باتلر تعرف إلى فوكوا خلال عملهما على فيلم سابق، زكاه لإخراج Brooklyn’s. يخبر هذا الممثل: {لا يقدّم أنطوان مطلقاً فيلماً عاديّاً. فهو يدرك قوة لقطة واحدة ويجيد الاستئثار بانتباه المشاهد}.يذكر بيتر شليسل، المدير التنفيذي في شركة FilmDistrict التي أطلقت Olympus، أن فوكوا {كمخرج، يشكّل خطوة نحو الأمام عما يحظى به عادةً هذا النوع من الأفلام. يضمّن أفلامه مستوى من الحدية، فضلاً عن حساسية لا يُستهان بها}. ولا شك في ذلك. يشتهر هذا المخرج بقوة إرادته. يقول إنه يرغب في الحصول على شريكة منتج، إلا أنه لم يتمكن حتى اليوم من العثور على شريك يشعر بالراحة خلال التعامل معه.تدفعه شخصيته العنيدة إلى مواضع لا يتجرأ مخرجون كثر على التفكير فيها (أحياناً حرفيّاً كما حدث عندما خلال تصوير فيلم Brooklyn’s Finest). يعتبر المخرج أنه متأثر بمحرر فيلمه كونراد باف، الذي اقتبس منه قوله: {ما من خطوط مستقيمة في الطبيعة}، والذي أوح إليه بإضافة مشاهد إلى أفلامه قد يعتبرها البعض منفرة.يتضمن فيلم Olympus مشهداً من هذا النوع: انهيار نصب واشنطن بعدما هاجمته طائرة معادية. ونظراً إلى الظروف الراهنة وهندسة النصب (بناء طويل يتحوّل إلى حطام)، من المستحيل ألا يفكر المشاهد بانزعاج.