«عين عذاري... عمية»!

نشر في 30-03-2013
آخر تحديث 30-03-2013 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب عندما نتحدث عن الخدمات التي يجب توافرها، ليس بالمزاج أو التكرم أو التفضل أو المنَّة، بل توافرها يكفله الدستور الذي ارتضاه الأجداد والآباء، وإن كان لنا وجهة نظر في بعض مواده، فإننا نشاركهم في الرضا عن ذلك الدستور.

إن الخدمات التي كفلها الدستور، وأجبر جميع السلطات بتوفيرها ورعايتها وحمايتها، والمضي في زيادتها ورقيها وتقدمها، أصبحت مهددة بالخطر والانقراض... نعم، يهددها الانقراض، وانقراضها لن يكون بإلغائها، بل سيكون برداءتها وهجران مرافقها.

ومن أهم تلك الخدمات التي حرص على توافرها رجال الدستور الخدمة التعليمية، فلا نريد أن نتكلم عن بدايتها وتطورها عبر تاريخ دولة الكويت، ولكن نريد أن نسلط الضوء على ما وصلت إليه في وقتنا الحالي، كاشفين حجم الخلل في المؤسسة التعليمية، محاولين وضع الحلول الممكنة والمنطقية حسب ما نراه.

من المعتقد أن الكل يتفق على أن التعليم أو المؤسسة التعليمية بأركانها كافة مصابة بخلل في النظام المتبع للتعليم في البلد من الزوايا كافة، فهناك خلل في إدارة المؤسسة التعليمية، وخلل في سياسة التعليم، وخلل في مناهجه، وخلل في مخرجاته، وخلل في التعاقد مع المعلمين، وخلل في لوائح المؤسسات التعليمية الخاصة، وغيرها الكثير والكثير، لكن لا نريد أن نتكلم دون أن نوجد حلولاً لتلك الاختلالات.

سياسة التعليم يجب أن تكون واضحة للجميع، لها رؤية ورسالة، وجهود تبذل لخدمة الرؤية، وذلك بإيصال الرسالة عن طريق إعداد مناهج وطنية محلية مستلهمة من واقع وتاريخ البلد، على أيادي أهل الميدان من المدرسين والموجهين الفنيين والأكاديميين، وكل من له علاقة بالتعليم بدلاً من أن نستورد مناهج كاملة من الخارج (تكلف الدولة الملايين) لا تتماشى مع ديننا ولا مع عاداتنا وتقاليدنا.

التعليم يتطور ومازلنا على نفس الأسلوب، مازلنا نجبر الطالب على حمل حقيبة مدرسية تعجز عن حملها الدواب (أجلكم الله)، نحن في عصر التكنولوجيا والكمبيوتر و"الأيفون والآيباد"، وأبناؤنا فطاحلة في هذه التكنولوجيا أكثر منّا نحن الآباء، لماذا لا تكون الدراسة واستقاء المعلومة عن طريق هذه الأجهزة، بدلاً من الكتب والطباعة، وسؤال يتردد كل سنة مع بداية العام الدراسي، هل الكتب كاملة أم ناقصة، كل المواد تُحمَّل على موقع وزارة التربية، وما على الطالب إلا أن يختار المرحلة الدراسية التي يدرس فيها، وبضغطة زر تُحمَّل المواد على جهازه.

علينا أن نتقدم بنقلة نوعية في التعليم لنواكب التطور، ونستغل التكنولوجيا في خدمة التعليم، ونرحم ذلك الطالب من ثقل الحقيبة.

حرمان الطالب من الاستمتاع والترفيه والتنفيس في حصص التربية البدنية والفنية، حيث أصبحت هذه المواد من ضمن مواد النجاح والرسوب، وهذا الشيء قد أثر على ثلة من الطلاب، وأثر عليهم في تحصيل النسب العالية، وهذه المواد بطبيعتها تعتمد اعتماداً كلياً على المهارات والقدرات الشخصية.

كما قلنا في أول الكلام، لا نريد طرح المشكلة أو الخلل من دون أن نساهم في وضع حلول نعتقد أنها منطقية وقابلة للتطبيق.

التعليم في الكويت بحاجة إلى عملية غربلة واستئصال، حتى تكون الخدمة ذات فائدة يرتجى منها جيل مثقف ومتعلم يخدم البلد... ومن كل ما سبق هناك سؤال يطرح نفسه... "هل عين عذاري عمية؟!".‏

back to top